الخميس، 9 نوفمبر 2017

احلام منسية

 

أحلام  منسية

مونودراما

سعيد حجاج



لوحة 1


( مخزن الملابس فى المسرح القومى القديم .. يوجد بالمخزن العديد من الاستاندات المعلقة عليها الملابس المسرحية المتنوعة .. نستطيع ان نرى فى فى اماكن بارزة من المخزن استاند عليه ملابس صعيدية ويمثل شخصية الاب .. ستاند يرتدى ملابس غمراة صعيديه ويمثل شخصية الام ..بالاضافه لاحد الاستاندات الذى يمثل شخصية المخرج كما يتخيلها مخرج العرض .
يوجد باب فى الصدارة نراه بوضوح تام  )
-         احلام الممثلة الوحيده على المسرح ترتدى ملابس تدريب بالاضافه الى انها يمكن ان تستعين بالملابس المناسبة للشخصيات التى تمثلها كما يمكنها ان تستعين ببعض الاكسسوارات .
-         بينما يتوافد الجمهور تكون الممثلة جالسة فى صمت امام شمعه هى فقط التى تضىء المكان 

احلام     : غدا وغدا وغدا .. وكل غد يزحف بهذه الخطى الحقيرة يوما بعد يوم . حتى المقطع الاخير من الزمن المكتوب . واذا كل مآسينا قد انارت للحمقى المساكين الطريق الى الموت والتراب . الاانطفئى ايتها الشمعة الوجيزة . ماالحياة الا ظل يمشى على الارض .
                                                (بينما تنفخ فى الشمعة يسرب ضوء خفيف
                                                 كخيط شعاع لنرى الممثلة فقط )
            ممثل مسكين يستشيط ساعة على المسرح ثم لايسمعه أحد . انها حكاية يحكيها معتوه ملؤها الصخب والعنف ولا تعنى اى شىء .. اى شىء .\
                                                ( بعدها تسطع الاضاءة فى المكان )
احلام     : صح . صح جدا .. ممثلة مسكينه تتبختر ساعه ولا عشرين ساعة على المسرح وبعدين مايسمعهاش حد ولا حتى يفهمها . انها حكاية تحكيها معتوهة ملؤها الصخب والعنف .. ولا بتعنيش اى حاجه .
                                                ( تتحرك فى المكان لتتليس شخصية صعيدية
                                                 وتبدا فى العديد )
            من شافنى نضحك ونتبسم .. .... والقلب جوا الحشا مقسم
            من شافنى لابسة تيابى    ......... قالوا العوازل خاليه البالى
            من شافنى لابسة الطرحة ........ قالوا العوازل لابسة الطرحة
                                                ( تنتقل لعديد آخر )
            ابكي ياعينى واجرحى خدك ..... كداب من كاده الزمان زيك \
            ابكى ياعينى واجرحى عينك ..... كداب من كاده الزمان غيرك
                                                ( فجأة ينطلق صوت رجل أجش من العمق )
المخرج : استوب .. استوب يااحلام .. انتى زفت .
احلام     : آسفه يااستاذ آسفه .. ارجوك ماتمشيش وتسيبنى لوحدى .. قولى انا غلطانه فى ايه ؟ وجهنى وانا اسمع كلامك . انت مابتقوليش على حاجه خالص . انت بتصرخ فى وشى وبس وبعدين تسينى وتمشى . انا الوحيده هنا اللى دايما تعملنى بجليطه وقلة ذوق . لكن انا فاهمه ليه وعارفه كويس
            ليه عمرك ماشجعتنى بكلمه ولا حرضتنى على ابداع . فاكر لما المسرح فضى عليا انا وانت وخد تنى على جنب ووشوشتنى فى ودنى وقلت لى ان التمثيل حرام ؟ ايوة انت وشوشتنى مع اننا كنا لوحدنا ؟.. كانت انفاسك بتحرقنى فى رقبتى . كنت بتفح زى التعبان فى ودانى . ( تبكى ) انا زفت . انا مش نافعه . انا ولاحاجه انا عديمة المعنى والقيمة لانى رفضت يومها اروح معاك .( فجأة بعنف ) انت اللى ستين زفت انت اللى ماتسواش نكله فى سوق المبدعين .. انت اللى ...... انت اللى فيك كل العبر وكبيرك تنظم مرور فى ميدان العتبه عشان ماحدش يخبط فى اخوه . انت جاهل عديم الفهم وعديم الرؤيه وعديم كافة شىء ربنا خلقه فى المسرح . فاكر لما قلت لى اندمجى مع الشخصية واندمجت ؟  وخرجتنى من ام الشخصيه وحسست على ضهرى ؟ طب فاكر لما نزلت سكينة الكهربا وقلت فركش . فاكر يومها القلم اللى طرقع على قفاك ؟ اكيد فاكر كل تفصيلة من تفاصيل يومك الازرق اللى يستحيل تنساه طول ماانت عايش . عرفت ليه بقى انا زفت وفاشله وعمرى ماهورد على مسرح .؟
   علشان انا احلام وقلبى مليان احلام ولا عمرى فكرت لا ف سترة ولاجوازة ولا اى كلام مالوش معنى انت بتقوله لما بتدخل دماغك ممثلة وتبقى عاوز تساومها .. طب فاكر لما قلت لى اندمجى نص نص ده شغل ملحمى مش عاوز اندماج .وانا اندمجت نص نص وانت اللى اندمجت ؟ ولما نزلت ايدك من على جسمى صرخت يوميها . وكتمت صوتى بايدك ..
            ساعتها عرفت انك نويت تكتم موهبتى وتسجنها زى ماكتمت صوتى يوميها

                                                     اظلام


لوحة 2
 ( احلام وكانها تخرج من تحت أنقاض الملابس )
احلام     : إنت اللى ستين زفت .. انت محبط زى كل الرجاله اللى حواليك .. غور فى ستين داهية يامحبط يامقرف يامدعى . وده اللى انا قررت اقوله من يومها واعلى صوتى فى وشك حتى لو كان ده اخر كلام ممكن أقوله .ايوة لازم اقوله كده اول مااقابله بكرة فى البروفه حتى لوكان كلامى بره الدور اللى يشبه بالظبط ادوار الكومبارس وانا اللى رضيت بيه علشان اثبت انى ممكن اصنع من شوية هرتله دور عظيم يفضل باقى حتى بعد ماتطمسنى الظروف والحياه والقهر .
            لازم اول مااقبله اعدل فستانى وارفع راسى واخد جيست عظيم واقف على طراطيف صوابعى واكلمه من مناخيرى .اسمع يابتاع انت ياللى اسمك مخرج . انا الف فرقه تتمنانى امثل معاها . الف مسرح فى الشرق والغرب والجنوب والشمال . انت فاكرنى ايه . مااعرفش الجهات الاربعه للكون ؟ فاكرنى لسه ناشئة مبتداة .. كومبارس . لسه باتعلم ازاى تكون الخطوة ع المسرح . لسه فاكرنى لسه باتعلم امشى ازاى واقف ازاى واكون ازاى ؟
                                                ( تقف أمام المرآه لتتقمص اليكترا )\
            نعم .. أعلم ان حالى شديدة السوء كما أعلم تماما مقدار شدتى وصلابتى . ولكننى على الرغم من هذا كله لن اقصر عما انا فيه من استنزال السخط واللعنة على المجرمين ماتنفست . ومن ذا الذى يرى هذا القلب يشعر بما انا فيه ثم يحاول ان يعزينى . لن يكون لسخطى حد . وسيكون انينى ابديا خالدا كألامى .
ص المخرج   : قلت لك زفت .. زفت .
احلام     : " لاتعيره انتباها "  واى حد أستطيع ان اضع لما انا فيه من يأس وقنوط .. اى الناس اتخذوا لأنفسهم هذه السيرة ؟ لو ان بين الناس من يسلك هذا المسلك فأنا أود الا أنزل من قلوبهم منزل الرضى والكرامة , كما أننى أود أن يدفعنى وكل محب للخير ان انا كفكفكت فى قلبى غلواء هذه العواطف الشريفة . فعواطف الألم يبقيها الحرص على تشريف الموتى , ألا فليهلك ابد الدهر بين الناس . الرشد والتقوى , اذا كان حظ من فارق الحياة أن يبقى مهملا منسيا كأنه تراب غير حساس . واذا لم يلق المجرمون جزاء ماأقترفوا من الإثم .
ص المخرج : برضه زفت .. وعمرك ماهاتكونى غير زفت .
احلام     : يخجلنى أيها الاعزاء أن استرسل أمامكم فى هذا الالم الذى لاحد له , ولكن عاطفة أشد منى قسوة تقهرنى على ذلك فلاتلومونى فيه .الى اى حد من الجرأة يجب ان تكون هذه المرأة قد وصلت حتى يتصل الحب بينها وبين هذا الفاجر ؟ " تشير الى استاند المخرج "  انها لتسخر من إنتقام الآلهة وكأنها تعجب بما اقترفت .. فإذا اقبل اليوم الذى خدعت فيه
أبى وقتلته من كل شهر .. أقامت الحفلات الراقصة وقدمت الى الآلهة القرابين والضحايا . وانا الشقية أبكى وأنتحب لهذه المناظر , ولو انى استطعت ان استرسل كما اشاء الى هذه الراحة الحلوة , راحة سكب الدموع . ولكنى لا أكاد افعل حتى أسمع هذه المرأة التى لاحظ لها من كبر النس الا فى الفاظها تنحنى على باللوم .وتثقلنى مسبة وازدراء . تدعونى موضع بغضها ومرمى انتقامها السماوى وتسالنى :
ص الام : إشمعنى انتى من دون البنات مش عاوزة تشتغلى شغلانة محترمة ورايحه تشتغلى مشخصاتية . ليهلكنك اليأس .
احلام     : كذلك يتناولنى لسانها بالمسبة . ولكنها ما غن تسمع بقرب عودة اوريستيس حتى تستشيط غضبا .
ص الام : ماتفكريش ان ابوكى راح يسيبك تعملى اللى انتى عاوزاه .
احلام     : ويصحب هذه الكلمات صراخ وعويل والى جانبها يقف الرجل الذى يزيد غيظها حدة والتهابا . هذا الجبان " تشير نحو المخرج "
ص المخرج : استوب .. استوب .
احلام : هذا المجرم الذى ملأ يديه  فجورا . هذا الذى لايحسن الحرب الا مع النساء . وانا انتظر من ينقذنى من كل هذه الاهانة .. وأموت منتظرة . فماذا يؤخر عودته ؟ ماذا يؤخر عودته ؟ ماذا يؤخر عودته ؟ . " يعلو التصفيق المتخيل من الجمهور بينما هى تنحنى محيية وتشير للجمهور بالقبلات وهى تدمع من الفرحة .بينما يظلم المسرح

                                                إظلام



لوحة 3

(تسطع الاضاءة على المسرح بينما هى فى حال آخر )


احلام     : مافيش مخرج لحد دلوقت اكتشفنى .. مافيش مخرج ابن حلال قدر يفهمنى ويصبر عليا ومايصربعنيش .. بالهداوة يسلمنى ودانه , وقلبه يبقى معايا مش ضدى . انا مش زفت ياأستاذ مش زفت . انت اللى مش فاهم اى حاجه . تقدر تقولى ايه هو تاريخك الفنى ؟ انت بلاتاريخ وعاوز كل اللى حواليك من غير تاريخ زيك .. عاوزهم يفضلوا اقزام عشان تبقى انت العملاق الوحيد فى وسطيهم . انت كل اعمالك سلق بيض . مسرحيات معلبه وحمضانه ومنتهية الصلاحية زيك بالظبط .الفلوس لحست عقلك وبقيت الغالى بالرخيص . الفلوس رخيصه مش باقية . الفلوس ضد الخلود وضد الحياه . غور فى ستين داهية يامدمن يامقرف ياعربيد .. تاريخك مزرى وحقير زيك تمام .. وانا مش زيك ولاعمرى هاابقى زيك . ومش هاامشى مهما همشتنى وصغرت دورى وقصيت من لحمى الحى . انا هافضل فى مسرحى . بتاريخه ومجده . بعظمته وازماته . بكوميدياته وتراجيدياته . انا مولوده هنا وهااموت هنا وماحدش هايقدر يخرجنى . ( نقلة اخرى )
            أصل الاستاذ عنده مشكلة . اتجوز أربعه .. لا لا خمسة  . طلق اتنين وانا لازم اسد مكان الرابعه ( تقلد المخرج ) انتى زفت يااحلام . انتى ماتنفعيش ممثلة لكن ممكن تنفعى تبقى بس مرات مخرج عبقرى زى العبد لله . ويشاور على نفسه . كبرى دماغك وسيبك من المسرح وبهدلة المسرح وسهر المسرح وغلب المسرح وربيلك عيلين ياخدوا حسك لما تعجزى . عمر المسرح مانصف حد .
                                      ( تتشح بشال صعيدى )
            لأ يامتولى لأ . انا مش خاطية .. انا مظلومه . كان ايه خلى امك وابوك يحكموا رأيهم ويجوزونى عوضين ابن ستيتة ؟ وانا مش رايداه يامتولى ياخوى ؟ ماحبتوش . ماقبلتوش . لكن حبيت غيره . والحب عمر ماكان حرام ولاعيب ولا مكروه فى الكتاب ربنا . وانا بنى ىدم لحم ودم وقلب وروح وحقى ارتاح فى حضن اللى انا رايداه وهو رايدنى . ( تقلد أمها )
            احنا صعايدة يابنيتى وبنات رجالة وزى امك وخالتك وكل بنات البلد اتجوزوا برأى ومشورة رجالتهم مش بكيفهم انتى كمان لازم تتجوزى .
            عوضين وتقعدى فى الدار كيف الستات . ( نقلة وتعود لشفيقة )
            يعنى خلاص ؟ ماعادش فيه من الوعد خلاص ؟ وارتاح واشوف السعد يومين ؟ ( نقله تعود لشخصية احلام )  وانا خلاصى كان هنا وسط الناس والدوشه والمزيكا وسط الفرح والنور .. قلت لها ازاى ياامه اتجوز واحد ماباحبوش ؟ خبط بايديها على صدرها ( تقلد الأم ) انكتمى ياام عين زايغه وأوعاكى اسمعك تعيدى الكلام ده من تانى . هو احنا حدانا بنات فى البلد تقول آه ولا حتى تقول لأ .. ده راجل ابن حلال مصفى .. مخرج أد الدنيا .
            (تعود لشخصيتها ) وانا قلت لأ يعنى لأ .لكن مهما مهما قلت ماحدش سمنعنى ولا مد ايده يشيل قلبى من تحت تلال الحزن اللى دفنانى وكاتمه على نفسى .تلال الحزن اللى  دفنت قلبى وعقلى وروحى وكل حته فى كيانى . قلت لأ يعنى لأ .وزى ماقلت لأ علشان اعيش . يبقى كان لازم اسيبلهم البلد واعيش مطرح مايكون حلمى .. وادينى هنا . وعشت هنا .
                                      ( صمت طويل تلف بين الملابس وفجأة )
            ها بقى .. عاجباك ولا مش عاجباك ؟ هااعيش وهاأمثل المهم الجمهور هو اللى يقول كلمته .. الجمهور اللى من غير غرض غير الكلمه الحلوة والضحه الصافية والروح اللى بتسرب  لجدران المسرح روحها . انا عارف انى ممثلة كويسه وعندى طاقه تكفى الف ممثلة . لكن لسه ماحدش اكتشفها ولا اداها حتى نص حقها . انت بنفسك قلت لى كده من اول يوم شوفتنى فيه .صح ولا لا ؟ بس انا مش بيعه وشروة فى سوق نخاسة ياسيادة المخرج الكبير . ( نقلة ) ايه ده ؟ ده انا جعانه قوى . ( تخرج من جيبها جنيهات قليلة ) فل الفل خمسة جنية صحيحه وشوية فكة . يعنى مايكفوش اكتر من تلات اربع ساندوتشات جبنه وحلاوة . يعنى ولا وجبة اجدع سجينة فى سجن النسا .  . هااكل واكمل تمارين لغاية مايجى دورى فى العرض . مساعد المخرج عارف مكانى وكل يوم فى معاد دورى بالظبط يجى ينادينى . ساعتها ادخل البروفه وابدا دورى وارج الخشبة بصوتى وخطوة روحى عليها . قال مش عاجباه قال ؟ ( تنظر فى المرآه ) انا مش عاجباك يابوز الاخص ( نقلة على شخصية نعيمة )
            واسأل ماألاقى جواب .وان جاوبوا القى الجواب هو السؤال نفسه وادوخ ولا البقرة . متعلقه فى ساقية . والساقيه مابتسقى ولفى ولفى وموتى م العطش ساكته واتلمى يانعيمة . وحطى ف عينك حصوة ملح وانكتمى . يابت عيب اختشى وخلى عندك دم .ده كلام غوازى وعيب ودى مش عمايل بنات والناس يقولوا علينا ايه ؟ ياابو البنات الحق بنتك هاتفضحنا . واحبس فى اودة الكرار واقفل عليها الدار واضرب وأدب وربى . تكسر لبنتك ضلع يطلع لها ضلعين . مش حوا من ضلع آدم ؟ وحوا هى العار ؟ ونعيمة بصت شمال ونعيمة بصت يمين . ونعيمة ضحكت سمع ضحكتها سابع جار . ونعيمة متزوقة ولا ليلة الجلوة . مرت سنين وسنين وانا على ده الحال . فتحت عينى لقيت قلبى على سهوة , فتح ولا الورده , ورده وعطشانه نزل عليها الندى والنور فى غنيوة . غنيوة قالها حسن ( صوت ناى ) بعد الندا على الليل . والعين ياليل ياعين . الليل فى قلبى سمعها طلع القمر فى القلب , يمينه ويمينى بغنوة . غنوة حب . طلعت فوق السطوح زى البنات أسمع . لقيتنى زى الحمامة طايرة فى العالى . فوق الفرح كله . خدنى ياحسن واطلع . اطلع معاك السما . يافرح تعالى لى . غنوته كانت جناحى . قوتى ف مسايا وصباحى . ( نقلة )
            ايه ده ؟ نسيت حتى اكل . دايما انسى اكل .. دايما انسى . امبارح حصل برضه كده . واول امبارح وكل مرة اقول الكلام ده .  وبعدين يسيبونى ويروحوا والمخرج يبقى بيتعمد ينسانى بعد مايقولى فى اول البروفه انتى زفت يااحلام . وابقى باحلم انى اخلص اول ليلة عرض واسمع تصقيف الناس يرن فى ودانى . ساعتها ابتسم واحييهم بحرارة . وابص قدامى ماالاقيش حد .. ماالاقيش ناس . يغرقنى الحزن واتوه اجرى على هانا . اتمرن واغير فى الهدوم الميتة على الشماعات واصحيها تترد فيها الروح وتترد معاها روحى . المسرح ده دنيتى وروحى والمخزن ده هو اللى اندمجت فيه مع كل الادوار العظيمة اللى حبيتها وكان نفسى اكون مكان اللى مثلوها . فجأة وانا فى احلامى وهلاوس عقلى يدخل عليا عم عبده بواب المسرح يقولى : انتى لسه هنا ياست ؟ ده الجماعه كلهم مشيوا . يشوف فى ايدى نص السندوتش وفى الايد التانية مسرحية باعيشها يقف ويقول فى سره ربنا يشفيها . اتنرفز واصرخ فى وشه . انت اللى ستين مجنون . انا مش مجنونه . انت مالك بيا ؟ يكونش المخرج مسلطك عليا ولا المدير قالك ماتخليهاش تقعد ومشيها . ماحدش هنا عاوزنى اتنفس مسرح ولايصحى جوايا شيكسبير ولا راسين ولا فيكتور هوجو  ولاسرور ولادياب ولا ميخائيل رومان ولا اى حد خالص . عاوزين يسيدوا الاراجوزات الصغيرين اللى بيكتبوا لاكل العيش مش اكتر . تحيا التفاهه ويحيا المجون وتحيا كل قيمة تمحى المسرح من حواليك . تطلبنى مسارح القطاع الخاص اعمل دور فى مسرحية الاستاذ احمد طعمية . اقول لأ . وارفض بعزم الروح اللى جوايا بتعشق المسرح .  وافضل حايرة بين الجوع اللى بيمزع بطنى وبين المسخرة اللى بتموت عقلى . ادخل فى حيرة غريبة . اهز دماغى بلامعنى يقولى خلاص خليكى فى اللى انتى فيه . يمكن بكرة ترجع صواميل مخك الخربان لحد اما تجوعى وماتلقيش اللضى ولا حتى تمن وجبة المساجين .  ( تطرق الباب  لا احد يرد عليها فتنظر من ثقب الباب فلاتجد احدا ) ياعم عبده .. انا خلصت تمارين تعالى افتح لى بقى . انا جعت حرام عليك .. انا مش فاهمة انت ليه قفلت الباب . عم عبده انت فين . انا خلاص عاوزة امشى من هنا . انت قفلت الباب ليه بس ؟ انت نمت ولا ايه ؟ ياراجل ياطيب ربنا يهنيك فى نومتك . انا بقى مش عارفه انام . اول مااحط دماغى على المخده خمسين شخصية تنط فى دماغى يشاغبونى . خمسين شخصية او اكتر حلمت بيهم العبهم على المسرح .. بس كل ماافتكر كلام المخرج وهو  بيقولى انتى زفت يااحلام ويشد فى شعره اكره العالم كله واحط المخده على دماغى وعينى وودانى . ابقى مش عاوزة اشوفه ولا اسمع صوته ولا اسمع صوت اى حد . ماتفتح بقى ياعبده . ايه انت مابتسمعش ؟ افتح فى عرضك الجوع هايفرتك بطنى . ممكن يكون راح يشترى حاجه وراجع ؟ ممكن يكون راح فين بس ؟ ( تصعد الى اقرب نافذة ) مافيش حد . مافيش حاجه خالص .يعنى ايه الكلام ده ؟ ( تتذكر كلمات المخرج )
ص المخرج : النهارده اخر يوم بروفه فى المسرح . وبعدين هايرمموه  .
احلام     : يانهار اسود .. ايوة هو قال كده فى اول البروفه . قال اخر بروفه النهارده وبعد كده  هايرمموه . يعنى مش هايجوا تانى ولا ايه ؟  يانهارك اللى مش فايت يااحلام . مش معقول اكون اتحبست وماحدش هايسأل فيا والكل نسيونى . 0 ( تضع اذنها على الحوائط ) مافيش لاصوت ولا مخلوق . وبعدين ياربى فى الكارثه دى .؟ لو صرخت ماحدش هايسمعنى اكيد ( تبحث عن تليفونها المحمول فى حقيبتها فلاتجده , تفرغ الحقيبة فى ارضية المسرح ) لا .. لا كده لا . حتى الموبايل مش موجود . راح فين ده كمان ؟  كان لازم حد ينبهنى ان ده اخر يوم بروفه . كلهم موالسين مع المخرج ومع العالم .. كلهم واقفين ضدى وضد احلامى .. كلهم خونة .

                                                إظلام






















اللوحة الاخيرة
( بينما تسطع اضاءة المسرح  نراها فى حالة جنون تطرق  الباب والحوائط وتصعد الى النافذة حتى تخور قواها فتتلبسها شخصية انتيجون فى المشهد الاخير )

احلام     : يالهذا القبر اللعين .يالسرير العرس , يالك من منزل تحت الارض لن ابرحه ابد الدهر .سأهبط الى الجحيم قبل ان يحل الاجل الذى كتبه لى القضاء . افتح انا فى عرضك ياعم عبده الباب مقفول وانا لسه ماحققتش احلامى . وإنى لآخر اسرتى وأشقاها ولكننى اهبط وانى لمملوءة املا ان
            اى حد يفتح لى الباب .ويخرجنى من هنا .أيها الاخ العزيز إن يدى لم تهمل ماكان يجب من عناية بك وسقى لظماك وقرب الى نفسك . فانظر ايها العزيز ماانا فيه الآن وماذا ألقى من جزاء على القيام بواجبى ولكن قلوب اصحاب الفضيلة لن تبخل على وتغيثنى من هذا الظلام ومن هذا القبر القاتل وانى لوكنت أما فقدت ولدها او كنت زوجة فقدت زوجها لما فعلت مافعلت مخالفة بذلك ارادة هذا المخرج العربيد ولوجدت من العزاء مايحول بينى وبين اقتراف هذا الذنب . فإن هذا الزوج اذا فقد فمن السهل ان يخلفه غيره .ولكن اذا استأثر القبر بممثلة مسكينة لسه فى اول الطريق لاراحت ولا جت . فليس من الماثور التعزى عن هذا النعيم .لذلك ايها العزيز ( تطرق الباب ) ياعم عبده افتح انا جعانه وهااموت . لقد آثرتك على نفسى وعلى كل شىء تجرات على كل شىء  ولم أخش ان اقف من المخرج العربيد موقف العاصية . افتح الله لايسيئك انا هااموت هنا .ز افتحوا لى الباب افتحوا ارجوكم .. مافيش حد .. مافيش حاجه .. مافيش احلام . مافيش مسرح .. مافيش تمثيل ولا جمهور ولاتصقيف .. ( تخور قواها تماما ) اذن فإنى سأهبط بلاشك الى مقر الموتى .. ( تصرخ عاليا ) افتحواااااااا انا بااموت .

                                                ( تخفت الاضاءة حتى الاظلام )
                                                                    النهاية


                                                                                      سعيد حجاج

                                               


أ

.

-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من برنامج المسرح فى الصعيد ---قناة طيبة

من برنامج المسرح فى الصعيد تجربة مسرح المقهورين باسوان اخراج سحر جروبى . برنامج المسرح فى الصعيد رابط المشاهدة   ...