مقامات الرحيل
سعيد حجاج
الشخصيات
1ـ المعلم مسعود :
رئيس جوقة القرن العشرين
2ـ صالح :
ممثل في الجوقة .
3ـ كمونة :
فتاه مرحة في العشرينات
4ـ تيمور :
ولد اخنف ولاذع اللسان .
5ـ رشاد :
لاعب خيال الظل .
6 ـ عم بكرى :
عازف ربابة وشاعر حلمنتيشى .
شخصيات شبه تاريخية .
1ـ الملك عبد الله بن بنى الأحمر
2ـ الوزير
3ـ الأمير سعيد
بن بنى الأحمر .
4ـ فلورندا الجميله .
5ـ الناسك .
6ـ شرطي اسبانى
أعضاء محكمة التفتيش :
عرائس قفازية
رجال ونساء وأطفال .
مشهد 1
( المكان خال تماما إلا من خلفية بيضاء )
ـ يدخل أعضاء الجوقة بأغنيتهم الجماعية . يتخللها مقاطع
غناء فردى .
المجموعة :
فنان فقير على باب الله
والجيب
مافيهشى ولا سحتوت
والعمر
فايت بيقول آه
والقطر فايت بيقول توت
تيمور :
صحيتنى ليه ياشاويش ياشاويش
أنا
كنت سارح في الملكوت
لما
بانام باحلم وباعيش
لما افوق مابا فوقشى باموت
بكرى :
وتقول عليا كبير السن
وانا
في قلبى ولد كتكوت
وتشوفنى بانعى وابكى وأأن
والدنيا
لسه بنت بنوت
صالح :
اشمعنى قلبى ضناه الشيب
من
الشقى مهرى ومنكوت
قال
اللى قال العيب في الجيب
والجيب
مافيهشى ولاسحتوت
كمونه :
والعمر فايت بيقول آه
والقطر
فايت بيقول توت
على
المحطة ياولداه
حتى
المحطة كمان هاتفوت
المجموعة :
فنان فقير على باب الله
والجيب
مافيهشى ولاسحتوت
والعمر
فايت بيقول آه
والقطر فايت بيقول توت .
( ينسحبون جميعا للخارج ماعدا تيمور الذي يفاجأ بالجمهور
)
تيمور :
ايه ده ؟ ايه ده ؟ اللى جابنى هنا ؟ استر يارب " يتدارك الموقف " مساء
الخير علسكم ياأسازدة . ايه مابتردوش ليه ؟ عموما نتعرف علشان نتكلم .. أنا الفقير
الى الله الراجى عفوه ورضاه تيمور ابن ابى منجة
قافل الاندلس . يامعلم مسعود .. خش يامعلم شوف مين اللى زعل الناس . خشوا
يافرقة رزقكم في .... رجليكم . باينهم مستنيين الجمعيه الاستهلاكية ولا فرن العيش
. احنا هانستغل الفرصة ونشخص هنا . الواحد مابيصدق صراحة يلاقى حد يتفرج عليه
اليومين دول . مش لسه هننادى على زباين .. الواحد اصله لو فضل في دور المنادى ده .
ممكن حنجرته تّفوت . ماتخش يامعلم مسعود .
مسعود : ايه
ياواد ياتيمور انت مسعور على ايه ياوله ؟هو الواحد مايعرفش يكمل جميله ابدا طول
ماهو في الفرقة الغم دى ؟
تيمور :
جميل ايه يامعلم اللى عاوز تكمله ؟
مسعود :
واحدة هانم قشطة رجلليها الملبن اتجزعت في الشارع الضلمة اللى ورانا قعدت ...ولسه
هاادلكها الا وصوتك الوحش ده يخلينا افط واسيب احلى حلم في حياتى .. اخص عليكم
فرقة زباله تقل المزاج .
تيمور : طب
قفل بقى على احلامك دى . الناس واخدة بالها منك .
مسعود : أخ
لامؤاخذة .. خش على الشغل ياوله . صباحنا وصبح الملك لله .
تيمور :
صباحنا ايه يامعلم ؟ سلامة الشوف الدنيا ليلت .
مسعود :
مايجراش حاجة . ماهو الواحد لما يستفتح يومه لازم يقول البقين دول , واحنا بنستفتح
يومنا .
تيمور : ده
في حالة مانكون بتوع لبن مش بتوع تشخيص . بس لعلمك بقى يامعلم الفرقة دى لو كانت
فرقتى كانت فرقت جامد قوى
مسعود : كنت
هاتقول ايه يعنى ؟
تيمور :
كنت هاأقول مساء الفل . اللى عاوز افمه لك من الدرس العويص ده ان الإدارة مش لعبه.
مسعود :
داهية تقلب نافوخك . روح انده لبقية الفرقة وبلاش غلبه .. المكان نضيف وبيشغى
بالخلق وباين الشغل هايحلى والدماغ هاتعلى .
تيمور :
وباين برضه هانتقفش قبل الجيب مايملى .
مسعود :
نتقفش ده ايه ؟ احنا لابنسرق ولا بننهب ولا بنبيع كلام بايت .
تيمور :
ماهو ده اللى هايخللى الحكومة تقفشنا .
مسعود :
مالكش صالح بالكلام ده .
تيمور :
اللى بيشيل قربة مخرومه بتدلدق على دماغه . يارشاد .. ياكمونه . شيلوا عمكم بكرى
وتعالوا احسن يتكعبل في الربابه .
مسعود : بطل
غلبه واخرج لهم وانا هاأستنى هنا احسن حد
يخش يحتل المكان ويقول مليان بترول ياابنى .
تيمور :
انت فاهم ان امريكا فاضية يامعلم .. دى وراها شغل كتير قوى . هى تخلص اللى في ايديها
بس وراح تفضى لنا . لكن اعمل حسابك بعد كدة مش راح انده لحد .
مسعود : كل
مرة بتقول الكلام ده ومابتعملش حاجة . كفاياك تهويش بقى .
تيمور :
علشان طيب يامعلم وقلبى لبن حليب .
مسعود : لأ
وانت الصادق علشان مش لاقى تاكل .
تيمور :
عايرنى انت كل شويه .. بس بكرة تشوف العقد اللى هاأعمله مع فرقة دلعنى يازغلول
بالراحة .
مسعود :
بتقول ايه ياواد ؟
تيمور :
بأقول الصبر طيب يامعلم .
( يخرج تيمور بينما مسعود يتجه للجمهور )
مسعود :
مساء الخير والحق والجمال .. طبعا انتوا تفتكروا السنه اللى فاتت لما لاعدينا
عليكم . وانستونا وانسناكم .. ايه مش فاكرين ؟ معلهش . اصل احنا يادوبك شخصنا
المسرحية من هنا وجت الحكومة لمتنا من هنا . انبسطوا مننا من هنا قضينا سبع تيام
في البرش . لغاية ماواحد افندى قيمة كدة .
افوكاتو ماخلصوش حبستنا جه يدافع عننا
يادوبك هو قال الظلم حرام بره الحجز الا وعنيكم ماتشوفش الا النور جه قضى معانا
سبع تيام كمان . القصد ، قالوا لنا انتوا مش بتوع مسرح . انتوا بتوع سياسه ,
قلنالهم والله العظيم مسرح قالوا لنا لأ والف لأ المسرح ده حلجة تانيه . قلنالهم حاجة تانية ازاى ؟ قالوا المسرح رقص
ومغنى ومسخرة . ده اللى احنا نعرفه . لكن
اللى انتوا عاملينه ده سياسة . قلنا لهم ده
احنا حيالله حبة مشخصاتيه بنحب الناس ونحب اللعبه . لانفهم في السياسة ولا
في النخاسة ولا في الخساسة . وياما لعبنا وبالشخاشيخ شخشخنا . وياما مسكنا فلوس في
اليد شخشخنا . رجع الزمان جار وم الإفكار شاخ شيخنا .انت ياواد ياتيمور ؟
تيمور :
ايوه يامعلم مسعود .
مسعود :
ماندهتش الفرقة ليه ياوله ؟
تيمور :
أخلص بس الحجر ده واروح يامعلم .
