فانتازيا السقوط
سعيد حجاج
التاريخ دائما مايكرر نفسه
لكننا
لانقرأه جيدا أو بالأحرى
لانقرأه ابدا
الشخصيات
1.
الخليفة المستعصم بالله
بن المستنصر
2.
المؤيد لدين الله العلقمى
3.
شرف الدين بن محمد .. قائد حرس الخليفة
4.
هولاكو خان بولى .. قائد المغول
5.
الجارية عرفة
6.
التابع .. مرافق لهولاكو
7.
الحاجب .
نساء ورجال وشيوخ من العامة.
اللوحة الأولى
( جثث القتلى
تملأ فضاء صحراويا ممتدا حتى آ خر الأفق . تنتفض رويدا رويدا هذه الجثث فى بطء
شديد جدا نراها مشوهة وملابسها غارقة فى الدماء التى
مازالت تنزف قطراتها على صوت الأيقاعات
المختلفة . سرعان مايعلو صوت الأيقاع مع تعبيرات حركية لهذه الجثث , حتى تتقدم نحو
الجمهور فى حركة ادانة للمشاهدين وحين يتم الأ قتراب التام يظلم المسرح فجأة تماما
وتنعدم الهمهمات وتعلو صرخة شرف الدين قائد حرس الأمير .)
اظلام
اللوحة
الثانية
( المنظر فى قاعة العرش الخاصة بالخليفة
المستعصم . كرسى العرش الفخم فى صدر المسرح . القاعة مزينه بعواميد رخامية باهرة . والكثير من مظاهر البهرجة)
- يدخل القائد شرف الدين القاعة وعلى وجهه يبدو الفزع .
شرف الدين
:مولاى .. اين انت ؟ أين أنت يامستعصم يابن المستنصر ؟ أين أنتم يارجال
البصرة والكوفة .. يارجال بغداد الأزل . النار تنهش الرجال والنساء ولا من مجير
الا من أجاره الله .. اين انت ياابن عبد الله ؟
( يبكى مرتكنا على احد اعمدة القصر
بعد برهة يدخل الوزير المؤيد لدين الله
وزير الخليفه )
الوزير :
ماكل هذه الجلبة التى تصنع يارجل ؟ هل مات احد من اهلك ؟
شرف الدين : سيهلك الجميع يارأس
الأفعى .
الوزير : ماذا حدث . لم أعهدك
ابدا تبكى كالنساء ياشرف الدين.
شرف الدين : ان أعناق الخيانة
تستطيل يامؤيد . وانت من اطال اعناقها .
الوزير :
" ياخذه الى احد الأركان البعيدة " اخفض من صوتك . هل تريد هلاك من فى
القصر جميعا ؟
شرف الدين : هلاك من فى القصر اهون من هلاك بغداد كلها .
الوزير : ماذا دهاك يارجل ؟
شرف الدين :
الاتعرف ياعلقمى وأنت رأس الخيانة فى هذه الديار التى ستضحى أثرا وعلامة على مر
الزمان .. لقد رايت التتار على ابواب بغداد واقفين مشرئبة اعناقهم وقد حازوا المجد
كله . بينما نحن اعناقنا طالها الموت والتراب .
الوزير :
ومتى رأيت هذا ؟ فى الحلم ؟ ان حسن تصرفى لن يجعلهم يبلغون شيئا . ان هى الا أضغاث
احلام . وان مافعلته أنا ان هو الا الصواب بعينه . لكن ادراك صبى غرير مثلك قاصر
عن بلوغ مافعل المؤيد .
شرف الدين : لن
ادرك ماحييت كيف يكون عين الصواب هو الخيانة ياعلقمى ؟
الوزير : من
يخون من؟ ومن سيقاتل من ؟ ومازالت حماستك الطائشة تصور لك ان مافعلته خيانة . سهل
على الا نسان أن يشهر السيف بيمينه لكن ليس من السهل أن يغمده فى.مكانه المناسب. لقد اسررت إليك بما
فعلت لكى تنال معى شرفا آليت على نفسى التواقة للخير إلا أن نقتسمه سويا . وهاأنت
الآن تريد فضح سرى الذى أفضيت به إليك كأنك نفسى ياشرف الدين .
شرف الدين : لم أخبرتنى بدناءة نفسك يامؤيد ؟
الوزير : لن
تعى ماحييت قيمة مافعلت الا حين ترى نفسك وزيرا للخليفة الجديد .
شرف الدين : سأفضحك مهما كان الثمن غاليا . ولن أسلم
بغداد لا بعرش لا بوزارة .
الوزير :
" بخبث " لا لست انت من يخون سرا استودعته إياك ياشرف الدين . لقد جعلتك
بئر سرى وإخترتك صديقا لكى تجتاز بغداد المحنة على أيدينا . وكى لاتغرق سفينة تلم شتاتنا
.
شرف الدين : آه
يارب العباد .. أى الخيانتين أسلم للنفس ؟ سرا استودعنى إياه المؤيد الوزير أم
وطنا اطعمنا خبزه ؟ أى الخيانتين أهون . أتعرف أنه من البلاهة يامؤيد أن يسأل
رجل نفسه ذات يوم ايخون وزيرا أم يخون
وطنا ؟
الوزير :
ماذا تعنى ؟
شرف الدين : أعنى
مافهمت تماما يامؤيد ولاشىء سواه .
الوزير :
عدت مرة أخرى . انك تضع ولاءك فىغير موضعه
.
شرف الدين : أنا
لاأضع بغداد والمستعصم بالله فى كفة واحدة ابدا . بل أضع بغداد فوق كل أمر .
الوزير : من
دمر البلاد وخان العباد واذل نفوسا تمرغت فى العز دهرا ؟ من ؟
(
لحظات صمت طويله )
شرف الدين :هل تريد منى مصافحة من جاء حاملا خراب الديار؟هل أكون سيفا من سيوفه
؟
الوزير : ومن أدراك أنه لايحمل
عمارها؟
شرف الدين ) يضحك طويلا حتى ينكمش الوزير جانبا )
الوزير :
" محاولا استدراك الأمر "أنا لآأ عرف كيف تنظر للأمور ؟ ليس هذا ماأردت
. وليس هذا ماأريد . كل ماأردته هو إنقاذ المدينة التى حتما ستسقط كثمرة طال
تعفنها على غصن يابس . علينا أن ننقذ النساء والأطفال والشيوخ . لاأن نرمى بهم
جميعا الى التهلكة تحت زعم الشرف والدفاع المستميت عن بلاد هى ميتة لامحالة بعد أن
نخرها سوس الحكام . ان لم يكن بالدهاء . فبالمصافحة والسلم .
شرف الدين : كنت دائما ماأسأل نفسى فى خلوتها معى ..
لماذا تكرهك كل هذا الكره . الآن فقط أنت أجبت عن سؤال نفسى .
الوزير :ليس
مهما أن تكرهنى أوان تحبنى . المهم ان نحب بغداد جميعا .
شرف الدين :
بالخيانه ؟
الوزير :
" بحدة " متى ستفهم ماأريد .. دع عنك هذا اللفظ وأنظر من جميع الوجوه .
نحن سنعجز حتما عن المقاومة .. سنعجز عن دخول الحرب التى ستأكل كل شىء وستسقط
بغداد ويحترق نخيلها وناسها , ونحن أيضا . الا إذا تحلت رؤوسنا بالحكمة .
شرف الدين :
وكيف تتحلى رؤوس الأفاعى بالحكمة يامؤيد ؟ كان على المستعصم أن يقطف رأسك يوم
أشعلت الفتنة بين السنة والشيعة وسعيت فى طول البلاد وعرضها موغلا صدر كل امرىء من
بنى جلدتك . الآن هاانت تثأر من البلاد جميعها . أنت تاريخ من الغل يامؤيد.. تاريخ من النار التى لاتنطفىء . وهاهى البلاد
على شفا حفرة من النار انت حفرتها بيديك .
الوزير :
لافائدة ترجى من رأس فارغ وفم يتشدق بما يتشدق به العامة والدهماء .وانا الذى كنت
أظنك احرصنا على المدينة فصارحتك بما فعلت . لكنك خيبت ظنى .
شرف الدين : أنا
الذى خابت ظنونه كلها لا. وخانت نفسى مرؤتها لأننى سكت كل هذا الوقت لكن عزائى انى
كنت أفكر فى الأمروأيقنت قبل فوات الوقت أن مافعلته لايعدو أن يكون سوى خيانة ليست
أقل وطأة من خيانتك انت .
الوزير :
ألاتبحث عن طريق للخلاص ؟
شرف الدين : أنا
لاأعرف غير هذا طريقا للخلاص .
(
يقترب منه محاولا قتله لكننا
لكن نسمع صوت
الحاجب )
ص الحاجب : مولانا الخليفة المستعصم
بالله .
إظــــــلام
اللوحة الثالثة
( نفس المنظر السابق . المستعصم يقف بين الوزير والقائد , ينظر لهما طويلا
ثم يضحك بشدة مما يجعلهما ينظرا لبعضهما البعض فى توجس وقلق ثم سرعان مايفيق من ضحكه )
الخليفة : لالم أتمكن من إكمال رحلة الصيد اليوم .
(
تمر لحظة صمت ثم بعدها
يضحك الوزير بينما القائد
ينظر الى الخليفة فى حنق )
الخليفه : لقد إقتربوا أكثر مما ينبغى, وعلى هذا فقد
توقفت رحلتى
كلما خرجت لرحلة صيد خالفنى الحظ وأعادنى خالى الوفاض .
دائما يخالفنى الحظ يامؤيد .
شرف الدين : " بغيظ"
وهل كان الوقت مناسبا يامولاى للخروج فى
رحلة
صيد ؟
الخليفة : آه .. أنت ؟ كيف
حالك يافتى ؟
شرف الدين : لسنا بخير يامولاى .
الوزير : إنك تبالغ فى تحدى
الموت يامولاى .. ولاتعرف أن
حياتك ليست ملكا خالصا لك .
الخليفة : وهل أبقى حبيس القصر
لأن الغزاة على الأبواب ؟
أليس من
الأجدى أن أن أمرن نفسى على القتال حتى ولو كان الصيد حمامة ؟
شرف الدين : لقد اقترب المغول كثيرا
يامولاى .. وهم موشكون
على تطويقنا .
الخليفة : فعلا فعلا . " ضاحكا فى بلاهة " وهذا مامنعنى من
إكمال الرحلة .
شرف الدين : انهم تحت الأسوار .. على
الضفة الأخرى من من دجلة .وإنه لمن واجبنا أن نكرس جهدنا للدفاع عن المدينة .
الخليفة : " لحظة صمت
" أنا الذى يحكم هذه البلاد وأنا الذى
أعرف مايجب علينا ومالايجب .
الوزير : عفوك يامولاى .. انه
لايقصد .. أنت تعرف حمقه .
شرف الدين : الوقت يمر . لما لانخرج للناس نمنحهم العتاد والسلاح ؟ لمالاتجعلهم
يلتفون حول المدينة كى يذودوا عنها ؟
الخليفة : لقد تجاوزت حدودك
وانت فى حضرتى .
شرف الدين : لقد تجاوزوا هم حدودنا . ويجب أن تفعل شيئا.
الوزير : لمولاى رأى صائب فى هذا وهو أدرى بمايجب
فعله . لاأنت .
الخليفة : اخبر يامؤيد . فانك
تعرفنى أكثر من هذا الجرو المندفع .
الوزير : لقد استأمنك الخليفة
على قصره لاعلى مملكته . لكن
يبدو انك قد
نسيت دورك .
الخليفة : عليك أن تؤدى واجبك
فى صمت واترك الباقى لنا
أليس كذلك
يامؤيد ؟
الوزير : نحن اعرف بشعاب بغداد
منك .
شرف الدين : اذن يجب أن أخبرك بالأمر الذى لاتعرفه .
الخليفة :
انك تشوش على رأسى أفكارى .. اخرج واهتم بما انت اهل له فحسب .. اما قيادة الدولة فاتركها لى انا فانا مازلت
الخليفة والملك ياشرف الدين . ومازلت على العرش ولم امت بعد .
شرف الدين : اذن يامولاى .....
الخليفة : قلت اخرج ياشرف
الدين . فطاعة اولى الأمر فريضة
شرف الدين : اسمعنى ارجوك .
الخليفة : لن أسمع سوى صوت نفسى . فانك مازلت عبدى
وربيبى وقائد حرسى . ولاشىء أكثر .
( يخرج شرف الدين
منكسرا)
الخليفة : ساذج .. لايعرف الا السيف .. تنقصه حكمة
رأسك يامؤيد .
الوزير : وهل من أحد سواك تعلمنا الحكمة يامولاى؟
الخليفة : لاتنقصك الحكمة ولا البراعة أيضا .
الوزير : أشكر لمولاى فضله العميم .
الخليفة : لذا فقد سبقتنا هذه المرة .
الوزير : " بتوجس " لا أدرى مقصد مولاى
.
الخليفة : تعرف كل شىء يامؤيد . تعرف كل الاحتمالات
وتفكر فيها .. وتنظر للأمور من كل زاوية . لاتترك شيئا الا وفكرت فيه .
الوزير : أشكر لمولاى حسن ظنه
بضعيف مثلى .
الخليفة : أى ضعف هذا يامؤيد ؟ هذا تواضع الجهابذة .. "صمت"
ورجال الدولة ..
الوزير : شكرا .
الخليفة : الذين يريدون البقاء
قرب العرش تحت أى ظرف وبأى
ثمن .. مهما
كان الثمن يامؤيد .
الوزير : ثمن ماذا ؟ فى كلم مولاى مايريب وأنا رأسى
صغير.
الخليفة : آه من رأسك آه .
تمنيت لو شققته حتى أرى مافيه .
الوزير : ماذا تقصد يامستعصم ؟
الخليفة : دعنا من هذا الآن ..
أريد جاريتى .
الوزير : الآن ؟
الخليفة : ولما لا ؟ وهل
للنسيان سوى هذا . الشراب والجارية
الحسناء يامؤيد ؟
اظلام
اللوحة الرابعة
( المستعصم فى قاعة العرش , أمامه اطباق ذهبية عامرة بما
لذ وطاب من الشراب )
الجارية تقف
أمامه ناظرة للمطلق .
الخليفة : لست
كعادتك اليوم ياعرفة . شاحبة انت اليوم وعيونك مطفأة
الجارية : اننى
أسمع أصواتهم . صراخهم يهز أبواب بغداد ولاأحد يصدهم عنها .
الخليفة :
أيعتريك الخوف وأنت فى حمى المستعصم ؟ تفعلين هذا دون خشية منى ؟ إيه ياعرفة .
يبدو أن حظوتك لدى قد ساقت نفسك
للجرأة أكثر مما ينبغى لجارية فى حضرة ملك .
الجارية : أيأمر
مولاى بشىء ؟
الخليفة : ماذا
دهاك ياامرأة ؟
الجارية : أيأمر
مولاى بشىء ؟
الخليفة : يأمر
مولاك بكل شىء .
الجارية : "
تنظر إليه فى صمت "
الخليفة : إرقصى
ياعرفة .
الجارية : ألآن
يامولاى ؟
الخليفة : وفى
كل آن ياعرفة " يرفع كأس الشراب عاليا " وهل يخشى المستعصم الا الله ؟
( تهز رأسها بالأيجاب تبدأ رقصها المتوتر وهى دامعة العينين )
الخليفة :
لايعجبنى اليوم رقصك .
الجارية : إننى
أرقص يامولاى .. أرقص .
( ترقص كطير مذبوح بضعف ثم سرعان مايتصاعد فى هيستيريا
مع إيقاع يهز الأركان مع إضاءة شبحية والخليفة يتمايل على إيقاع رقصاتها . فجأة
تصرخ وتقع على الأرض يقترب منها الخليفة فزعا ويخرج حربة فى ظهرها .)
الخليفة :
" يصرخ مناديا الوزير" يامؤيد .
الوزير : "
يدخل مسرعا " ماخطبك يامولاى .
الخليفة : ماتت
عرفة يامؤيد بسهم مغولى . إنظر " يعطيه السهم .
إن على السهم كتابة لعلك تفهمها يامؤيد .
الوزير : "
ينظر فى السهم ثم ينظر الى الخليفى فى خبث "
الخليفة : ماذا
كتبوا على السهم ؟
الوزير : "
يقرأ" إذا أراد الله إنفاذ قضاءه.. أذهب من ذوى العقول
عقولهم .
الخليفة : وهل
يعرف المغول الله ؟
الوزير : وماذا
فعل من عرفوه يامولاى ؟
الخليفة :
" غاضبا " إغرب عن وجهى إغرب .
( يخرج الوزير بينما يقترب الخليفة من جثة عرفة )
الخليفة : هاهى
ذى قد فارقتنا الى الأبد .. أجمل محظية فى قصور
بنى العباس .. قتلوك يامنية النفس وقرة العين
" يبكى "
لقد فارق الحياة الآن أنعم جسد لامسته أصابعى ..
ماتت
لم تكن على وجه الأرض إمرأة تفهم ماأرغب مثلما
فهمت عرفة
وقائد حرسى ووزيرى رجلان يعجزان عن صد سهم مغولى
غادر قد أصاب ظهرك ياعرفة وأدمى عينى . يالضيعة
الخليفة بعدك .. يالضيعة الخلافة بعدك .
اظلام
اللوحة الخامسة
( نفس امنظر السابق . )
-الخليفة حزين على عرشه بينما الوزير يقف أمامه .
الوزير : قلت
لك ليس من السهل الوقوف بوجه المغول يامولاى .
الخليفة : ولهذا إخترت
أن تراسلهم ؟
الوزير :
" مأخوذا " من فعل هذا يامولاى ؟
الخليفة :
أتحسب اننى غافل عن كل ماتفعل يامؤيد ؟
الوزير : من
وشى بى يامولاى يمتلأ حقدا على ويغضبه أن تقربى اليك.
الخليفة :
المستعصم بن المستنصر لاتستطيع حشرة أن تتحرك فى قصره دون أن أعرف ماتفعل مثلما أعرف مافعلت .
الوزير : اذن
دعنى أقول لك مالاتعرف يامستعصم.
الخليفة :
" مقاطعا " لقد تمعنت فى الأحتمالات كلها . واخترت أن تكون مع الطرفين
لتفوز مع من يفوز منهما . أمسكت بالعصا من المنتصف تماما ولم تخطىء قيد أنملة .
الوزير : أقسم أننى
يامولاى .....
الخليفة :
لاأحتاج لقسم . أنا أعرف كل شىء .
الوزير : لقد
حاولت فقط أن أجس نبض هولاكو لعلنى أصل الى مايرمى اليه ومايبتغيه .
الخليفة : وهل
كان يخفى عليك مايرمى اليه هولاكو ؟
الوزير :
لاأردت اقامة حوار بيننا وبينه .. فأنت تعرف أن هناك أمور لابد أن تؤخذ بالحنكة .
الخليفة :
" يبتسم فى يأس " الحنكة يالها
من كلمة . وهل من الحنكة ان يتصل وزير الدولة داعيا قائد العدو لاجتياح
عاصمة بلاده يامؤيد؟
الوزير : معاذ
الله .. معاذ الله .
الخليفة :
لاداعى لكل هذا .. فأوراق اللعب إنكشفت كلها ومن الأصوب الكشف عن كل شىء .. فلاوقت
لدينا لكل هذا التمثيل الفارغ الذى لن ينطلى على طفل لاعلى خليفة المسلمين ذاته .
كنت تراسلهم وتدعوهم لحصار المدينه لتطفىء غليل قلبك مع انك تعلم تماما أننى لم أتحيز لواحد من السنة وأخترتك أنت لنزن
الأمر معا . بينما انت تركت النار تعيث فى صدرك . وكأن البلاد ليست بلادنا جميعا .
إن حوصرنا حوصرتم وإن سلمنا سلمتم .. لكنه الغل يذهب من العين البصر ويسرق من
القلب البصيرة ... لما كتمت الأمر عنى
يامؤيد ؟
الوزير : كنت
أريد أن أصل الى اتفاق معهم دون أن اشغلك بمراسلات تافهة وغير مجدية . حيث أن
هولاكو لم يكن يعرف مايريد ..قلت قد استطيع أن أشق معسكرهم الى فئتين يتصارعان
فيكفونا شر القتال.
الخليفة : فكرة
تزن مقدارها ذهبا لو كنت مخلصا فى ولاءك .
الوزير : أتشك
فى ولائى يامولاى ؟
الخليفة :
لاأشك " صمت " لكننى أعرف أن ولاءك دائما لمن يجلس
على هذا العرش .
الوزير : إنما
فعلت هذا حرصا على سلامتك .
الخليفة :
سلامة البلاد هى سلامتى وسلامتى هى سلامة البلاد ..
" صمت طويل بينما الخليفة يدور حول المؤيد
ثم فجأة"
أكمل
مابدأته يامؤيد .
الوزير : " ينظر
له فى دهشة "
الخليفة : إعرض
عليهم نصف خراج البلاد . على أن يعودوا من
حيث جاءوا .
إظـــــلام
اللوحة
السادسة
( قاعة العرش .)
_ القائد شرف الدين يتحرك فى توتر بينما الوزير يجلس على
كرسى العرش .
الوزير :
اهدأ ياشرف الدين .. هذا التوتر لن يجدى شيئا .. دع الأمور تأخذ سيرها الطبيعى .
شرف الدين :
وهل من الطبيعى أن يقتحم قائد المغول
وعسكره قصر الخلافة ليملى علينا مايريد يامؤيد ؟
الوزير :
دعنا نرى مايريد أولا ولاتسبق الأحداث .
شرف الدين :
وهل من الطبيعى أيضا أن تجلس على كرسى
الخلافة ؟ كأنك تريد الآن تحقيق ماتصبو
اليه يامؤيد .
الوزير :
كن واقعيا ودع حدسك ينبؤك بما سوف يكون .
شرف الدين :
وماذا سيكون سوى ان يجلس هولاكو على عرش بغداد ؟
الوزير :
وأنا يافتى ؟
شرف الدين :
ستجلس على خازوق .
الوزير :
سامحك الله ياشرف الدين .
شرف الدين :
أما أنت فلن يسامحك الله يامؤيد .. تعمل لصالح الأعداء
وتزين للخليفة سلاما لن يكون .
الوزير :
أنا ؟ انا فعلت هذا يابنى ؟
شرف الدين :
وأكثر من هذا أنت فعلت .
الوزير :
" بحدة" وهل تظن أن خليفة المسلمين العوبة فى يدى حتى أزين له ماأريد
أنا ولايفعل مايمليه عليه عقله هو ؟ انه يفعل مايراه صوابا للحفاظ على عرشه لاعلى
بغداد .. أم لعلك تظن أن هولاكو كان يجلس
منتظرا من يدله على أبواب بغداد .
شرف الدين :
حتى هذا ليس مبررا لكى تقدم بغداد على طبق من ذهب .
ص الحاجب :
مولانا الخليفة .
( الوزير يقفز من كرسى العرش ليصطدم بالخليفة حين دخوله )
الخليفة :
ماهذا يامؤيد ؟ هل تلعب فى قاعة عرشى ؟
الوزير :
حاشا لله يامولاى .. لكن وقع أقدامك جعلنى اقفز مغتبطا لرؤياك
الخليفة :
جاء من يخبرنى الآن بقدوم هولاكو.
شرف الدين :
ماذا ؟
الخليفة :
هو ماسمعت ياشرف الدين .
الوزير :
دع عنك القلق يامولاى فقد تم الأتفاق على كل شىء .
شرف الدين :
الآن ؟ دون أن يترك حتى فسحة من الوقت ندبر امورنا؟
الخليفة :
على الله تدبير كل شىء .
شرف الدين :وهل
سوف يدبر الله لنا مجدا بعدما ضاع كل شىء بأيدينا حين خالفنا بأنفسنا نهجا ودستورا
أنزله على رسوله .. لوكنا حفظناه يامولاى مانزلت بنا كل هذه النوازل والزلازل
والمحن .
الخليفة :
ماذا تقصد ؟
الوزير :
لايقصد شيئا يامولاى . أنت تعرف أن لكل داء دواء يستطب به الا حماقته أعيت من
يداويها .
الخليفة ك
لولا ان هولاكو ياشرف الدين كان يرهب فى سريرته من قوتنا ماقبل الصلح .
الوزير :
ونعم الرأى يامولاى .. ونعم الرأى .
ص الحاجب :
الأمير هولاكو خان
الخليفة :
دعه يد ....
هولاكو :
" مقتحما" لاعليك . لاينتظر هولاكو إذنا للدخول يامستعصم
الخليفة :
ممتعضا" اهلا بكم .
هولاكو :"
ينظر لبهاء قاعة العرش طويلا. ثم ساخرا " هاأنذا أخير هنا كم حلم جدى بهذه
اللحظة النادرة .
الوزير :
أهلا بضيفنا الكريم .
هولاكو :
قاعة باهرة .. داخل قصر باهر .. فى بلاد يحلم بها ملوك الأرض .. كم أنفق الخلفاء
على كل هذا ؟
الخليفة :
القليل .
هولاكو :
هذا قياسا على كثير لديكم .. أكثر مما تستطيعون انفاقه ..ألهذا عرضت علينا نصف
خراج الدولة ؟
الوزير :
" مؤكدا " نصف خراج دولة بنى العباس طرا .
هولاكو :
سيكون مبلغا هائلا بلاشك .
(
يقترب من الخليفة ملتقطا سيفه )
أهذا سيف من ذهب ؟
الخليفة :
" ناظرا اليه فى صمت "
هولاكو :
سيف بديع حقا .
الوزير :
هو لك ياأمير .
هولاكو :
لكنه ثقيل الوزن .. سيف كهذا ليس للقتال . هو فقط للزينة .هه؟
الخليفة :
نحن لانصنع سيوفنا للزينة ياأمير .
هولاكو :
من كان يملك سيفا كهذا .. عليه أن يسهر جانبه ليحميه .لاليقاتل به . عموما أنا
أشكرك " يلقى به لتابعه ثم يشير للعمامة " وهل هذه أحجار كريمة حقيقية ؟
الخليفة :
لايعرف الخليفة زيفا ليزيف عمامته بزائف الأحجار .
هولاكو :
يالرأسى المأفون ..ظننت أنها خرزات ملونة صنعها أمهر صائغ ليزين بها العمامة فقط .
شرف الدين :
لاتنس أنك تقف فى حضرة خليفة المسلمين ياهذا .
هولاكو :
من هذا ؟
الخليفة :
انه قائد حرسى .
هولاكو :
عليك بحراسة الحمائم فقط . أما أميركم فاتركه لنحرسه نحن
(
يخلع عنه العمامة )
شرف الدين :
إحترم الخليفة ياهذا والا ...
( لايكمل جملته حتى يكون خنجر فى ظهره . ليسقط مضرجا فى
دمه قرب هولاكو الذى يزيحه عنه بقدمه )
هولاكو :
صبى أهوج .
الخليفة :
أنا لم آمره بشىء .
الوزير :
" مقتربا من الجثة " ليس هذا زمان القتال ياشرف الدين
فالقوة فوق كل إعتبار .
الخليفة :
ياحرس " يدخل الحراس ليحملوا جثة القائد " احملوه فلقد مات اليوم شرف
الدين .
(
يخرج الحراس بينما يخلع
هولاكو
عمامة الخليفة ويقذفها
للتابع
)
الخليفة :
" غاضبا " ليس هذا مما يليق مع ملك .
هولاكو :
أنت لاتقر مايليق ومالايليق .
الوزير :
نحن لم نتفق على هذا .
هولاكو :
نحن لم نتفق على شىء " يقترب من كرسى العرش ويقذفه للتابع " عرش ذهبى
أيضا لايليق الا بملك سفيه . " للتابع
"
:
إنفق ثمنه لتجهيز الجيش .
الخليفة :
إنه عرش الخلافة .
هولاكو :
بسيطة .. لم تعد هناك خلافة .لقد فرغنا منها الآن توا.
الخليفة :لقد
رضيت بنصف الخراج على أن تترك كل شىء سالما .
هولاكو :
النصف ؟ لماذا آخذ النصف مادمت قادرا على إحراز الكل ؟ولماذا أترك كل شىء سالما
مادمت أجيد فنون الحرب ياعزيزى خليفة المسلمين .ولماذا أمضى مادام بوسعى البقاء ؟
الوزير :
" غاضبا " ليس هذا ماكان بيننا من عهود .
هولاكو :
وهل بين قوى وضعيف منطق وعهود ؟
الخليفة :
لاتظن أنك ستنجو بفعلتك .
هولاكو :
فليحاسبنى إلهكم إذن .
الخليفة :
لدينا بالخارج جيش عرمرم .
هولاكو :
ساخرا" عرمرم ؟ لقد أحصينا رؤوس الجيش فوجدناه فعلا عرمرم .
الخليفة :
محتدا " همجى .. لقد إتفقنا على إحصاء الجيش لاعلى
أحصاء الرؤوس . ألم يكن هذا إتفاق يامؤيد ؟
الوزير :
إنه منطق النصر يامولاى .
الخليفة :
أتفاوض على رؤوس جيش بلادك ياأحمق ؟
هولاكو :
لاتظلم الرجل فقد كان أمينا فى كل شىء .
الخليفة :
أمينا " يترنح حتى يجلس على الأرض "
الوزير :
ناموس الكون يقول أن لكل شىء نهاية .
الخليفة :
دبرت لتكون النهاية على يديك .. لقد جعلت منك وزيرى لتعضد ملكى لا لتأتى بنهايته
حتى بابى .
الوزير :
وغرقت فى ملذاتك .. وفرقت بين الرعية وبعضها
.
الخليفة :
أصبحت وزيرا بفضلى وهاأنت الآن تبيع رأسى .
الوزير :
بفضل عقلى وجهودى .. وكان من الحمق أن أقنع بالقليل مادام الأكثر سهلا ومتاحا .
الخليفة :
خنتنى رغم بيعتك لى .. أين بيعتك لى ؟
الوزير :
وأين بيعة أجدادى لأجدادك ؟ أنت ورثت تركة مسلوبة ..وهاهى الآن تسترد لمن هو أحق
بها .
الخليفة :
إنها النهاية إذن .
الوزير :
أنت من صنعت نهايتك يامستعصم حين تركت
جيشك ذليلا فى الطرقات يستجدى اللقمة . فكان من السهل ان يهزم ..فإذا كان الأنسان
جائعا عما يدافع . ولماذا يحب بلاده مادامت لاتمنحه الزاد . أنت من صنعت نهايتك
حين تركت بين الناس الشحاذ والمرتشى واللص ؟
الخليفة :
كان لابد أن نكون رجالا .. رجالا فقط كى
لانصبح فى هذا الهوان .. أنت حرضتنى على كل شىء والآن تشمت بى . اللعنة
عليك وعلى المغول وعلى .
هولاكو :
بدأت تفقد ما لديك من أعصاب ومهابة .. وهذا لايليق بملك مخلوع.
الخليفة :
مخلوع ؟
هولاكو :
لشد ماأخشى أن يجلس على عرش امبراطوريتى أمثالكم
أيها الناس .
(
يشير بيده فيدخل جنود هولاكو
ليحملوا الخليفة فى جوال ويخرجون)
هولاكو :
يامؤيد أريد منك أن ترشد الجنود الى أبناء المستعصم .. أريد قتل الجميع , إبحث مع
الحراس عن كل أمراء بنى العباس..فقد حانت النهاية والبداية أيضا .
إظــــــــلام
اللوحة السابعة
( قاعة عرش الخلافة وقد صارت خرابا ,
النوافذ فى الخلف يظهر من خلالها حريق هائل وأعناق نخيل يحترق )
الوزير :
" ينظر من أحد النوافذ ثم يخر تحت النافذة منكسرا "
يالضيعة نفسك يارجل .كم ستقبض ثمنا لهذا الرغام يامؤيد ؟الف الف من الدنانير
؟ وهل سيضمد مزيد من الذهب جرح ضمير ينوء بالعفن ؟وكم ستعيش من الأيام وسط نخلات
تحترق هاماتها ؟وكم من جماجم أهلك ستفغر افواهها المفغورة لتبصق الف الف بصقة على
وجهك يامؤيد لدين هولاكو ؟ لقد إختلط ماء دجلة بالدماء بعدما عبروه على جسر من علم
الأولين من جدودنا الذين أناروا الدنيا وقتما كان هولاكو وعشائره يرزحون تحت نير
الظلام ." صمت وبكاء"
( يدخل هولاكو وخلفه تابعه .
دون أن يرى الوزير الذى يقبع فى الخلف )
هولاكو :
يجب أن تؤمن للجنود ماء نقيا .. أياكم وماء دجلة فأنت تعرف ماحل به .
التابع :
لقد خصصنا بعض الأبار البعيدة لسقاية
الجيش .
هولاكو :
حسنا فعلتم . والآن إكتب ماأمليه عليك .
(
التابع يفرد صحيفة من الجلد
ويبدأ
الكتابة )
هولاكو :
من هولاكو خان بولى الى حاكم حلب .....
الوزير :
وهل ستظن أنك ستحوزها أيضا ؟
هولاكو :
أنت هنا ياعزيزى الوزير ؟ لا تغضب منى أرجوك فقد
نسيتك فى خضم انتصاراتى.
الوزير :"
يقف ويقترب منه " إن حلب منيعة الأسوار
هولاكو :
" ضاحكا فى عنف " أى الأسوار تستطيع منع هولاكو خان من النفاذ فى وقت
يشاء ؟
الوزير :
ألا ترى أن جيشك حتما سيهلكه طول الطريق ؟
هولاكو :
لاشىء بعد الآن يمنعنى من فعل أى شىء حتى الحماقات لقد قطعت أوصال بغداد كما يقطع طفل صغير كعكة
طرية ولاأعتقد أن بلادكم جميعا ليست سوى قطع من الكعك الطرى سيهديها أحفادى لبعضهم
البعض . إن سقوط بغداد .. كان حلما ولم يضح حقيقة الا بفضلى .. وبفضلك انت أيضا .
الوزير :
لم يحدث ماحدث الا بأمر الله .
هولاكو :
لم يأمرنى أحد بشىء .
الوزير :
لأننا نسيناه فأنسانا أنفسنا .
هولاكو :
لا أعرفه .. لكن ليس هناك مايمنع من التمسح به وقتما يحتاج الأمر .. لكن مأعرفه
جيد ا أن عقلى وسيفى وجيشى لهم نصف الفضل والنصف الآخر لكم بلاشك .
الوزير :
بدأ الغرور يتسرب الى نفسك .
هولاكو :
أى غرور ؟ أليس من حقى وأنا أمسك بغداد فى قبضتى أن أباهى بنفسى قليلا ؟ أليس من
حقى أن أفرح بفتح بغداد أسهل مما أفتح قنينة خمر ؟
الوزير :
ليتك اكتفيت بفتحها.
هولاكو :
من الحمق فتحها فقط .. بل كان لابد من ارتشافها قطرة قطرة .. أ كنت تريدنى أن
أتركها يارجل ؟
الوزير :
لم يكن هذا عهدا بيننا .
هولاكو :
" ساخرا " عهد ؟ أى عهد ؟ أدخل بغداد والوث سيوف جيشى وأفقد منه عددا
ليس بالقليل . وأقتل الخليفة ثم أعينك حاكما وأمضى ؟ أهذا ماتريد ؟ أى ترف هذا ؟
انه لايعدو سوى ترف لايمارسه الاملوككم . هل أحرك جيوشى من أجلكم انتم ؟ انه عهد
بينى وبين أبناء وأبناء عمومتى .. أن أطهر لهم كل طرق الشوك .. فقد عانوا كثيرا
ومازالوا يعانون من جراء ارهابكم اللعين . كان على أن أطهر كل المسالك والطرق
يامؤيد.
الوزير :
بكل هذه القسوة ؟ لقد قتلت الأطفال والنساء والشيوخ.
هولاكو :
لست سعيدا بكل هذا .. لا تظن أن بين جنبى قلبا لا يقشعر بالعكس أنا مستاء لما فعلت
فأنا انسان وأب .. لكنه الواجب المقدس وهو فوق كل اعتبار . واعلم اننى ملقتلت كل
الرجال الا لقدرتهم على القتال .. وما قتلت النساء الا لأن بطونهم كأرض خصبة لا
تبور وما قتلت أطفالكم الا لأنهم غدا سيقاتلون..على كل فقد تركت لكم شيوخكم .
الوزير :
يا لرأفة قلبك يا رجل .
هولاكو :
لا ليس رأفة القلب .. فقط تركتهم ليرووا ماحدث كي يدب الرعب فى قلب من سوف يجىء
فكلما دب الرعب أكثر .. تحركت الجيوش أسهل وكلما كانت الخسائر أقل .. ولعلك تعرف
أن فى الحرب كل شىء مباح .
الوزير :
فى ديننا قواعد أخرى للحرب .
هولاكو :
هذا دينكم وأنتم احرا ر فيه . أم هل تريدنا أن نعلن اسلامنا لتكون لنا قوانينكم فى
الحرب .
الوزير :
نحن...
هولاكو :
نحن ..نحن . من انتم ؟ ومع من تضع نفسك وأنت كنت تقاتل ضمن صفوف جيشى ولك نصف
الفضل .
الوزير :
ليتنى أستطيع أن أنسى .
هولاكو :
لا.. لايجب أن تنسى فقد كان دورك من الأهمية حيث لايجب أن ينساه أحد والا كان
جاحدا .. لكننى لن أفعل إعترافا منى بالفضل .. أنت لاتعرف مدى كرهى ومحبتى لك
فبوسعك أن تختار أى قصر من قصور الخلافة شئت . بوسعك أن تحيا سعيدا ماتبقى لك من
عمر بمال وفير سأجريه عليك .. ولن أنساك ماحييت "يلتفت للتابع " ها ماذا
كتبت ؟
التابع :
من هولاكو خان الى حاكم حلب
هولاكو :
وليبيا والحجاز والقاهرة والمغرب وتونس الخضراء أما بعد فنحن جنود الله بنا ينتقم
ممن عتا وتجبر وطغى وتكبر ..
الوزير :
أتظن أنك ستفتح كل هذه البلاد ؟
هولاكو :
لاتثر غضبى .
الوزير :
لن يحل بهم ماحل بهم .
هولاكو :
مادامت بلادكم تنعم بأمثالك يامؤيد فليس أسهل من دخولها.
الوزير :
سيدافعون عنها حتى آخر رجل .
هولاكو :
أراك قد أصبحت بطلا .. ولعلك أيضا تريد أن تموت شهيدا .لكننى لن أقتلك . فان لدى
من الشرف مايمنعنى من قتل رجل كان ساعدى ودليلى . المعركة انتهت .
الوزير :
بل ستبدأ المعركة .
هولاكو :
" يشير بيده فيدخل جنوده ليجروه خارجا "
الوزير :
سأرسل لهم من يحذرهم .
هولاكو :
" يضحك "
الوزير :
لن يترك رجال حلب اسوارها .
هولاكو : "
يضحك أكثر"
(
يختفى خارجا ويبقى صوته)
الوزير :
ولن يسلموا السلاح والعتاد .
هولاكو :
" يضحك طويلا حتى يختفى صوت الوزير " اكتب ... ونحن قد أبدنا العباد
وأهلكنا البلاد .....
( يظلم المسرح ليضى فقط على وجوه تشبه هولاكو متناثره
فىأرجاء المسرح مع خلفية من النار التى تخبو )
هولاكو1 :
وقتلنا النسوان والأولاد .
هولاكو2 :
فياأيها الباقون .. أنتم بمن مضى لاحقون .
هولاكو3 :
وياأيها الغافلون أنتم إليها تساقون .
الجميع :
مقصودنا الأنتقام وملكنا لايرام ونزيلنا لايضام .. ومن سيوفنا أين المفر ؟
( تتداخل الأصوات وتختلط فى
هيستيريا . ثم تصمت فجأة ويعم الأظـــلام فجأة )
إظـــــلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق