العشـــــاء الأخير

مسرحية من تأليف

سعيد حجاج

المشهد الأول:

( صالة منزل كل ما فيه ينم عن ذوق قديم جدا ، صالون من الطراز القديم ، بعض المناضد الصغيرة عليها بعض التحف . إلى اليسار باب يؤدي إلي المطبخ ، باب في صدر المسرح هو باب الشقة العتيق ، المقاعد والجدران قريبة نسبيا بحيث تتوافر إمكانيات إبعادها في مشهد تلو الآخر)  

-أمينة صاحبة البيت تجلس على كنبة الصالون تمسك بين يديها فستانا
قديما زاهي الألوان من تقص بعضا منه وتقيسه على نفسها ، بينما حكمت صديقتها الوحيدة تجلس بالقرب منها في صمت لا تفعل شيئا سوى النظر إلى ما تفعله.)

حكمت	:	إيه يا أمينة أنت بتعملي كل إيه كل شويه ؟
أمينة	:	" تضع الفستان على جسدها وهي جالسة و تضحك" ها إيه رأيك؟
حكمت	:	رأيي في إيه بالضبط؟
أمينة	:	في الفستان .
حكمت	:	" بعد صمت قصير " الكم قصير، وما فيش كم خالص ده كت  .. لا هو من سنك ولا من مقامك قصير قوي يا أمينة ... لا لأ الناس تقول علينا إيه ؟
أمينة	:	ها يقولوا إيه يعني ؟ هي الناس بتبطل كلام ؟
حكمت	:	قصير قوي بأقولك .
أمينة	:	آه ما أنا أصلي عاوزاه قصير قوي " تقص ذيل الفستان " بصي .
حكمت	:	يا نهار أسود ! إنت هاتنزلي الشارع كده يا أمينة ؟
أمينة	:	وفيها إيه يعني ؟
حكمت	:	إنت أتجننت ولا إيه ؟
أمينة	:	" تضحك ساخرة " هو أنا قادرة أتحرك عشان أنزل الشارع كده ولا غير كده ؟
حكمت	:	يعني ها تقعدي بيه في البيت ؟
أمينة	:	لمين يا حسرة ؟
حكمت	:	"مبتسمة " هو لازم يكون لحد ؟
أمينة	:	آه لازم لما أبين دراعي وركبي أبينها لحد آمال عياقة ؟
حكمت	:	يعني إيه ؟
أمينة	:	ما فيش حد ياحكمت .
حكمت	:	آمال بتعملي كده ليه ؟
أمينة	:	بألعب - الله - بلاش ألعب ولا أفكر حتى لما أرجع صغيرة ألبس إيه.
حكمت	:	" تنظر لها في دهشة  "
أمينة	:	إيه مالك ؟ عجزتي ؟ ولا شايفاني عجزت ؟
حكمت	:	ترجعي صغيرة تاني ؟ غريب والله .
أمينة	:	في الجنة يعني- مش لازم الواحدة تفكر تلبس إيه في الجنة.... ولا نقعد يعني من غير هدوم خالص
حكمت	:	إيه ؟ " تضحك بصوت عال. "
أمينة	:	" بحدة " بتضحكي على إيه ؟ أنا قلت حاجة تضحك إيه المسخرة دي .
حكمت	:	" يعتريها الخجل " على حكاية الجنة دي أيه .. هانخش النار يعني .
أمينة	:	الله وأعلم .
حكمت	:	هو أنا عملت عمري حاجة أستاهل أخش عليها النار ، كل اللي عملناه زمان كان هزار يبقى هأخش النار ؟
أمينة	:	الله وأعلم
حكمت	:	" تعود لحدتها " برضه هترجع تقولي الله وأعلم . هو آحنا وآحنا صغيرين كنا بنعمل حاجة يا حكمت " صمت " طب بصي بقى .. لو خليته أقصر كمان ؟ هيبقى شيك قوي يجنن وممكن يبقى موضة هناك
أمينة	:	يجنن مين بالضبط ؟
حكمت	:	الرجالة .
أمينة	:	الرجالة ؟
حكمت	:	ماهي الجنة برضه ها تبقى مشتركة فيها الرجالة وحريم وعيال صغيرة وبنات الله .. مش جنة بقى .
أمينة	:	" تقصّره أكتر "
حكمت	:	ده كده هايبقى مسخرة قوي . إنت ناوية تهزأي نفسك ولا إيه ؟
أمينة	:	" بحزن " باتسلى . اليوم أربعة وعشرين ساعة طويلة .. أقعد أبص لنفسي في المراية .. أهو باتسلى .
حكمت	:	اتسلي يا أختي
أمينة	:	أنا تعبانة يا حكمت حاسة أني تعبانة قوي . وكمان مش عارفة أعمل إيه في اليوم ده كله .
حكمت	:	اتكلمي في الفاضية و المليانة ، أي حاجة ، أهو نضيع الوقت وخلاص .
أمينة	:	مش لو كان اليوم 8 ساعات كان بقى كويس عن كده .
حكمت	:	كانوا هايقضّوا يا أمينة ؟
أمينة	:	يقضوا أيه ؟
حكمت	:	والله ما أنا عارفة ؟
أمينة	:	شفتى الولاد .. لغاية دلوقت ما جابوش الطلبات اللي أنا طلبتها منهم .. قلت لشادية في التليفون أنا عايزة يا شادية كيلو مشمش .
حكمت	:	مشمش ؟
أمينة	:	آه مشمش .
حكمت	:	في المشمش .
أمينة	:	بتقولي إيه ؟
حكمت	:	بأقول إنشاء الله " صمت " وبعدين آحنا في الموسم بتاع المانجه .
أمينة	:	آه ما أنا قلت لها في موسم المشمش أني عايزة مشمش .
حكمت	:	صح .
أمينة	:	ما هو أنا مش معقول في موسم المانجه ها أطلب مشمش .
حكمت	:	صح .
أمينة	:	ولغاية دلوقت ما جابتش حاجة والسوق زي ما إنت عارفة ... بعيد وزحمة ... وأنا ما أقدرش أخطي عتبة الباب يا حكمت .. الدوالي في رجلي معجزاني على الآخر دي حتى مخلية رجلي شكلها مش ولابد .. ما إنت عارفة عيون الرجالة تندب فيها رصاصة .
حكمت	:	معلهش بكره ربنا ياخد بيدك وتبقي كويسة) .صمت طويل (
أمينة	:	كان زمان عليّ جوز رجول ياحكمت .. فشر هند رستم في عزها .
حكمت	:	شادية كبرت يا أمينة إنت نسيتي ولا إيه .
أمينة	:	حتى وهي صغيرة لا كانت بترضى تجيب لي مشمش ولا تاخد حتى الأنبوبة تغيرها " تقلد أبنتها في سخرية "تقيلة يا ماما .. مش نضيفة يا ماما .. مش عارفة إيه يا ماما .
حكمت	:	وهي كانت بتشيلها بنفسها ؟
أمينة	:	لأ .. بس كانت حنينة على الشغالة .
حكمت	:	شادية ما عادتش بتقدر تمشي زي الأول .
أمينة	:	هىّ اللي عملت كده في روحها .
حكمت	:	حد يعمل كده في روحه ؟
أمينة	:	قلت لها الخلفة الكتير بتهد الحيل ما صدقتنيش وفضلت تزرب لحد ما بقى عندها كوم عيال هي وجوزها "صمت " شادية ما بتشبعش أبدا !
حكمت	:	ما بتشبعش من أيه ؟
أمينة	:	" تبتسم في خجل " ما بتشبعش عيال .( صمت )
حكمت	:	في السن ده ؟ دي حتى بتلبس نضارة كعب كوباية وما بتشوفش قدامها شبر .
أمينة	:	من الخلفة برضه ؟
حكمت	:	والله ؟
أمينة	:	طبعا
حكمت	:	يجوز برضه .( صمت )
أمينة	:	ما كانوش أخترعوا على ايامها وزارة الصحة بس أنا كنت عارفة لما تبقى فيه وزارة ها تقول إيه للناس .. وقلت لها .
حكمت	:	وسمعت كمان أنها عيانة.
أمينة	:	إيه ؟
حكمت	:	عيانة .
أمينة	:	على رأيك ... أنا عيانة ... " صمت " دي حتى ما بتسألش عني في التليفون يا مؤمنة .
حكمت	:	وهو فين التليفون ده ؟
أمينة	:	عند حمزة المكوجي .. ما هي معاها النمرة من قبل ما تتجوز .
حكمت	:	زمانها نسيت .
أمينة	:	فيه واحدة تنسى أمها ؟
حكمت	:	نسيت النمرة .
أمينة	:	لأ ما نسيتهاش ولا حاجة .. أنا عارفة بنتي كويس .. جاحدة .. ما بتفكرش غيرفي نفسها وعيالها وجوزها وبس أنما أمها .. زي خيل الحكومة لازم تنضرب بالرصاص علشان يستريحوا منها .
حكمت	:	أماّل هي يعني مش عايزة تكلمك .
أمينة	:	أنا ما قلتش كده .
حكمت	:	أماّل إيه ؟
أمينة	:	النمرة أصلها أتغيرت من زمان " صمت " هو حد عاد بيسأل على حد ؟ غيرش بس إنك صاحبتي وحبيبتي من أيام توجيهي ودايما تسألي عني وتوديني .. لو ماكنتيش بتسألي عني كان زماني مت ولا جرالي حاجة وأنا لوحدي وما حدش سمع عني خبر .. شقة بقت زي القبر والعيال زي ما جم زي ما راحوا .. اللي هاجر واللي أتجوزت واللي ...... والله ما أنا فاكرة الباقي راحوا فين ؟ مش يبقى الموت أهون ؟
حكمت	:	طيب ... طيب قفلي على السيرة دي وقوليلي عايزة إيه من السوق دلوقت ؟
أمينة	:	مش عاوزة حاجة ... غير كيلو مشمش .
حكمت	:	مش أنا قلت لك أحنا في موسم المانجه ؟
أمينة	:	مش عايزة غير حاجة واحدة بس .( صمت طويل )

إظـــــلام تدريجي

المشهد الثاني:

( الجدران والمقاعد تباعدت بعض الشيء .. تجلسان متباعدتين بملابس مختلفة أكثر قتامة ، تتباطأ حركاتهما )

حكمت	:	هو إنت فاكرة إنك إنت بس اللي وحيدة وتعبانة ؟ منساعة ما ماتوا الراجلين والحياة بقت صعبة قوي . صعبة عليّ أنا وإنت برضه … فاكرة لما كنا نروح اسكندرية سوا في الصيف ؟
أمينة	:	" تهز رأسها في نشوة " فاكرة .
حكمت	:	ننزل البحر ونبلبط في المية زي السمك ونقعد تحت الشمسية لحد الغروب ... كان حلو قوي الغروب .
أمينة	:	حاجات زمان كلها ماتتعوضش .
حكمت	:	بأقولك الغروب ... الغروب .
أمينة	:	ما أنا سامعة .. زمان كان الغروب فيه بركة عن دلوقت .
حكمت	:	إسمعي " صمت " تيجي نروح ؟
أمينة	:	نروح فين ؟
حكمت	:	اسكندرية .
أمينة	:	في الشتا يا حكمت ؟
حكمت	:	هو فين الشتا ده ..؟ أحنا في الصيف دلوقت .
أمينة	:	في الصيف !! أمال أنا بردانة ليه ؟
حكمت	:	" تفتح شنطتها " اشتريت مايوه يجنن .
أمينة	:	ايه ده ؟ ايه ده ؟ ده حتتين ياحكمت .
حكمت	:	ما هو لازم يكون حتتين ...أمال يبقى حتة واحدة ونتفضح قدام الناس؟
أمينة	:	ده بكيني .
حكمت	:	آه... ما أنا قاصدة .
أمينة	:	إيه ؟
حكمت	:	ولا على رأيك آحنا كبرنا ." تقذفه من النافذة وتغلقها مرة آخرى " ع الآخر ودبلنا ، احنا بقينا حاجة فظيعة يا أمينة كبرنا قوي ... شهر كام ويوم إيه ؟
أمينة	:	والله ما أنا فاكرة التاريخ .
حكمت	:	طول عمرك ما بتفتكريش ودايما بليدة فيه ، فاكرة لما كانت أبلة عصمت كل يوم تذنبك في الفصل لغاية لما رجلك تورم .
أمينة	:	تاريخ إيه ؟
حكمت	:	وبعدين ترجعك الدكة بتاعتك تاني تفضلي تعيطي من الوجع ، ولا تنزليش معنا في الفسحة .
أمينة	:	آنهو تاريخ ياحكمت اللي بتكلمي عليه ؟
حكمت	:	ولا تلعبي ولا تهيصي زي البنات ، وقال عاملة زعلانة .
أمينة	:	أيوه كنت زعلانة طبعا .
حكمت	:	أنا لوحدي اللي كنت عارفة إنك بتبصي علي مدرسة الصبيان اللي قصادنا عشان تلاغي حبيب القلب بتاعك وتقابليه .
أمينة	:	أخرسي قطع لسانك .
حكمت	:	أنا كاشفاكي من الأول , من ساعة ما كنا تلامذة بفيونكات .
أمينة	:	إيه جاب ده لده يا حكمت أنا كنت بأكلمك على تاريخ الميلاد .
حكمت	:	أنا عارفة بقى ، آدينا بنتكلم وخلاص( صمت طويل ) أنا حتى لما بأبص في المرايا باتضايق من شكلي أبقىعايزة أكسرها بطقم سناني .. وأخلص من مذلة كل يوم .
أمينة	:	أنا قلت لشادية كتير لما تيجي رايحة أنت وجوزك وعيالك البحر حديني معاكي. واللهي ما هلبس المايوه ولا هاقرب ناحية البحر .
حكمت	:	( بعمق ) البحر .
أمينة	:	أنا مابقيتش صغيرة على الكلام ده ..أنا عاوزة أشوفه بس .. وأشم هواه اللي يرد الروح .
حكمت	:	هي فين الروح دي يا أمينة ؟
أمينة	:	( بغضب ) البنت ما بتصدقش .
حكمت	:	أنا حاسة إني ما بقيتش إنسانة ياأمينة .
أمينة	:	هـه !
حكمت	:	( بعصبية ) ما بقيتش إنسانة .. ما بقيتش إنسانة ..إيه مش سامع  .
أمينة	:	امال طرشة انت بتصرخي في ودني كده ليه ؟ انت فاكراني مابأسمعش خالص كده..ماعدتش نافعة في حاجة؟
حكمت	:	مش قصدي والله ؟
أمينة	:	ولا قاصدك ! دي بقت حاجة تعل .
حكمت	:	أنتي زعلتي ولا إيه ؟
أمينة	:	مازعلتش ولا حاجة .. بس مش كده يا حكمت انا تعبانة علي الآخر ومش طايقة نفسي وحاسة كده اني زي ما أكون ودني وجعاني ومصاريني بتاكل في بعضها والدنيا بتغيم في عينيا                           ( اظلام تدريجي )
حكمت	:	كل دي تهيؤ ات "بحزن" الدنيا حلوة ياأمينة حلوة قوي كمان ومليانة حاجات جميلة شمس وزهور وطبق بنور ونور وحياه .

إظـــــــلام

المشهد الثالث

( الجدران تباعدت والمقاعد والمرأتان تباعدتا أيضا وترتديان ملابس مختلفة وأكثر قتامة .. تلتقط أمينة راديو ترانزستور من علي منضدة قريبة وتدير مؤشره بسرعة ثم تغلقه في ضجر بعد أن ضغط الضجيج علي أعصابها. )

أمينة	:	ماعدش حتي فيه أغنية تتسمع ولا كلام يداوي القلب المجروح
حكمت	:	وهو انت كنت استنيتي علي الراديو لما ينطق ؟
أمينة	:	دوشة دوشة انا مش عاوزة اسمع حاجة ولا أسمع حد انا كده كفاية علي قوي انا الأيام بتاكل روحي ياحكمت .
حكمت	:	اسمعي الاخبار .
أمينة	:	أخبار ايه اللي عاوزة تسمعيها ؟ غير مين حارب مين وفلان سرق كام وعلان وترتان ماتوا في حادثة عربية وفلان ضحك عليه الدجال ومش عارفة مين صحي من النوم لقي نفسه نبي وليه محبين وعلان نام عريان حلم بجنية بتاخده تحت الأرض وتلففه السبع بحور والسبع جبال .. هوده كلام يتسمع ده ؟
حكمت	:	على رأيك .. أطفيه .
أمينة	:	طفيته .. وأهو كمان النور قطع .
حكمت	:	لأ ما قطعش .. النضارة وقعت علي الأرض .
أمينة	:	لأ النضارة اهي ماسكة في وشي كويس .
حكمت	:	يبقى نضارتي أنا اللي وقعت علي الأرض .
أمينة	:	أبدا .. النضارة على عنيكي .
حكمت	:	آمال حصل إيه ؟
أمينة	:	" بغضب " النور قطع بأقولك .
حكمت	:	" بحدة " والله ما قطع يا أمينة .
أمينة	:	يبقى احنا عمينا يا حكمت .( تضحكان سويا ثم تتوقفان فجأة ليسود صمت طويل )
حكمت	:	مالك ؟
أمينة	:	نفسي في المشمش يا حكمت نفسي رايحة له .
حكمت	:	مشمش إيه في السن ده ؟ و احنا في موسم المانجه .
أمينة	:	" بعصبية " يعني أخلّي نفسي في المانجه علشان تستريحي .( صمت ) جوزي كان على حق لما قال لي إيه رأيك يا أمينة أقتلك وأنا بأطلع في النفس الأخير ولا إنت تقتليني وإنت بتطلعي في النفس الأخير .. بالشكل ده ما حدش يسيب التاني لوحده في الدنيا أهو مات الأول الجنان من غير ما هنعرف احنا هنموت امتى و لا إزاى ولا فين .
حكمت	:	عقلنا صغير ما يقدرش يعرف الحاجات دي .
أمينة	:	تفتكري كده ؟
حكمت	:	حكمت : إنت إيه رأيك ؟
أمينة	:	للموت علامات .
حكمت	:	زي إيه يعني ؟
أمينة	:	أنا ما أعرفهاش .. أبدا أنا أحسها بس .
حكمت	:	أهو إنت كده .. ما بقتيش تعرفي حاجة أبدا .
أمينة	:	أنا يا حكمت ؟
حكمت	:	أمال أنا ؟
أمينة	:	ربنا يسامحك .( صمت )
حكمت	:	أنا مش عارفة جوزك جات له الفكرة دي إزاى دي فكرة حلوة قوي .. ده كان مكشوف عنه الحجاب .
أمينة	:	حجاب إيه .. ماهو مات الأول وأنا و إنت بس اللي فاضلين ..وزي ما يكون العالم فاضي من حوالينا ما فيهوش غير صوت مكن وقنابل وبس .. شادية كبرت وبقت عيانة بقت زي الميتة ما بتقدرش تمشي , وأخوها بعيد في آخر بلاد ربنا وأنا من 35 سنة عايشة لوحدي مش حاسة بأفيد ولا أستفيد . قلت لها أنا أمك الوحيدة يا شادية هاتي جوزك والعيال وعيشوا معايا , لبشقة برحة وممكن تتعمل دورين كمان " صمت " شايفة السقف علو إيه .. حاجات زمان كانت عالية وبرحة .. بلاش حتى تعيشي معايا تعالي زوريني بس وروحي بعد خمس دقايق قالت أنا بروح للدكتور كل يومين قلت لها لما تيجي رايحة للدكتور مري عليّ .. خديني معاكي حتى يشوفني عندي إيه ولا تعبانة ليه واهو نفضل شوية مع بعض نتكلم ونضحك بدل ما أنا هنا على طول لا باشوف الدنيا ولا الدنيا بتشوفني وما ليش غير حكمت بس حتى حكمتزهقت مني خلاص ..وأنا ..... وما حدش طايق حد .
حكمت	:	أنا و إنت بس يا أمينة .. البيت بتاعي زي ما يكون ساكناه العفاريت والصور اللي على الحيطان زي ما تكون كلها بتبص لي وتبكي على حالي وعايزة تخرج من البراويز تواسيني .. مرة جوزي قطع الشريط الأسود من البرواز وكسر الإزاز وخرج قعد معايا كلمني عن حياته هناك وكلمته عن موتي هنا , بعدها فص ملح وداب ما بقاش يجي تاني ولا يعتب البيت .
أمينة	:	أمينة : الدكتور كان بيجي مرة كل شهر يطّمن علي , ويقعد يديني شوية مقويات وشوية أقراص بالمرة ويسيبني ويمشي دلوقت ما عادش بيجي ما أعرفش مات ولا أفتكرني أنا اللي مت .. " صمت " الساعة عاى الكومدينو وقفت خلاص وحتى ساعات عقاربها بتتحرك للشمال مش لليمين وأنا برضه بأكبر ما بأصغرش باعجز وسمعي بيتقل .. " صمت "الساعاتى نفسه ما قدرش يصلحها وقال لي مالهاش غيار مش موجودة في السوق ده حتى أول ما شافها قالي ممكن تلاقي لها قطع غيار في متحف الساعات .. فيه حاجات زي ديه من العصور الوسطى . " صمت " ناس ما عندهاش ذوق ولا دم ما فيش أخلاق خالص كده ..يقول مالهاش تصليح وخلاص .. وأنا أرجع أشيلها ذكرى وخلاص وأفتكر بها اللي فات .. مش يقعد يقطمني ويقولي العصور الوسطى والعصور النيلة .
حكمت	:	الفراق صعب .. خصوصا لما الواحدة تكون ... خصوصا لو الواحدة كانت بتحب جوزها .
أمينة	:	بتحب جوزها " ساخرة "
حكمت	:	" صمت وتسرح ويأتي صوتها الداخلي بينما أمينة تتحرك في تثاقل ناحية النافذة المغلقة تعطي ظهرها للجمهور بينما حكمت مواجهة له " ولا على رأيك كنا بنتجوز غصبا عننا لو مش علشان الملل يبقى علشان مانعنسش ولو مش علشان يبقى علشان السترة ولو مش علشان يبقى علشان أهالينا خايفين من عار البنات ولازم نبقى زي مخاليق ربنا اهو العمر فات والواحدة ما عرفتش طعم السعادة هو كمان ما كانش مبسوط بس كان لازم يحافظ على البيت والعفش اللي جابه ودفع فيه شقى عمره .. وأنا علشان ما أرجعش لأهلي مطلقة والناس تقول عملت وسوت .. كنا بنضحك قدام الناس وكنا نمسك أيد بعض علشان ماحدش يحس بينا ويشمت .." صوتها العادي " أنا عمرى ما كنت مبسوطة أبدا .. أبدا يا أمينة .
أمينة	:	" تلتفت لها وتذهب نحو المقعد "
حكمت	:	" بصوتها العادى " ده حتى لما كان بينام معايا يقعد دقيقتين يخلص غرضه مني , يحضن المخدة ويديني ضهره ويروح في سابع نومة ... ما كانش بعدها يحضنّى ولا يبص في وشي .. مرة كلمته في الموضوع ده قالي مش قادر أحبك يبقى أحضنك ليه وإنت زي لوح التلج " تبكي " قال لي أحضنك ليه يا أمينة .
أمينة	:	" صوتها الداخلي " كل يوم خناق على مصروف البيت , خناق على هدوم العيال , وخناق على التلاجة الفاضية ومافيهاش لحمة .. ع الأيام الباردة ومافيهاش دفا , والعيال زهقت من الخناق وطفشت .. ناقصين تربية واحنا كنا هنربي ولا هنتخانق ..بس أنا أنتقمت " صوتها العادي " بعد ما مات بعت كل قشة من حاجاته ما خليتش ولا صنف حاجة من ريحته الوسخة حتى الورود اللي كانت وسط الكتب من أيام الشباب أديتها للزبال يأكلها للخنازير .
حكمت	:	مش كنت بتقولي أنه قالك مش لازم حد يموت ويسيب التاني .. لازم يقتله علشان ما حدش يبقى لوحده .
أمينة	:	كان بيحب التمثيل قوي .. كان ساعات يطلع فى السيما ما يتكلمش وكان يتكلم هنا .
حكمت	:	أنا عمري ما حبيت التمثيل بأحب الحقيقة .( تسرح بنظرتها للبعيد )

إظلام تدريجي

المشهد الرابع :

( الجدران صارت أكثر تباعدا والنساء أكثر جفوة .. حكمت ترتدي ملابس سوداء بينما أمينة بملابسها العادية القاتمة )

حكمت	:	( صمت طويل حكمت لاتعرف من أين تبدأ ..) تاكلي ؟
أمينة	:	جوعتي ؟
حكمت	:	شوية .
أمينة	:	زي بعضه .
حكمت	:	زي بعضه إيه ؟
أمينة	:	ناكل .
حكمت	:	إيه مش عايزة
أمينة	:	مش إنت عايزة ؟
حكمت	:	يعني .
أمينة	:	طيب .( صمت )
حكمت	:	أنا قايمة اهو " تظل جالسة "
أمينة	:	طيب التلاجة مليانة جوه . ( تتجه حكمت نحو الثلاجة في تثاقل لايعبر عن رغبة حقيقية في القيام ) لأ والنبى يا حكمت ما تسبيني دلوقت .. لسه بدري .
ص حكمت	:	" بعد أن تدخل المطبخ " أنا في المطبخ ها أسخن الأكل أسخن لك معايا .
أمينة	:	زي بعضه .
ص حكمت	:	هو إنت كل حاجة عندك زي بعضها كده على طول ؟
أمينة	:	عندك الجبنة في التلاجة .. وفيه طبيخ في التلاجة .. هو بايت بس ما حمضش , والأطباق على المطبقية , فيه كمان رز .. شدى ضهرك بس وها تطولي الأطباق أتجدعني ..المعالق هناك فى درج المطبخ الوسطانى .. طبخت بامية إيه ما بتحبيهاش دي جميلة .. الدرج الأولاني لأ .. ده اللى بأحط فيه الشوك والسكاكين وتالت درج فيه شوية كراكيب .. شوك ومعالق مصدية . الولاعة على المطبقية .. شدي ضهرك وإنت تلاقيها حسسى .. حسسى أنا حاطاها قريب ع الرف الفوقاني .
ص حكمت	:	كفاية بقى يا امينة .. ولعت البوتاجاز خلاص .
أمينة	:	بتقولي إيه ؟
ص حكمت	:	بأقولك ولعت البوتاجاز خلاص والأكل سخن كمان .
أمينة	:	والله ما أنا عارفة إنت بتقولي إيه ؟
ص حكمت	:	كفاية بقى وطي الصوت .
أمينة	:	على رأيك .. كلنا هنموت " تبتسم بسخرية " مش لو كنا عشنا زمان كويس كنا دلوقت بقينا كويسين .. السكر عندك ع الرف الفوقانى .
حكمت	:	" تدخل تتجه لمنضدة صغيرة جانبية تفرشها بالجرائد استعدادا لإحضار الطعام " سكر يا أمينة
أمينة	:	إيه ها تشربى الشاى سادة ؟
حكمت	:	أنا بأسخن الأكل .
أمينة	:	آه .. أفتكرت بتعملى شاي .
حكمت	:	إنت ما بقتيش في وعيك خالص " تدخل " ( نسمع صوت غرف الطعام فى الأطباق ..أصوات صاخبة )
أمينة	:	إنت بتعملى إيه ؟
حكمت	:	بأغرف الأكل .
أمينة	:	بالراحة البيت ها يتهد ( تدخل حكمت حاملة الأطباق الواحد تلو الآخر )
حكمت	:	إيه ؟ إنت بتتكلمى كتير كده ليه ؟ أنا مش قادرة أسمعك وأنا فى المطبخ .. كله كلام كلام كده ؟ ما بيعرفيش تسكتى أبدا ؟
أمينة	:	احنا حياتنا أنتهت وبكره ها نبقى فوق .
حكمت	:	هه ؟
أمينة	:	حطى لمون على البامية .
حكمت	:	حطيت كل حاجة .( وهى تدخل المطبخ .. تسقط منها زجاجة صغيرة.. تلتقطها بسرعة فى غفلة من أمينة )
أمينة	:	إيه اللى وقع منك .
حكمت	:	دى المعلقة .
أمينة	:	صوت المعلقة ما يعملش كده .
حكمت	:	الملاحة يا أمينة .. الملاحة .
أمينة	:	طيب . ( تذهب إليها تسندها حتى المنضدة )
حكمت	:	إيه مش مصدقة ؟
أمينة	:	وما أصدقيكش ليه ؟
حكمت	:	أنا عارفة ؟
أمينة	:	إنت عمرك ما كذبتى على .
حكمت	:	أنا لىّ غيرك ؟
أمينة	:	ها تكذبى علىّ ليه ؟
حكمت	:	يعنى إيه اللى هاتكون وقعت منى ؟ إزازة سم ؟
أمينة	:	" تجلس على أحد الكرسيين " أقعدى بقى كلى .
حكمت	:	لأ أنا مش جعانة .
أمينة	:	إنت قلتى إنك جعانة .
حكمت	:	طيب ها أكل . ( تأكلان فى بطء بينما حكمت ترقبها بدقة )
أمينة	:	مش عارفة .. يمكن قدامنا وقت طويل نقدر نعيشه واحنا مبسوطين شوية .
حكمت	:	يمكن .
أمينة	:	يمكن .
حكمت	:	عارفة يا أمينة ؟ أنا النهارده الصبح قبل ما أجيلك حصل لي حاجة غريبة .
أمينة	:	و أنا برضه النهارده الصبح قبل ماتيجى لى حصل لى حاجة غريبة .
حكمت	:	حصل إيه ؟
أمينة	:	لأ قولى إنت الأول .
حكمت	:	أقول إيه ؟
أمينة	:	الحاجة اللى حصلت لك قبل ماتيجى لى النهارده الصبح .( صمت
حكمت	:	" تنظر لها فى دهشة لأنها نسيت ما قالته تماما "
أمينة	:	أنا بقى أقولك حصل إيه النهارده الصبح ما تيجى لى .
حكمت	:	حصل إيه ؟
أمينة	:	صحيت لقيت نفسى جسمى أزرق وساقع حسيت إنى خارجة من تلاجة مشرحة .. والدنيا مغيمة حواليا والشقة حيطانها ناقصة كام حيطة والصالون كرسيين ونص كنبة والسجادة نصها ع الأرض والنص التاني مش عارفة راح فين .. قلت فرجت يا ما أنت كريم يارب .. يبقى ها أموت .
حكمت	:	بعد الشر يا أمينة .
أمينة	:	الموت مش شر .. بعدها بخمس دقايق الشقة حيطانها كملت والصالون كنبة وأربع كراسى والسجادة مفرودة ع الآخر لحد الحيطة .. قلت يبقى عزرائيل رجع فى كلامه ورد لى نص الروح اللى كان خدها منى .
حكمت	:	كنت بتحلمى .
أمينة	:	أنا عمرى ما حلمت .
حكمت	:	يبقى كابوس .
أمينة	:	و لا عمرى نمت بجد علشان تجيلى كوابيس .( صمت)
حكمت	:	أنا عمرى ما حبيت جوزى .. لكن كان نفسى أخلف من حد .. حد أحبه .. ولد ولا بنت ولا أى حاجة تشجعنى أحب العيشة .. لكن ما قدرش .. كان عاجز ..وأنا عمرى ما سلمته   نفسى كلها " تبكى "
أمينة	:	خلينا نتكلم ع الفاضى .. من غير ما نندم على حاجة ولا نفكر فى حاجة .. من غير ما نعيط ولا تسح الدموع من عينينا وتغرقنا .. أنا و إنت بس يا حكمت .. مش لازم نفكر فى بكره .
حكمت	:	بكره ؟ آنهو بكره .
أمينة	:	أى بكره .
حكمت	:	أى بكره ؟
أمينة	:	إيه مش فاهمة ؟ ( صمت )
حكمت	:	مالك ؟
أمينة	:	حاسة إن روحى بتنسحب منى .. وبعد شوية ها( تصيبها حالة من التلوى والتشنج والنحيب )
حكمت	:	" تنظر لها ولا تقترب منها ولا تبدى أى رد فعل يناسب الموقف ، تحت بقعة ضوء مركزة " جوزك كان عنده أفكار عظيمة يا أمينة .

إظــــلام ح

المشهد الخامس :

( المرأتان صارتا أكثر تباعدا , الجدران صارت بعيدة جدا لتعطى إحساسا بالجفاء , الفستان القصير على المنضدة , جواره كومة القصاقيص ، منضدة الطعام ما زالت مشغولة بالأطباق المتسخة , المكان يوحى بالقذارة , الضوء خافت وبارد , الملابس صارت أكثر قتامة , تحركات النساء صارت أكثر بطئا والحوارات تملأها الفراغات )

حكمت	:	إنت عمرك ما حبيتينى أبدا .
أمينة	:	بتقولي إيه ..أنا ما عدتش سامعاكى .
حكمت	:	كل الحكاية إننا كنا أصحاب من زمان .. لكن صحوبية كدابة , ليها ألف ألف وش .
أمينة	:	أنا مش عارفة معدتى مالها .
حكمت	:	ايوه .. ايوه ..غيرى الموضوع .. مالها معدتك ؟
أمينة	:	حاسة إن مصارينى بتتهرى .
حكمت	:	عمرك ما كنتى غير حية لئيمة .. كنتى بتخونيني مع جوزى .
أمينة	:	" تشعر بالغثيان "
حكمت	:	كنت عشيقته اللى كان بيروح لها ويسيب مراته .
أمينة	:	حصل لك إيه يا حكمت ؟
حكمت	:	اللى كان معذبنى .. خيانتك إنت .. مش خيانته هو .
أمينة	:	أنا مش مصدقة اللى بتقوليه .
حكمت	:	إشمعنى دلوقت سامعة كويس ؟
أمينة	:	الكلام ده أنا حساه .
حكمت	:	حصل ولا لأ ؟
أمينة	:	ما حصلش حاجة يا حكمت .
حكمت	:	كان زيك تعبان
أمينة	:	" حالتها تزداد سوءا " إنت كبرت وخفت .
حكمت	:	كنت ساكتة بكيفى .( صمت ) أمينة إنت بتحبينى ؟
أمينة	:	" تتقيأ " كنت آخر واحدة ليّ .
حكمت	:	كنت ؟ ودلوقت ؟
أمينة	:	احنا الأتنين كنا آخر أتنين لبعض .
حكمت	:	ودلوقت ؟
أمينة	:	جوزك ما كانش يدخل ذمتى بتلاتة خردة .
حكمت	:	أماّل كنت بتاخديه منى ليه ؟
أمينة	:	مجنونة .. إنت مجنونة .
حكمت	:	طبعا مجنونة .. اللى كانت تشوف ده بعينها من أعز واحدة ليها .. كان لازم تبقى دى نهايتها .. كان لازم طبعا أبقى مجنونة .. طبعا .
أمينة	:	انت ازاي تقولي كده ؟
حكمت	:	ايه بتكرهيني؟
أمينة	:	عمري ماعرفت اكره حد .
حكمت	:	يبقي ماعندكيش دم .. بتكرهيني يا أمينة ؟
أمينة	:	لأ
حكمت	:	لأ اكرهيني .. اكرهيني ( تندفع الي المطبخ , نسمع صوت اصطكاك الأدوات بعضها ببعض الأشياء تسقط علي الأرض محدثة جلبة , أمينة تسعل بشدة إلي أن نشعر بازرقاقها تماما حتي يتهدل جسدها , بعد لحظات متوترة مختلطة بالموسيقي وصوت ضربات القلب تدخل حكمت ببطء ممسكة بسكينة )
أمينة	:	هاتعملي ايه ياحكمت ؟
حكمت	:	بتكرهيني يا أمينة ؟ بتكرهيني ؟
أمينة	:	لأ بحبك .
حكمت	:	كدابة .
أمينة	:	اناعمري ما كدبت .
حكمت	:	قولي انك بتكرهيني .
أمينة	:	اقول ليه ؟
حكمت	:	" تبكي كطفلة " قولي ياأمينة وخلصيني .
أمينة	:	ايه اللي في ايدك ده ؟
حكمت	:	سكينة صغيرة .
أمينة	:	هاتعملي بيها ايه ؟
حكمت	:	مش عارفة .
أمينة	:	بس أنا عمري ماأذيتك ولاخطر علي بالي .
حكمت	:	الأذية اننا نعيش كدة .. اكتر من اللي عشناه .
أمينة	:	انت بتقولي ليه كده ؟
حكمت	:	" تصرخ في امينة " أمينة امسكي .
أمينة	:	ايه دي ؟
حكمت	:	سكينة
أمينة	:	" وهي تسعل بشدة " بلاش عبط ياحكمت ارميها بعيد .
حكمت	:	اغرسي سكينتك في صدري وانت بتطلعي في النفس الأخير
أمينة	:	مين قالك اني هاأموت .
حكمت	:	أنا عارفة .
أمينة	:	ماحدش يقدر يعرف .
حكمت	:	للموت علامات .
أمينة	:	" في حزن شديد " يعني أنا هاأموت ؟ هاأموت ياحكمت ؟ اين علي الموت ؟ انت عارفة ؟
حكمت	:	اللي نفسي فيه اننا نموت احنا الأتنين ولا كأننا كنا عايشين هنا قبل كده ..ولاكان لينا حياه ولاذكريات ولالينا حاجة خالص .
أمينة	:	بس أنا مش عايزة .
حكمت	:	" تبكي أمامها " أنا ماأقدرش ابقي وحيدة ياأمينة " تسقط منها السكينة "
أمينة	:	هاتعيشي معايا .
حكمت	:	انت مش هاتعيشي .
أمينة	:	يبقي أمر ربنا نفد خلاص . بس لازم تعرفي اني ماخنتكيش .. لامع جوزك ولامع غيره .. انا عمري ماخنت ياحكمت ولاهاأخون .
حكمت	:	أنا عارفة الحكاية دي بس كنت عايزاكي تقتليني .. وعلشان تقدري تعملي كده كان لازم تكرهيني .. تكرهيني وانت بتطلعي في النفس الأخير .. أنا مش زعلانة منك ولاحزينة .. انا بس مش قادرة أعيش تاني ولاقادرة أحط السكينة بايدي في صدري وأموت ولا قادرة ....................." تتحرك شفتاها وهي ناظرة للمطلق بينما أمينة تهذي بكلام غير مفهوم في همس "تعلو الموسيقي

إظــــلام تدريجي