مسعود : حجر
؟
تيمور :الكرسى
يامعلم .
مسعود :
الكرسى يامعلم ؟ أنا كرسى ياتيمور ؟
تيمور :المعسل
.. الشيشة النرجيلة .. الجوزة ؟
مسعود :
هاتتجوز ياوله ؟
تيمور :
ياساتر .. ده معلم غبى قوى اقولها بأنهى لغة بس علشان يفهم ؟
مسعود :
بتبرطم تقول ايه ياوله ؟
تيمور :
مابقولش يامسعود .. عندى زغطة " ينادى " يافرقة .. يامشخصاتيه . ياجوقة
ياصيع .
ص المجموعة : ايوه ياتيمور .
تيمور :
" يدخل " عارفين شغلتهم صح . خشوا كلموا المعلم مسعود بتاعكم .
( يدخلون الواحد تلو الآخر حاملين أشياءهم )
كمونه : " مندفعة " ايه ده ايه ده ؟ ده حلم ولاعلم ولاكابوس ؟
رشاد : هو
ايه اللى حلم ولا كابوس ده يابت ؟
كمونه :
فيه ناس مستنيانا يارشاد علشان تتفرج علينا مخصوص .
تيمور :
ناس مستنيه تشمت فيكم ياقلل .
صالح :
" يدخل " يانهار ابيض .. ده احنا أغلى من العيش في الطابونة ياجدعان .
مسعود : فين
عمك بكرى ياصالح ؟
صالح :
بيدور علينا وجاى .
بكرى : " يدخل وهو يحمل الربابه ويغنى
"
البخت كان باخ وصحصح بس باخ تانى
وصح مع ناس أراذل بس باخ تانى
عدل بخوتهم بس ميل بختى آنى .
تيمور :
الله ياعم بكرى .. انت داخل حامى ليه كده ؟
بكرى :
عمال أحايل في بختى كتير وبسايس .
تيمور :
ركز الأول ياعم بكرى علشان الشغل يطلع مستوى .. ماتتسرعش .
مسعود :
خلصنا بقى انت وهو النا س مش جايه تتفرج على كلام فارغ .
تيمور :
أهو انت اللى حكمت .
مسعود :
حكمت على ايه ياتيمور ؟
تيمور :
على اننا بنعمل كلام فارغ وبنتكلم في عمل
فارغ .
كمونه :
قطع لسان اللى يقول كده .. المعلم قصده
نخش على الشغل على طول .
تيمور : حاضر ياجميل .. خشينا على الشغل على طول ..
" يقف على احد المستويات بينما الجوقة تعمل على ترتيب الأشياء على المسرح
"
امسيت أفقر من يروح ويغتدى
مافى يدى من فاقتى الا يدى
في منزلى لم يبق غيرى ممددا
فإذا رقدت . رقدت غير ممدد
لم
يبق فيه سوى حصيرة
ومخدة كلنت لأم المهتدى
كان
هذا حين سلمت مخى
لجوقة
النحس والمعلم مسعودى.
مسعود :
بتعمل ايه عندك ياقمع ؟
تيمور :بنبتدى
الشغل بالصلاة على النبى .
مسعود :
بتبتدى أنهى شغل ياوله ؟ أنا غلبت فيك , روح ياأبنى الله يسهلك نادى على باقى
الناس خلينا نسترزق على الصبح .
تيمور :
تانى هاتقولى الصبح ؟ ماالناس موجوده أهى يامعلم .
رشاد :
يعنى لما تكون المناس موجودة تقوم ماتندهشى على ناس تانى ؟ تقعد عاطل ؟ تقعد زيادة
عدد ؟ زيادة الخير خيرين ياتيمور .
تيمور : مش
لما نعرف هانشخص الأول أنهى روايه ؟
كمونه :
هانشخص رواية بنى الأحمر .
تيمور :
وهو فيه أحمر منك ياجميل ؟
كمونه :
وانت الصادق انت أحمر واحد في الفرقة .
تيمور :
سامع يامعلم مسعود ؟
مسعود : وهى
البنت غلطت في حاجة ياابنى ؟
صالح : هى
الحقيقة دايما كدة مرة يامعلم .
تيمور :
سامع يامعلم مسعود ؟
مسعود : أنا
بقى عارف علاجك " يعدو خلفه بالمقرعة فيخرج تيمور " انصبوا عدة الشغل
ياولاد ..يجعل مسانا ندا .
( بينما الجوقة تجهز عدة الشغل نسمع صوت تيمورمن الخارج
)
ص تيمور :
ياأهل مصر المحروسه .. جوقة القرن العشرين بقيادة المعلم تيمور التيمور .
مسعود :
المعلم مين ياوله ؟
ص تيمور : لا
مؤاخذة يامعلم لسانى فلت .
مسعود :
لسانك فلت ولا ناوى تعمل انقلاب ؟
ص تيمور :
ياأهل مصر المحروسة .. جوقة المعلم مسعود المسعود هاتقدم لكم الليله بكل سرور
تراجيدا سود ومحزنة .. بدايتها رحيل وآخرها غنا .. فالزموا بيوتكم ولا تخرجوش
بالليل .. الحاله مش ناقصة نكد .. ياأهل مصر المحروسة .. جوقة المعلم مسعود
المسعود هاتحكى لكم كلام فارغ قديم وجار عليه الزمن ومزورين فيه فالزموا بيوتكم
الحكومة بتقفش السهرانين .. ياأهل مصر المحروسه .......
( يكون الديكور قد اكتمل بينما يخفت صوت تيمور )
إظــــــــــــــــلام
مشهد 2
(بالإضافة للخلفيه البيضاء التي
تستعمل كسلويت وشاشة عرض , يوجد عدد من البوفات موضوعة في اماكن مختلفة تبعا لحاجة
المشهد كما انها تستخدم استخدامات عديدة )
مسعود يقف على احد البوفات وجواره على الأرض يقف تيمور .
مسعود : عن
بن الحجاج سعيد , كرم الله وجهه .
تيمور :
تانى ؟ ابن الحجاج تانى ؟
صالح : هو
كاتب الجوقة الاساسى وبيورد الشغل رخيص ياتيمور .
تيمور :
مانشوف لنا كاتب بتاع كوميديا بقى ونخلص , الناس بتطفش مننا ياصالح .
رشاد :
ماكنا بنتعامل مع مؤلف تانى ولما ربنا فتحها عليه باع ضميره واشتغل في المسخرة .
كمونه :
فتحها عليه جامد قوى , اشتغل قطاع خاص وجاب عربيه نص نقل . افتحها علينا يارب .
صالح :
يفتحها علينا ونجيب عربيه نقل ياكمونه .
كمونه : أي
عربيه والسلام . حد عارف حاجة ؟
رشاد :
احنا هانشتغل بقى ولا هانقضيها لت وعجن .. أنا عندى نمرة ومش فاضى .
تيمور :
ايه اشتغلت في سيرك ؟
رشاد :
سيرك ايه ياعبيط ؟
تيمور : مش
بتقول عندك نمرة ؟
رشاد : آه
.
تيمور :
بكرة تترقى ويدوك اسدة .
( يضكون جميعا بشكل مستفز )
مسعود : مش
عاوز تهليس منك له وكله يخليه في شغله .. اتفضلوا والا ودينى ....
تيمور :
اوكين يامعلم اوكين .. خش على الشغل ياابنى انت وهو .
مسعود : عن
ابن الحجاج سعيد . كرم الله وجهه ,
تيمور :
ونحل وبره .
مسعود : انه
قال :ـ
تيمور :
حرمت خلاص أنا تبت خلاص
ماكتبش
مرسح فيه سيرة الناس
الناس
بتزعل وتلوى بوزهــــــا
وكل
مهنه عليـــها حـــــراس
هانشخص
يوماتى في الهوا للهوا
ودماغنا
راح نقلبه فنطــــــاس
مانقولش
كذا ولا كيت ولا لــذ ا
ويصبح
فننــــا هلاس محتــاس
بكرى :
وقف عندك انت وهو , بقى هو الراجل بتاعنا اللى كتب الهلس ده ياتيمو ر ؟
تيمور : هو
أنا جايب حاجة من بيتنا ؟ ماالورق قدامك أهو ياعم بكرى دى حتى الرقابة شطبت على
السمرحية كلها وماسابتش الا البوقين دول . بلاش نقولهم راخرين .؟
بكرى :
والله ماأشتغل في الجوقة دى تانى ولا أعتبها .. اذا كنا هانمسخ بالشكل ده والراجل
بتاعنا يبيع القضية .
صالح :
الراجل تعب يابكرى ومن حقه يعيد نظر برضه ويجيب عربيه كارو حتى .
بكرى :
والله ماأقعد فيها يامسعود .
مسعود :
مانشوف اللى بعده يابكرى يمكن الراجل كتب موضوع عهليه القيمة وبيستفتح بالهيافة
علشان يخزى العين .
بكرى :
هاتجيله منين القيمة اذا كانت اول القصيدة هلس ؟
كمونه :
يبقى نصبر لغاية اخر القصيدة ياعم بكرى .
بكرى : مش
قبل الكلام الفارغ ده ماينشال .
مسعود :
اعتبرنا ماقلناش حاجة يابكرى .
تيمور :
خلاص ياعم بكرى الناس زمانها نسيت اللى انقال . ونبدأ من جديد .
بكرى :
نسيت ؟ نسيت ازاى ؟ هو أنا بعد ماأغنى على الربابه سيرة الظاهر بيبرس وابو زيد
الهلالى ومسعود بن حنزة .. اغنى على آخر الزمن كلام مسخرة بتاع بن حجاج الهلفوت ؟
سلامه عليكم .
تيمور :
" يمزق الاوراق " خلاص خلاص .. مبسوط كده ؟ انما مين مسعود بن حنزة ده
ياعم بكرى ؟
بكرى :
المعلم بتاعكم . ماهو بقت سيرته على كل لسان .
كمونه :
انت قطعت الورق يافقرى ؟
تيمور :
ماهومش عاجب الراجل ياكمونه .
كمونه : بس
ده مدفوع حقه وخلصان .
تيمور : مش
حكايه بقى اهونسامح حجاج في سندوتشين الطعمية وخلاص .
صالح :
فضوها سيرة بقى احنا هانشتغل من دماغنا .. من غير مؤلف ولا يحزنون .. كوميديا
ديلارتى يعنى . عارفينها ؟
رشاد :
صالح بقى مثقف وبيقرا كتب يامعلم مسعود . وده فال مش كويس .. الفقر هايركبنا ياناس
.. وماحد ش بيحترم ابو جيب فاضى ياعالم .
مسعود : أنا
بقى لما اشوف كاتب الغبرا اللى هايفشكل الجوقة ده لازم امسخره .. يخدعنا على أخر
الزمن ويبيع لنا ورق مضروب ؟
تيمور :
اذا كان ادانا ورق مضروب احنا اكلناه طعمية حمضانه وماحجدش احسن من حد .
صالح : ده
شغل صينى وربنا .
رشاد :
ومتمثل قبل كدة كمان .
مسعود :
اقتله علشان تستريحوا ؟ انصب العدة انت وهو على بال مايجى الفرج بتاع ربنا . واعمل
اى بابه دلوقتى يارشاد . علشان الناس السكرة دول مايزهقوش .
( رشاد يقف خلف شاشة الخيال ويلعب بالعروسة .)
رشاد :
تأملوا ياأهل النظر
ماقلت
في هذا الخيال
من
المعانى الرايقة
مع حسن ترتيب المقال
خيالنا
هذا المليح
على
الخلايق ينطــــلى
ومن
يجى بعدى يريد
يصنع
مثاله يبتلـــــى
بالكمد
والقهر الشديد
وبالغصص قلبه يتملى
يرتجع
خايب ذليل
في
خزى زايد مع نكال
والحاضرين
يتمسخروا
عليه نساهم والرجال
.
مسعود :
يالطيف اللطف يامولى الموالى
ياكثير الجود بفضلك تعفو عنى
حسن ظنى ان تغفر ذنوبى
ياإلهى لا تخيب فيك ظنى
بكرى :
" ينشد على الربابه "
وامدح نبى حسيب
مرسل
من المولى الرقيب
مختار
شفيع طاهر حبيب
سيد ربيعه مع مضر
خير الخلايق والآنام
الحق
خصه بالسلام
منصور
من المولى السلام
واعطاه
عطا لم ينحصر
اسمى
بكرى عمرى حمام
وحاسدى
عمره ضلام
ماله
نظام مثلى درر
( تضىء الخلفيه فنرى عبر السلويت جماعة من المسلمين
ينتظرون السفينه للمغادرة )
كمونه :
وقف عبد الله بنى الاحمر اخر ملوك غرناطه بعد انكساره المرير قدام جيوش الملك
فرديناند والملكة ايزابيلا .
مسعود :
وغرناطة ياموحدين بالله اخر مدينه كانت في ايد العرب بعد الجلاء عن بلاد الاندلس .
تيمور :
فاكرين بلاد الاندلس .
المجموعة :
" يغنو بسخرية " ياخسارة ياخسارة .. لاخليتوا فرح دام ولا خليتوا حكم
دام . ياخسارة ياخسارة .
صالح : وقف
ابو عبد الله على شط الخليج الرومى تحت جبل طارق في انتظار رحيله مع نساه والرجال
وعظماء القوم من بنى الاحمر .
رشاد :
نظر آخر نظرة على ملكه الذاهب بلا رجعة وأنشأ يبكى بكاء مرا .. وينشج نشيجا حزينا
وقال ....
بكرى :
" يغنى بمصاحبة الربابه "
في فم ده التمساح
قل لى على امرك
ومادهاك ياصاح
والسر منك باح
وانت بقيت لهفان
والدمع من عينيك
يجرى كما الطوفان
مسعود : وقف
كسير وحزين , حين ماحس بهاتف بيهتف في الخلا باسمه كأنه صوت من السما قاصده , رفع
راسه وعنيه فإذا بشيخ ناسك واقف على باب مغارة في الجبل .
( يظهر الناسك في خيال الظل يحركه رشاد )
الناسك :
نعم لك ان تبكى ايها الملك الساقط هعلى عرشك بكاء النساء , فانك لم تحافظ عليه كما
الرجال , ولو أن ماذهب من ملكك ذهب بصدمة من صدمات القدر أو نازلة من نوازل الضاء
, من حيث لا حول لك ولا حيله لهان أمره عليك . أما وقد أضعته من يدك واسلمته الى عدوك بضعفك فابك عليه
بكاء النادم المتفجع .
( يظل خيال الظل ويخرج الناسك البشرى )
الناسك :
لايظلم الله عبدا من عباده ظ, ولايريد
بأحد من الناس شرا ولا ضيرا ولكن الناس يأبون الا أن يقفوا على حافة الهوة العميقة
فتزل بهم اقدامهم . لم تقنع بما قسمه لك الله من الرزق . فأبيت الا أن تكون صاحب
الملك والسلطان ونازعت عمك الأمر واستعنت عليه بعدوك وعدوه فتناول رأسيكما معا
ومازال يضرب احدهما بالأخر حتى سال تحت الأقدام بئر من الدم فغرقتما فيه معا .
( يبدأ المشهد التمثيلى الذى من الجائز ان يمثله بعض
افراد الجوقة او ممثلون اخرون . نرى من حين لآخر عبر السلويت الشعب العربى وهو يبكى
الهزيمة المرة على ايدى الفرنجة )
الوزير :
الفرنجة يامولاى ليسوا اقوى منا شكيمه ولا أكثر عددا بل اقل . ورغم ذلك فقد
انتصروا في اغلب المعارك معهم ان لم تكن كلها .
الملك : لماذا والأمر على ماتقول ؟
الوزير :
هم لا ينتصرون بقوتهم . هم ينتصرون بضعفنا , هم لا ينتصرون بعدده .. بل ينتصرون
بتشتتنا . ينتصرون بتحالف امراء الطوائف معهم .. وهم الذين يعرفون عنا مايعرفون .
الملك :
نعم . تحالف امراء الطوائف من اجل سلطان زائل لا يدوم . كما ان عتبه ابن يحى
المغيلى كل يوم يسب بنى الاحملار جميعهم ويلعنهم من فوق المنابر واننى اخشى امن
تكون هى النهايه ياوزير .
الوزير :
ذلك امر من اجل الامور واعظمها .. كما ان جنودنا وخيولنا وسيوفنا مشتته . ولو كانت
جيوش قرطبة واشبيلية وطليطله وغرناطة قد اجتمعت تحت كلمة واحدة لما صمد الفرنجة
ساعة واحدة . أما وقد تفرقنا على هذا النحو الزرى
فوالله لا نعلم بعد الغد . لكن
اطمئن يامولاى . لكم يحقق علينا الفرنجة بعد انتصارا ساحقا .
الملك :
لطكنهم هزمونا في أكثر من معركة .
الوزير :
هزائم مفجعة والمها كبير لكنها ليست ساحقى . فالهزائم المفجع يامولاى هى اللطمة
التي بعدها يقف التاريخ ليستعيد انفاسه ثم
نقف على ارجلنا من جديد . اما الهزائم الساحقة فهى ان تباد جيوشنا . ان نرضى
بالهزيمة وتصبح امرا واقعا ان نسلم للعدو
بدون قيد اوشرط . أن ننسى ان لنا معركة اليوم او الغد . ان تنسى الاجنه في بطون
امهاتهم انهم ابناء العرب . ان حدث ذلك كله يامولاى فستكون هزيمتنا ساحقة .. امتا
قبل فلا ..
( يختفى الممثلون بينما رشاد يختفىخلف الخيال ويلعب )
الناسك :
لقد تفشت الخيانات . اتخذ بعضكم بعضا عدوا . اصبح كل منكم حربا على صاحبه وجرى كل
منكم نحو ملوك الفرنجة . لتستعينوا بهم عغلى انفسكم واهلكم .. فسقتم المسلمين
كالأنعام الى ميادين القتال . والعدو رابض من امامكم وبينكم .. العدو بينكم ..
تخشون على السلطان والعرش وتنسون شعوبكم تشكو شح العدل . فنبصرهم ي~نون جوعا
وتمزقا وندامه .
( الشعب على المسرح في احد الاركان )
رجل1 :
العيش شحيح في غرناطة والناس نيام ولم يعد في الاندلس نقطة مطر .
رجل2 : لأن
العدل ارتفع عنها .. العدل ارتفع .
رجل 3 :
يقولون ان المطر لاينزل الا عندما يكون الملك عادلا وحكيما .
رجل4 :
صلوا ايها الناس صلوات الاستسقاء لله الواحد القهار .. هلموا نطلب من رب العدل
بعضا منه ليصبه فوق رؤؤس مدينتنا .
رجل5 :
صلوا ليرتفع الشح ويعم الخير .. قد كثرت ذنوبنا لأننا صمتنا .. وكثرت ذنوبهم لأنهم
كرهوا العدل .
( يهبط علىالمكان فجأة جماعة من الشرطة ليقبضوا على
الناس وينتقل المشهد الى قاعة العرش )
الملك :
اقترب ايها الوزير.
الوزير :
لك السمع والطاعة يامولاى .
الملك :
ألست وزيرى وحامل سرى؟
الوزير :
وخادما وناهيا بأمرك .
الملك :
ألا أسلمك أختامى ومفاتيح خزائن ملكى ؟
الوزير :
كل هذا صحيح فلماذا السؤال يامولاى ؟
ص الشرطة : ذلك
لنخفف على مولانا ونحمل بعض العبء عنه .
الملك :
فلماذا الخداع اذن ؟
الوزير :
الخداع ؟
الملك :
لماذا لم يخبرنى أحد بدسائس امراء بنى اميه ؟ لقد اخبرنى من هم خارج هذا المكان
ولا يقتاتون من خيره . ان الامراء الموالين يجتمعون ضد سلطانى وعرشى .. فأين عيونك
ياوزيرى وأين عسسك ياصاحب الشرطة ؟
ص الشرطة :
يامولاى نحن على علم بكل ماقلته , بل نعد انفاسهم ونعرف تدابير امورهم ومايأفكون .
لكن الأمر لايحتمل تعكير صفوك .. لقد قبض العسس على خمسة منهم اودعناهم سجن غرناطه
.. وانتهى الأمر .
الوزير :
إن وقتكم لعظائم الأمور يامولاى .
الملك : ومن هم هؤلاء الخمسة ولماذا سجنوا ؟
ص الشرطه :
ارهابيون يرجفون باحاديث افك .
الملك :
وعما كانوا يتحدثون ؟
ص الشرطة : عن
الصلاة والعدل والمطر .
الملك :
مرحى مرحى .. لقد اثلجت صدرى ياصاحب الشرطة وقرت بك عينى ياوزيرى .. اذن فلقد قبض
العسس على خمسة يتحدثون عن المطر . مابلنا
بالأحاديث ؟ لاتنتهى المشاكل قط بالأحاديث . فبعدما استتب الأمر لنا هنا في الأندلس
جميعها لم تشغلنا سوى الأحاديث بينما ملوك الطوائف وامراء بنى أميه يجمعون افراد
الجيوش ويتحالفون مع ملوك الفرنجة ويخططون لعزلى ولتعليقكم على اعمدة القصر وانتم
تنامون ملء جفونكم . لا عاصم لنا اليوم ولا لكم الا الفرنجة اذن فبأسلحتهم وبأموالنا يعرفون كيف يردعون امراء وملوك
الطوائف ويخمدون الفتنه , ليستتب لنا الأمر . وليظل لنا العرش والسلطان .
( يتوقف الكادر على الملك والوزير وص الشرطة .. بينما
يظهر الناسك )
الناسك :
ستقفون غدا بين يدى الله ياحكام الإسلام وسوف يسألكم عما أضعتم .. سيسألكم عن
المسلمين الذين اسلمتموهم بأيديكم الى الى الأعداء ليعيشوا عيش الأذلاء ,سيسألكم
عن مدن الاسلام وأمصاره التي اشتراها اباؤكم بدمائهم وارواحهم وتركوها في ايديكم
لتذودوا عنها . فلم تحركوا ساكنا واصبحتم تطردون كما تطرد الفئران من مغارات
الذئاب . فماذا يكون جوابكم امام الله ؟
( يتردد صدى الجملة الأخيرة . يختفى الناسك بينما تيمور يهجم
على الملك والوزير وصاحب الشرطة الذين يخلعون الملابس ويخرجون عدوا )
تيمور :
اخرجوا بره ياغجر .. ضيعتونا وغربتونا .. انتوا سبب البلاوى اللى احنا فيها دى
( يعدو الجميع
خلف بعضهم البعض في جلبه واضحة )
مسعود :
الواد تيمور اندمج وهايودينا في داهيه .. حد يطفى النور قبل صاحب الشرطه مايبعت
رجالته يقفلوا الفرقة .. الله يخرب بيتك ياتيمور . اطفى النور يا جدع .
إظــــــــــــــــــــلام
مشهد 3
( نفس المنظر السابق . السكطون يعم المكان , افراد
الجوقة يلتفون حول تيمور الذى مازال يبكى بمرارة )
كمونه :
مافيش حاجة ياجدعان .. بس يظهر انه اندمج شوية .. إدن في ودنه يامعلبم مسعود
رشاد :
ماتخش عليه ياعم بكرى اديله حتة صبا في ودانه يمكن يرجع لعقله .
تيمور :
أنا مااتجننتش ياجوقة النحس . أنا رجعت لعقلى .. مش هما دول اللى ودونا في داهية
ولا أنا غلطان . أنا خلاص بطلت تشخيص ورايح اجاهد في سبيل الله , الله اكبر . الله
أكبر ظهر الحق وزهق الباطل .
مسعود :
ياواد ماهو احنا اللى بنعمله ده في سبيل الله .
تيمور : لأ
الحرب بس هى اللى في سبيل الله وانا بقى رايح احارب .. فاهمين يعنى ايه ؟ أنا
رايجح احارب ومش راجع غير وانا منتصر .
صالح :
ماهو انت كده بتحارب الجهل وبتنور الناس .. بتبصرهم باحوالهم وبتعرفهم تاريخهم .
كمونه :
ارجع لعقلك ياتيمور وخلينا نرجع مرجوعنا في الكلام .
تيمور :
كلام كلام كلام .. ا خلاص زهقت من الكلام
بكرى : كل ميسر لما خلق له .. وربنا ياابنى
اداك موهبة انك تضحك الناس وتفك عنهم .
تيمور :
موهبتى أبقى مفك ياعم بكرى ؟
بكرى :
قصدى تخرج الناس من همومها علشان اللى بيعمل حلجةى يقدر يعملها ويواصل . يبقى متعظ
من امبارح وعنده أمل في بكرة .
تيمور :
خلاص أنا مش عاوز ابقى بلياتشو تانى .. عاوز اتحجب واتوب .. عاوز اروح احارب .
مسعود : طب
استهدى بالله كده وقولى عاوز تحارب مين ؟
تيمور :
احارب مين ؟ " صمت " أهو أحارب وخلاص . انت بتسأل ليه الأسئله دى كلها ؟
رشاد :
ماأحنا قولنا لك على اللى فيها . احنا بنحارب حاجات كتير غلط في المجتمع .. احنا
ماإحناش اراجوزات .. احنا ناس اصحاب كلمه ياأخى .
صالح :
علشان كده شايف حالنا ؟ لكن لوكنا مضحكاتيه ولا عرايا .. كان حالنا بقى احسن من
كده بكتير بس روحنا خربانه . لكن لأ لا إحنا عاوزين ولا نرضى بغير كده ..
تيمور :
انتوا مش قادرين تعملوا غير اللى انتوا بتعملوه .
كمونه : مش
قادرين على ايه ياتيمور ؟ مش قادرين نعرى جسمنا ولا نقرص بعض ونقول نكت ؟ ماتتعدل
في كلامك بقى وتفوق ولا انت فاكرنا مستحملين ده كله ليه ؟ زمش عاوزين ننخ ؟ علشان
البلد دى بلدنا واللى يعرها يعرنا واللى يعريها يبقى بيعرينا كلنا ويخلينا نبقى
ضحكة خلق الله واحنا ماعندناش استعداد لا نهجص ولا نعر البلد ولا نعريها .. فهمت
ولا لساك حمار ؟
بكرى :
يسلم فمك ياكمونه . تسلم اللى شدت راسك .. فيه كام واحده مشخصاتيه في البلد بتفهم
زيك يابت ولا ليها دماغك الالماظ دى ؟بتعرف تمثل وتفهم كمان ؟ والله مافيه غير
اراجوزات وعرايا لما يزهقوا من عريهم يقولو لك احنا نتحجب ونبطل فن ؟ هات لى بقى
انت ياواد ياتيمور واحدة كانت بتفن بجد وقالت اتحجب ؟
تيمور :
ماهما دول ياحبيبى اللى متنغنغين في نعيم الدنيا وعمالين يزايدوا على الآخرة كمان
.. لكن انتوا هاتفضلوا غلابه .
مسعود :
ماهما احرار ياابنى واحنا كمان احرار وربك رب قلوب . اللى عاوز يعمل زيهم يعمل
واللى قابض على الجمر زينا يستحمل ناره . احنا احرار وهما احرار .
تيمور : لأ
ماانتوش احرار .. كلامكم بيفوت على الرقابه زيهم بالظبط .. هما كلامهم يعدى وانتوا
كلامكم يقف في الزور ويتمسح بيكم الأرض . هما شغالين في مسارح مكيفة واضاءة وانتوا
شغالين في الشوارع والخرابات . أنا ماشى ومش معتب الجوقة دى تانى .
كمونه :
يعنى هاتسيبنا ياتيمور ؟ هاتنسى العشرة بتاعة العمر كله والكلمه اللى جمعتنا
واللقمه اللى اتقاسمناها سوا في عز جوعنا ؟
تيمور : مش
بإيدى ياكمونه مش بإيدى ؟
صالح :
أمال برجلك ياروح امك ؟
تيمور :
أنا عاوز ابقى زى بقية خلق الله .. اتجوز ويبقى لى بيت وعيال واتوظف في الحكومة .
بكرى :
يعنى نويت تشحت من سكة تانيه ياتيمور ؟
تيمور :
" وهو في حالة هلوسة " واروح الشغل وارجع انام واصحى الصبح واروح اتطوع
في الجهاد واحارب وارجع انام الصبح واحارب وانام " يخرج تيمور باكيا بينما
الصمت والذهول يغشى اعضاء الجوقة بعض الوقت ثم يبدأون الغناء "
الجميع :
مافيش في الأمانى كدة ومش كده
يفرقنا
عن بعض بالشكل ده
باحبك
كأنى طليق العنان
وزى
العجوز اللى دق البيبان
وزى
الرصيف اللى في السيدة
مافيش
في الامانى كدة ومش كده
يفرقنا
عن بعض بالشكل ده
مايمنعش
عقلى شوية جنان
هايرجع
لعقلى رنين الحنا
قتيل
المحبه يموت في الندى
يلبى
الندا
مافيش
في الأمانى كده ومش كده
يفرقنا
عن بعض بالشكل دة
( تخفت الإضاءة تدريجيا حتى ....
إظـــــــــــــلام
مشهد4
( نفس المنظر السابق. الجميع منزو في ركنه حزين بعد غياب
تيمور ويتحدث مع نفسه )
بكرى : "محتضنا ربابته " يعنى أنا ياتيمور
اكسر ربابتى وارجع البلد أنام وماأشخصى ولا أغنى على الربابه سيرة الزناتى خليفة
وابو زيد الهلالى ولا دياب ؟ والناس تنسى عنتر بن شداد ومدح النبى والظاهر بيبرس
وطومان باى والقدس وصلاح الدين ؟ بقى ده يرضيك ياتيمور ويريح بالك والناس الناس
تنساب كدهو من غير لاماضى ولا مستقبل ولا حاجة خالص كده؟
كمونه :تيمور
عنده حق ولا ماعندوش ؟ الحلال ظاهر والحرام برضه ظاهر . اللى عاوز يمشى في سكة
الغلط يمشى ومسيره يتحاسب . اذا ماكانش النهارده يبقى بكرة من ربنا ومن الناس ومن
التاريخ . واللى عاوز يمشى في سكة الصح يمشى وربك عالم بالقلوب . لكن في الآخر فيه
حاجة اسمها العقل والضمير بيقول للنفر منا يعمل ايه ومايعملش ايه . وكل واحد
وضميره .ا طول عمرى في الجوقة دى لاضميرى أنبنى ولا نقح على .. يبقى أنا برضه
غلطانه ياتيمور وماشيه في السكة الغلط ؟
رشاد :تيمورده
عقله خلاص زهق منه وحل عنه وعينيه مابقيتش شايفة ابعد من ضافر رجليه وبصيرته ضعفت
, الواد ياولداه مابقاش عارف يجاهد في سبيل الله ولا يحارب ولا يشحت من وظيفة
الحكومة ولايتنه معانا في الجوقة .. ماهو احنا بنجاهد بالكلمة الحسنه وبالعين اللى
شايفة ورا وقدام . الواد اتجن ياولداه وهو في عزه " يصرخ " ماهو احنا
بنجاهد في سبيل الله ياوله ولا انت شايفنا بنجاهد في سبيل مين ؟
صالح :
الحكايه دى ماينسكتش عليها ابدا ابدا .. الناس خلاص بقت تاكل في بعض زى القراميط .
وتيمور ناقص يكفرنا كمان ويقول اللقمة اللى بناكلها بعرق نافوخنا تبقى حرام .. ومش
من عرقنا .. مااحنا العرق نازل ومغرق جتتنا اهو ياناس .. لا بنشجع على منكر ولا
بنتعرى ولا بننهب قوت الغلابه ونقزخ . يبقى برضة احنا كفرة وننساب ؟ اخص عليك
ياتيمور . لكن في الآخر الواحد مايقدرشى يعمل حاجة غير انه يقول العشرة ماتهونش
غير على ابن ال.....
مسعود :
" مقاطعا في غضب " ماتكملش ياصالح واقفل حنكك خالص . تيمور لا هو خاين
عشرة ولا ابن حرام . تيمور هايرجع الجوقة وهايشتغل تانى وتالت وألف . بس أهى فكرة
كده طقت في نافوخه . نمنعها ؟ لأ هو لازم يبعد عننا ويشوفنا من بعيد . لازم يشوف
غيرنا علشان يعرفنا ويعرف معدنا ومعدن غيرنا وبعدها هايرجع يقول اشخص معاكم تانى
ياعم مسعود واقول كلامكم الخارج من القلب , وساعتها هاأسامحه ومش هاأكسر بخاطره
ولا هاأرد الباب في وشه " يدور بين اعضاء الجوقة " رجع عرايسك للخيال
يارشاد وشخص . قيم ربابتك يابكرى وغنى ماتكسرش بخاطرها , وانت ياصالح .. حسك عينك
تغتاب تيمور ولا غيره , قوموا ياولاد بلاش كسل الحكايه لسة ماإنتهتش . الشغل
هايمشى موقتا لحد تيمور مايرجع لبيته ومطرحه .
كمونه :
مافيش حد بيوقف الدنيا لوحده ولا بيمشيها . مهما كان غالى .
رشاد :
ومهما كان خسيس .
مسعود : الف
مرة أقولك ماتعيبش في صاحبك .
رشاد :
يعنى يرضيك انه يسيبنا في وسط الشغل كده ؟ نقول ايه احنا دلوقت للناس اللى ماصدقنا
نلاقيها دى ؟
صالح :
ودور تيمور يامعلم مسعود هانعمل فيه ايه ؟
بكرى :
الحياه لازم تستمر , وانا اقطع دراعى من هنا ان ماكانش تيمور يعاود تانى للجوقة .
تيمور زى السمك مناكف لكن لو خرج من الجوقه يموت .
كمونه ك
وانا مصدقاك ياعم بكرى .
مسعود : خش
على المشهد اللى بعده ياحلاوة
الجميع :
استعنا على الشقا بالله .
إظـــــــــــــــلام
مشهد 5
( الخلفيه بيضاء مضيئة نرى من خلالها قوم بنى الأحمر
بعتادهم وهم يغادرون غرناطة الى السفينة وذلك على إيقاع موسيقى شجيه يعزفها بكرى
على الربابه)
مسعود :
ورحل ركب بنى الأحمر بناسه وعتاده وذكرياته وسجل التاريخ ياساد في تلك اللحظة انه
قد تم الجلاء العربى عن الأندلس بعد ما عمروها 800 سنه بالتمام والكمال واللى راح
راح ياقلبى شكوتك لله .
( بينما افراد الجوقة يقفون في المقدمة . يدخل فتى عربي وتضيء
على الخلفية شرائح اسلايدز للقصور ألأثريه في غرناطة )
سعيد :
هاأنذا قد اقتربت من انوار غرناطة وربوعها , آه ياغرناطة الجميلة الباهرة , يامهد
الجدود الأوين والسلطان والمحن . اربة وعشرون عاما تمر . اليوم قد انقضى كل ماكان
لى في افريقيا . مات آخر أهلى هناك ولم يبق سوى القبور والقصور التي شيدها الجدود
شاهدة على على عظمة الذين مضوا بلا رجعة . وهكذا تدول الدول وتسقط التيجان من فوق
الرؤس وتحل الظلمات محل الأنوار وتنتشر سحب الموت على وجه الحياة كلها . وهاأنذا .
( يجلس متكأ على أحد الاحجار بينما من احد الجوانب تخرج
راهبة تلمح فجأسعيدا فتقترب منه )
فلورندا :
أغريب انت عن هذا البلد ايها الفتى ؟
سعيد :
لقد نزلت به هذه الساعة ياسيدتى ولم أعرف طريق خان يأوى اليه من هو غريب مثلى ولم
يدلنى أحد .
فلورندا :
" باسمة " اذن اتبعنى لأدلك .
( بينما يتبعها نرى شرائح اسلايدز لأماكن من غرناطة )
رشاد :
اللى شوفتوه ده اسمه الأمير سعيد بن يوسف بن عبد الله سليل بنى الأحمر وده آخر
الذرية , ماشافش غرناطة قبل الزمان ده لكنه سمع عنها ودل الحنين خطاه ورساه .
صالح :
واللى شوفتوها دى ياساده تبقى فلورندا , الراهبة فلورندا اللى كان ابوها قدس الرب
روحه رئيس العصابه المقدسة اللى قامت في وجه حكومة اسبانيا تطالب بالحرية الدينيه
والشخصية لجميع شعوب العالم على اختلاف المذاهب والأجناس والألوان .
مسعود : حتى
أعيا الحكومة أمره فدسوا له السم اللى قتله بالغدر والأجرة .. من يومها وفلورندا
الجميله حزينه مكروبه .
( فجأة يدخل تيمور مطأطأ الرأس ويذهب الجميع نحوه ويأخذونه
بالأحضان لكن رشاد يقف غاضبا )
كمونه :
ازيك ياواد ياتيمور ؟
تيمور :
نحمده ياكمونه .
صالح : أنا
قلت برضه كده .. العشرة ماتهونش على تيمور .
مسعود :
حمدا لله على السلامة ياتيمور .
تيمور :
سامحنى يامعلم .
رشاد :
ايه اللى رجعك تانى ياسى تيمور ؟ ايه مالقيتش حرب ؟
تيمور : لقيت حروب كتيرة ماليه نشرة تسعة اتلخبطت .. ماعرفتش
احارب مين ولا أبقى مع مين.
مسعود : خف
على تيمور يارشاد .. ده برضة سؤال واحد يسأله لأخوه ؟
رشاد :
الواحد بيستفسر بس .
مسعود :
يبقى تستفسر بعدين ياخفيف . فاكر دور ياتيمور؟
تيمور :لقيت فرقة دلعنى يازغلول بالراحة مقفوشة آداب . ولما
سألت ليه قالوا بتعمل مسرح سياسى .
مسعود :
سيبك من الكلام ده كله . أنا كنت عارف انك راجع .
تيمور :
روحت اتوظف الحكومة قالوا لى مين واسطتك . قلت لهم ربنا قالوا لى صلى على النبى .
بكرى :
وعملت ده كله امتى ؟ ده انت سايبنا من يجى ساعة بس ؟
تيمور :
سألت شوية مواطنين على القهوة قالوا لى على فيها . انتوا وقفتم لغاية فين ؟
مسعود : ومن
يومها وفلورندا الجميله حزينه مكروبه.
تيمور :
فأصبحت بعد وهى لم تكملالثامنة عشرة من عمرها تعيش في قصرها عيش الزاهدات , وكان
لا يراها الرائى الا وهى ذاهبة الى الكنيسة أو عائدة منها أو واقفة على اطلال المدينة الزائلة .
رشاد :
بذمتك ده تمثيل يامعلم مسعود؟ ايه ياتيمور انت راجع تشتغل ولا تطرش الكلمتين اللى
انت حافظهم وخلاص ؟
مسعود :
ابعد عنه يارشاد وخليك في حالك .
رشاد :
بعدنا عنه يامعلم ياكش يكون عاجبك تشخيصه بالشكل ده .
مسعود :عاجبنى ياسيدى . وبعدين انت حاطط نقرك من نقره ليه ؟ انت
مولود فوق راسه يا جدع انت ؟
رشاد :
أنا مش عارف انت بتعامله كده ليه ؟ يكونش نجم الجوقة واحنا مانعرفش ؟ لا شعره
مسبسب زى شعرى ولا بيجيب لك سجاير فرط زى صالح .
مسعود :
خللى الطابق مستور وحسابى معاك بعدين . اندمج ياتيمور وخش .
كمونه :
مابلاش حكاية الاندماج دى الله يسترها معاك .. احنا مش ناقصين بلاوى .
تيمور :"
يبالغ في الاندماج " او هائمة على وجهها في مروج غرناطة وبساتينها كل يوم حتى
سماها اهل غرناطة : الراهبة الجميلة .
( اظلام ثم يدخل الامير سعيد لينكب باكيا على شاهد
مقبرة.تمر فورندا فتتوقف بالقرب منه. يشعر سعيد بوقع أقدامها فيرفع رأسه ناظرا
اليها )
فلورندا :
انت تبكى ملوكك الذين كانوا بالأمس ايها الفتى .. اليس كذك ؟ ابكهم كثيرا فقد جف
تراب قبورهم لقلة من يبكى عليهم .
سعيد :
أترثين لهم ياسيدتى ؟
فلورندا :
نعم .. لأنهم كانوا عظماء فنكبهم الدهر وليس أحق بدموع الباكين من العظماء
الساقطين.
سعيد :
شكرا لك ياسيدتى , فهذه أول ساعة اشعر فيها ببرد العزاء ينساب على قلبى منذ وطئت
قدماى ارض هذه البلاد .
فورندا :
هل زرت قصورهم وآثارهم التي تركوها في هذه الديار من بعدهم ؟
سعيد : لا
ياسيدتى .. قد حاولت الدنو منهم فطردنى عنهم الموكلون بأبوابهم كأنما هم يجهلون ان ليس بين الأحباءفى هذا
العالم من هم أولى بهم منى .
فلورندا :
أتمت الى احد منهم بنسب أو رحم ؟
سعيد :
أنا عبدهم وصنيعة نعمتهم .. فلا أنسى ولائى لهم ماحييت .
فلورندا :
حسنا .. اذا رأيتك غدا في مثل هذه الساعة ذهبت بك الى ماتريد منهم .
سعيد :
لئن فعلت لايكونن امرؤ على وجه الأرض أشكر لنعمتك منى .
فلورندا :
استودعتك الله .
سعيد :
شكرا لك ياسيدتى .
( يظلم عمق المسرح بينما اعضاء الجوقة في المقدمة )
مسعود :
ماتخش يابكرى .
بكرى :
أنا لسه دخلتى يامعلم مسعود .
مسعود :
أمال دخلة مين دلوقتى .؟
رشاد :
دخلتى أنا يامعلم .
مسعود :
ومستنى ايه ياخفة ؟
رشاد :
مستنى العروسة يامعلم .
مسعود :
" محذرا " رشاد .
رشاد :
أصل بصراحة بقى المشهد اللى فات ده نيمنى شوية .
صالح :
مابلاش فضايح يارشاد ماأنت عارف ان عمك مسعود بيخرج على أد علامه .ده مش خريج معهد
ياابنى .
مسعود : انت
بتسلط علينا النقابه بقى .
صالح :
وانت ايه اللى هايخوفك من النقابه ؟ ماالعقاد كان ابتدائية قديمة وعضو فيها وانت
معاك اعدادية جديدة ومن منازلهم كمان .
رشاد : بس
العقاد كان بيفهم ياعم .
مسعود :
الله يسامح يارشاد . تعرف بقى تخش على الشغل وتبطل غتاته وقلة قيمه ؟
رشاد : استعنا على الشقا بالله . " يمثل " وفت
فلورندا للأمير سعيد بالوعد .. والوعد سعد ياعين.
تيمور :
وكل يوم على الله كانت تزوره واحد من القصور الكتيرة في غرناطة .
مسعود : وقف
الأمير سعيد أمام قصر الحمراء فرأى سماء تطاول سماء وهضبة تشرف على الهضاب وسحابة
تمر فوق السحاب .
تيمور :"
مقاطعا " ماتقصر يامعلم وتقول شاف حاجة عليها القيمة والسلام .
كمونه :
رجعت ريمه لعادتها القديمة .
صالح :
" مستكملا "وحصنا تتقاصر عنه الحصون وتتهافت من حوله السنون , ثم دخل
فإذا جنة حرير وقباب تفضى اليها النجوم بالأسراروالحنين وأبراج تنزلق عن سطوحها يد
الأقدار والمنون ..
رشاد :
يادى الملل اللى انت فيه ياقلبى .
مسعود : وصحون مملوءة بالألوان كأنها الرياض
الزهراء, وجدران ملساء تصف مابين يديها من الأشياء.
رشاد :
فمشى يقلب النظر , نظر العظة والأعتبار , بين تلك المشاهد والآثار . ويتنغم في
نفسه ويقول .. ويتنغم في قلبه ويقول ...
مسعود : انت
فين يابكرى .
ص بكرى :
باشرب حجر معسل على القهوة اللى ريحكم .
مسعود : انت
راخر ؟ أنا هاأطق ياعالم ياهوه .. انتوا هاتبطلونى الشغلانه دى. دخلتك يابكرى .
بكرى :
" يدخل حاملا الشيشة " طب قولهم
يدونى المفتاح .
رشاد :
ويتنغم في قلبه ويقول :
بكرى :
" يضع الشيشة على الأرض ويتناول الربابه "
وقفت
بالحمراء مستعبرا
معتبرا
اندب اشتاتا
فقلت
ياحمراء هل من رجعة
قالت
وهل يرجع من فاتا
فلم
ازل ابكى على رسمها
هيهات
يغنى الدمع هيهاتا
كأنما
آثار من مضوا
نوادب
يندبن امواتا
إظــــــــــــــــلام
مشهد 6
( لا يوجد على المسرح سوى مقبة ضخمة وشاهدها الأبيض ,
وعلى الخلفية صورة اسلايدز لقصر الحمراء )
ـ الأمير سعيد يقترب من القبر ويجثو عليه وهو يبكى .
سعيد :
رحمة الله على الذين رحلوا وتركوا القلب في لوعة وشجون .
فلورندا :
لقد كنت أعلم قبل اليوم انك تكاتمنى سرا من اسرار نفسك . والآن عرفت انك لست من
عبيد بنى الأحمر كما تقول ولكنك واحد من أمراءهم وانك في قصر جدك , فما أسوأحظكم
يابنى الأحمر وماأعظم شقاءك ايها الأمير المسكين .
سعيد : ان
جميع مالقيته من شقاء بالأمس يافلورندا يصغر بجانب الشقاء الذى تدخره لى الأيام
غدا .
فلورندا :
وأى شقاء ينتظرك أكثر مما أنت فيه اليوم ؟
سعيد :
اننى أستطيع أن أحتمل كل شىء في الحياة الا ان أفارقك فراقا لا لقاء بعده .
فلورندا :
أتحبنى حقا ايها الأمير ؟
سعيد : حب
الزهرة الذابلة للقطرة الهاطله .
فلورندا :
وهل تستطيع أن تحب فتاة لا تدين بدينك ؟
سعيد :
ولما لا يحمل القلب دينا وحبا ؟ ولقد وجدت فيك من الصفات التي احبها . ومالى طاقة
بنسيان أمرك . فأحببتك ثم لا شان لى بعد ذلك في ما تعتقدين .
فلورندا :
وهل تستطيع أن تحب بلا أمل ؟
سعيد :
ولما لا يكون الحب نفسه غاية من الغايات التي نجد فيها السعادة ان ظفرنا بها ؟
ومتى كان للسعادة في هذه الحياة نهاية محدودة . فلا نجد الراحة الا إذا وصلنا الى
نهايتها .
فلورندا :
سأحبك كما أحببتنى أيها الأمير وسيكون حبى لك بلا أمل كحبك لى . ولقد فرق الدين
بين جسدينا , فليجمع الحب بين قلبينا .
( ينظران لبعضهما لحظات وينصرف كل منهما في طريق مختلف .
بعد برهة يدخل افراد الجوقة )
مسعود :
وكما أن لكل ظالم نهاية غير سعيدة .
كمونه :
فلكل حكاية حب برضة نهايه غير سعيدة.
تيمور : حتى لوكانت الجواز ياقلبى .
صالح : سيف
العوازل حط على رقبة الأمير سليل بنى الأحمر .
تيمور :
وشى بالمحبين واشى وراح ماشى .
بكرى :
البين عادان وحسب مارام سمانى
نده
وقال ياغراب ده غريب وحدانى
باعنى
في غربتى لوحوش مش لتجار سمانى
خايف
أقول آه يعرف العباد سرى .
وبضحك
بسنى لكن الحنك بطلانى
فين
راج وليفى الزين اشكى له على سرى
فرحوا
العوازل وقالوا الجدع م الهوا بطلانى
أنا
قلت ماتفرحوش قوى ياعوازل
أنا
رمانى قليل الأصل مع الغربانى .
مسعود :
بعدها سيق الأمير سعيد الى محكمة التفتيش الإسبانيه .
رشاد :
اللى اتشكلت بعد خروج آخر عربى من بلاد الأندلس . واستتب الأمر للإسبان .
صالح :
وهذه المحكمة ياسادة ياكرام قادت أعنف هجوم ضد المسلمين واليهود القاطنين في
الأندلس بعد الرحيل . للعمل على ترك دينهم .
مسعود :
انصب المحكنة يارشاد .
تيمور :
مابلاش حكاية المحكمة دى يامعلم احنا مش أد العالم دول .
صالح : صح
سيبك من المشهد ده . انساه خالص يامعلم .
مسعود :
بلتاش نكمل الروايه يعنى ولا قصدكم ايه ؟
تيمور :
تقبل نصيحتى ؟
مسعود : قول
ياتيمور .
تيمور :
استعوض ربنا في المشهد ده وربنا بكرة يديك اللى أحسن منه .
مسعود : أنا
مش فاهم انتوا خايفين من ايه .؟ ماياخد الروح الا اللى خالقها .. وبعدين دى محكمة
رمزية.
بكرى :
والله انت حيرتنا يامسعود .
مسعود :
سمعنا صلاة النبى يابكرى .
بكرى :
الف صلاه على الحبيب لكن الواحد مش عارف
هو بيعمل مرسحية تاريخية ولا رمزية ولا ملوخية .. أنا شعرى شاب في الجوقة دى من
غير ماأعرف اللى في دماغك يامسعود انت ريسنا صحيح يبقى تعتبرنا شعبك وتصارحنا
بالمفتشر كده علشان لما تحصل حاجة نبقى مع بعض وكلنا نشيل الليله وماحدش يقف زى
الأطرش في زفة امه .والأمر شورى على كل حال . والشعب بيقولك المشهد ده خطر يبقى
خطر وتشيله .
مسعود : وهو
اللى بيسمع كلام الشعب ايه اللى بيحصل له يابكرى ؟
بكرى :
بينصلح حاله .
مسعود : لأ
وانت الصادق مابيخلاش من ال......
تيمور :
ماتتهورش يامعلم الرقابه مدسوسة وسط الخلق .
بكرى :
يعنى انت ماأنتش هاتشورنا يامسعود ؟
مسعود :
ابقى اشوركم ان شاء الله في فترة الولايه الخامسة . وبعدين انت عليك تغنى على
الربابة وتجينا وتنسى الناس الحلوة دى همومها علشان المركب يسير . انصب محكمة
التفتيش يارشاد .
تيمور : طب
ممكن تسمع الاقتراح ده يامعلم .
مسعود :
اسمعه وأمر لله .
تيمور :
بدل مانعمل محكمة تفتيش .. نعمل جمارك وأهو الاتنين بيفتشوا الخلق .
صالح : تفتيش
الشنط حاجة وتتيش النافوخ حاجة تانية .
تيمور :
يعنى الواحد علشان يعيش في البلد دى لازم يقلع نافوخه .
رشاد :
اللى يعيش في الاندلس طبعا لازم يخلع نافوخة .. انما في بلدنا لأ .
تيمور : صح
. هنا تعيش من غير نافوخ خالص .
مسعود : هنا
فين ياواد ؟
تيمور :
هنا في غرناطة يامعلم .
مسعود : آه
باحسب .
بكرى :
ودول بيفتشوا نافوخ الواحد ازاى ياتيمور ؟
كمونه :
يفتشوا النافوخ والقلب كمان .
مسعود : خش
على مشهد المحكمة انت وهو وبلاش كتر كلام .
إ ظـــــــــــــلام
مشهد7
(ينصب رشاد خيال
الظل لنرى من خلاله ثلاث عرائس بينما يدخل الأمير سعيد مقيدا بالأغلال ليقف امام
المحكمة الظلية )
تيمور :
" يقترب من الأمير " معلهش ياأمير الامرا , شد حيلك كده وماتشمتش فيك
العدو وافتكر ربك في الشدة . هما بيبهدلونا لغاية دلوقتى . بس أهى محكمة وتزول .
مسعود : بتعمل
ايه عندك ياتيمور ؟
تيمور :
بنواسى الراجل يامعلم .
مسعود :
بتواسيه ليه ؟ هما هايموتوه ؟
رشاد :
مادام جابوه هنا يبقى هايموتوه.
مسعود :
خليك في شغلك يارشاد .
تيمور : طب
أنا هاأروح أجيب سيجارتين فرط من اسكندريه وراجع قوام .
صالح :
دلوقت ياجبان ؟
تيمور : ياروح
مابعدك روح .. المشهد ده ممكن يتفهم غلط ونبات على البرش .
كمونه :
يتفهم غلط ازاى يعنى ؟
تيمور :
أهو حد يجوز يفتكر اننا عاملينه اسقاط على الزمن الأغبر اللى احنا عايشينه .
ممسعود :
لموا لسانكم بقى وسيبك من السجاير دلوقت ياتيمور .
تيمور :
لمينا لسانا أهو . واستخرنا ربنا كمان .
مسعود : خش
يارشاد .
( يحرك رشاد العرائس بينما تنبعث صوت ربابه متوتر)
قاض1 : اسمك
يافتى ؟
سعيد :
سعيد بن يوسف بن عبد الله سليل بنى الأحمر .
قاض2 : انت
غريب عن غرناطة . أليس كذلك ؟
سعيد : بل
أصبحنا غرباء عن غرناطة وقد ملكناها يوما .
قاض 3 : انت
بلاشك تعرف تهمتك .
سعيد : لا
علم لى بها .
قاض1 : لقد
أجبرت الآنسة فلورندا فيليب على ترك دينها وغررت بها .
سعيد :
هذا كذب .
قاض2 : ألم
تحاول هذا ؟
سعيد :
لكم دينكم ولى دين .
قاض3 : سوف
نمنحك الحياة فقط في حالة واحد ة . أتعرف ماهى ؟
( تعلو الموسيقى المتوترة بينما على شاشة الخيال حركه
انفعاليه وردود انفعاليه من سعيد ثم لحظة صمت )
القضاه :
يعدم .
سعيد : من
أي عالم من عوالم الأرض أو السماء اتيتم بهذه العقول التي تصور لكم ان الناس تساق
الى الإيمان سوقا ؟ وأن العقائد تسقى كما يسقى الماء والخمر ؟ أهذا الذى تصنعون
اليوم وصنعتم بالأمس هو كل ماعندكم من الوفاء بالعهود والرعى للذمم ؟ اسفكو ا من
الدماء ماشئتم وفرقوا بين الأحباء ماأردتم . واسلبوا من الحقوق ماإبتغيتم فقد
عجزتم عن تحريك عقولكم من ركودها , وعجزت قلوبكم عن محو مابها من صدأ وغشاوة وعفن .
( قبل ان يتم كلامه يكون الحرس قد أخذوه خارجا بينما
يترد صدى صوته ثم تنبعث صرخة مدوية منه تدل على إعدامه ثم إظلام قصير لنرى قبر
الأمير سعيد وفلورندا تكتب هذه العبارة عليه )
فلورندا :
هذا قبر آخر بنى الأحمر . من صديقته الوفيه فلورندا فيليب .
( بينما نرى اعضاء الجوقى يجمعون أشياءه في حزن وهم يغنون
بصحبة الربابه )
الجميع :
خلص الكلام والقول
يمكن
يكون الغنـــا ، في الوقت ده معقول
يمكن
يكون الصمت
يمكن
على لسانكـــم
يمكن
على لســانـــا
ليكو
الكلام والقــول ، لينا الرحيل والغنــا
بين
البلاد والنــــاس
نروى
حكــــايتنـــا
يمكن
تكون نبــــراس.
إ
ظـــــــــــــــــــــــــلام
سعيد
حجاج 1996
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق