الخميس، 9 نوفمبر 2017

قضية دهب الحمار



               






قضية دهب الحمار




سعيد حجاج












اللوحة الاولى

( الستار مغلق .. امام الستار يجلس مهرج ومهرجة بملابسهم التقليدية وهما صامتان تماما .. )
-        المهرج ينظر للمهرجه ويتحدثان باشارات ايمائية تعنى الحيرة اذ لايجدان مايحكيانه للجمهور . يشيران لبعضهما البعض ان يبدأ احدهما .. يستمران هكذا لبعض الوقت حتى يملا من الوضع ثم يبادر احدهما .
سفروت : مساء الخير
سفروته  : اخيرا اتكلمت ؟
سفروت  : اخيرا اتكلمت .. اتفضلى افتحى الستارة .
سفروتة   : مش لما نعرف هانقول ايه ؟
سفروت  : اى كلام عسل وطحينة .
سفروتة   : مساء الخير والحق والكمال .
سفروت  : والكمال لله وحده .
سفروتة   : حكايتنا النهارده .
سفروت : حكايه غريبة
سفروتة   : و فى كتب الحواديت .. لسه ماوردتش .
سفروت  : بس يمكن فى كتب التاريخ وردت ؟
سفروتة   : لافى كتب التاريخ ولا كتب الجغرافيا وردت .
سفروت  : ويمكن وردت على لسان الناس .. فى اى زمان ومكان .
سفروتة   : ويمكن ماوردتش خالص .. لا فى اى زمان ولا فى اى مكان
سفروت : ويمكن تخريفة بتعريفه .. بس فيها العبرة اكيد . وفيها برضة التبكيت .
سفروتة   : واللى هايعرف المغزى من الحدوتة ممكن يكسب عجلة .
سفروت  : ويمكن يكسب مرجيحه .
سفروتة   : ويمكن يكسب حمار كل ماينهق ينزل من بقه الدهب دنانير دنانير .
سفروت : وهى دى اول الحكاية .
سفروتة   : صلوا على اللى  هايشفع فيكم يوم الدين
سفروت  : عليه الف صلاة وسلام
سفروتة   : والمسيحى يمجد سيده .
سفروت  : المجد لله فى الاعالى وعلى الارض المسرة
سفروتة   : كان ياما كان .
سفروت  : فى سالف العصر والأوان .. كان فيه نصاب محتال . نزل مدينة السعادة الصبح بدرى .
سفروتة   : واللى يصحى الصبح بدرى ممكن يبقى زعيم . وممكن يبقى ملك او سلطان .
سفروت  : او يبقى باشا .. او يبقى منصب والسلام .
سفروتة   : واول مانزل نزل وسط سوق البهايم والحمير .
( ينهقان سويا حتى يفتح الستار عن سوق للحمير ملىء بالناس وبالحمير وأقنعة الحيوانات العديدة والكل ينادى على بضاعته فى صخب وحماس بينما  يقف شمعون وزوجته امام احد الحمير الذى تنزل الدنانير الذهبية  من فمة  )
               
شمعون       : " يصرخ عاليا ليلفت أنظار الناس " اوعى حد يهوب ناحية الحمار .. الدهب دهبنا والحمار حمارنا .. ومش جايين نبيعه هنا ولا نكسب فيه . كفاية الدهب اللى نازل من بقه دنانير دنانير ياخلق هووووه
انيسة          : اه مش جايين نبيعه .. احنا كنا ماشيين بمحض الصدفه وحمارنا نفسه انفتحت للنهيق .. فنهق .
شمعون       : وحمارنا لما بينبسط  بينهق .. وبينزل الدهب .. دنانير .. دنانير .
تاجر1        : بطلوا كذب بقى .. الحمار ده حمارى وانتوا لسه شاريينه منى حالا . وانا دلوقت عاوز حمارى .. وانت تاخد فلوسك .
أنيسة          : اخرس .. قطع لسانك من لغاليغه .. قال حماره قال .
شمعون       : يللا بينا ياانيسه .. السوق ده باينه مليان بلاوى ونصابين  وتلاقيح  جتت .
أنيسة          : يللا بينا ياحبيبى. دول باينهم محتالين .. بس على مين ؟
.
تاجر1        : ماحدش راح يتحرك من السوق غير لما حمارى يرجع من مطرح ماجه  . وتاخده فلوسكم عليها بوسة كمان .
أنيسة          : باستك عقربة يابوز الاخص انت .
شمعون       : يلا بينا ياأنيسة باقولك .
تاجر1        : " يستخرج سكينا  من ملابسه " اللى هايخرج من السوق هااطير رقبته .. وادخل فيه اللومان .
شمعون       : اسمع .. لو كنت انت معاك سلاح .. احنا معانا الحق .. واللى معاه الحق فى بلد الحق ...
انيسة          : " مكملة " يبقى لازم يخرج مجبور الخاطر مش مكسور .
شمعون       : " يصرخ " ياخلق هو .. ياسيدنا القاضى .. ياسيدنا الشهبندر
أنيسة          : غيتونا ياناس .. احنا ف عرضكم .. احنا غرب لا بينا ولا علينا . والراجل ده عاوز يلهف حقنا ويتنه ماشى .عاوز يسرق نصيبنا من الدنيا الى مرمطتنا ولعبت بينا .
احدهم         : واحد وعاوز يرجع حماره ياناس . يقوم ماياخدش حماره ؟
آخر           : لا ازاى ؟ ياخد حماره وانت تاخد فلوسك .
آخر           : ويادار مادخلك شر .
تاجر1        : اهو .. الناس كلها حكمت بينا .
أنيسة          : مايحكمش بينا غير سيدنا الشهبندر ذاته .
شمعون       : ياسيدنا الشهبندر غيت الأغراب . العدل اساس الملك ياناس .
الإثنان        : " يصرخان " غيتنا ياسيدنا الشهبندر .. غيتنا ياسيدنا الشهبندر .
                                ( يدخل الشهبندر من احد الجهات مستفسرا
مصحوبا ببعض الناس  )

الشهبندر     : ايه الخوته اللى انتوا عاملينها دى ؟ ايه اللى جرى فى البلد
                 منك له .. له .. له .؟
تاجر1        : اسمع واحكم بالحق ياسيد الناس . الغريب ومراته دول لسه مشتريين منى الحمار ده . صح ولا مش صح  ياناس ؟
الجميع        : ايوة  صح .
تاجر1        : قام بعد مابعت الحمار .. لقيته حمار مبروك .. لما ينهق بينزل من بقه الدهب .. دنانير .. دنانير . صح ولا مش صح ياخلق ؟
الجميع        : أيوة صح .
انيسه          : قام عاوز ياخد مننا حمارنا ويرجع الفلوس  تانى . صح ولا مش صح ياناس  ؟
الجميع        : ايوة صح .
شمعون       : قمنا احنا رفضنا نديله الحمار وناخد الفلوس .. يبقى الحق على مين ياسيدنا الشهبندر ؟
الشهبند ر    : خلاص . سمعت الحكايه . " للتاجر " اذا كنت   عاوز ترجع حمارك يبقى لازم تدفع الشرط الجزائى اللى عليك .
تاجر1        : منين ياسيدنا الشهبندر ؟ انا لسه على باب الله وده اول حمار ابيعه . وممعاييش الشرط الجزائى ده .
انيسه          : يسلم بقك ياسيدنا الشهبندر ..
شمعون       : وانا اجلالا لحضورك  وحكمك بالعدل مش طالب غير فلوسى وفوقها 1000 دينار .
أنيسه          : وده مش مبلغ كبير فى حمار مبروك زى ده ..
شمعون       : وكل ماينهق وهو مبسوط  .. ينزل من بقه الدهب دنانير دنانير ..
الشهبندر     : بس الف دينار كتير .. على راجل غلبان فقير .
شمعون       : " ياخذ الشهبندر جانبا " مش كتير ياسيدنا الشهبندر لو انت خدت نص الدنانير واحنا خدنا النص التانى ورجعنا الحمار .
الشهبندر     : " يعودان " اسمع ياراجل  انت .. الالف دينار مش كتير ابدا على حمار مبروك زى ده .. كل مايتبسط وينهق ....
الجميع        : " مكملا " ينزل من بقه الدهب دنانير .. دنانير .
الشهبندر     : ها قلت ايه ؟ هاتدفع ولا ياخد الغريب حماره ويقصد رب كريم ؟
تاجر1        : والالف دينار اجيبهم منين ياسيدنا الشهبندر بس ؟.
الشهبندر     : والله ده مش شغلنا .. ده شغلك انت .. معاك تدفع قب بدنانيرك ولو ممعاكش .
شمعون       : يبقى كل حى يروح لحاله .
انيسه          : يسلم فمك ياسيدنا الشهبندر .. يحيا العدل يحيا العدل .
تاجر1        : بقى كده ياسيدنا الشهبندر تنصر الغريب على ابن بلدك ؟
الشهبندر     : الحق مافيهشى غريب ولا قريب ياراجل انت .. والعدل أساس الملك .
تاجر1        : طب والعمل ايه دلوقت ياناس ؟.
أحدهم         : ولا يهمك .. احنا اهلك وناسك نلم لك الالف دينار ونشاركك فى حمارك .. ها قلت ايه ؟
تاجر1        : تشاركونى فى حمارى ؟
آخر           : امال هانديك الدنانير سلف ولا ايه ؟
تاجر1        : الامر لله .. تشاركونى تشاركونى .. بس ارجع حمارى العزيز .
احدهم         : افرد منديلك واللى معاه دنانير عاوز بدالها دهب يحط اللى فيه القسمة والنصيب .
تاجر1        : توكالنا على الله .. وفردنا المنديل .
                ( يفرد المنديل بينما الجميع يساهم ويلقى بما لديه  حتى يمتلىء المنديل بالدنانير)
سفروته       : وطبعا زى ماانتوا شايفين الناس قالت تستثمر فى الحمار .
سفروت      : المشكله الكبيرة بقى اللى حصلت بعد كده . ان الدنانير ماكملتش الالف دينار فاقترح الشهبندر على التاجر والغريب
                يدفع هو الفلوس وياخد الحمار . ودفع الشهبندر
سفروتة       : نص الالف دينار للغريب وخد الحمار
سفروت      : وطبق ايده على 20 دينار واداهم للتاجر .
تاجر1        : ايه ده ياسيدنا الشهبندر ؟ عشرين دينار اعمل بيهم ايه .
الشهبندر     : اسمع الكلام .. الحمار ده عمرك ماهاتعرف تبسطه علشان لما ينهق ينزل دنانير , انت وش نكد باين عليك والحمار معاك ممكن يبوظ ؟
تاجر1        : يعنى ايه الكلام ده ؟
الشهبندر     : يعنى تاخد الدنانير من سكات .. وشهبندر بلدك ولا الغريب ؟
تاجر1        : بقى هو كده .؟ فى الاخر طلع الحمار من نصيبك والامر لله
الشهبندر     : رجع للناس الخيرين دول فلوسهم  . وشف لى حد يسحب لى الحمار للدار .
أحدهم         : كلنا خدامينك ياسيد الناس ." يسحبون جميعا الحمار بينما يتقدمهم الشهبندر وتاجر1 يعد دنانيره وهو ينظر بغل لشمعون وزوجته اللذين يخبئان نقودهما وهما غارقين فى الضحك بينما تخف الاضاءة  .. لنسمع ضحكه ضخمة ."
تاجر1        : حسبى الله ونعم الوكيل . جبتك ياعب معين تعينى .. لاقيتك ياعب معين بتحمرأ وتسرقنى .
                                           إظلام




اللوحه الثانية
(المنظر فى منزل الشهبندر وزوجته  . ليس به احد . بينما سفروت وسفروتة يظهران على الافانسيه )
سفروت    : وشد الناس الحمار لحد بيت الشهبندر ..
سفروتة     : والشهبندر قعد اسبوع يعلف فى الحمار وعاوز يبسطه
سفروتة     : والحمار مابينبسطش
سفروت    :لغاية مالراجل عقله شت وابتدى يحكى له نكت قبيحة .
الشهبندر   : " امامه الحمار " والله انا مافاهم انت ليه لا عاوز تنهق ولا عاوز تنبسط ؟  عملت نفسى بهلوان وقعدت احكى لك نكت للضحى .. وانت مخك ولا مخ الحمار
              الظاهر انك طلعت خروف وانا لبست الخازوق .
الزوجه     : ينبسط ازاى ياراجل يامجنون ؟
الشهبندر   : اسكتى انتى .. الحمار ده مايعرفش قيمته غيرى .
الزوجه     : والحمار ده   تبقى ايه  قيمته لو انت ماتركبوش ؟
الشهبندر   : اركبه ازاى ياام جهل .. ده انا لو طلت اخليه يركبنى عشان ينبسط كنت خليته ركبنى .وخلصت .
الزوجه     : والله انا ماعدت فاهماك يادى الراجل .. انا يااما اتجننت يااما انت  جرى لعقلك حاجه .
الشهبندر   : قلت لك اسكتى انتى .. ونقطينا بسكاتك . الحمار ده وراه سر مايعرفوش غيرى ..
الزوجه     : سر ايه ياابو سر اللى هايبقى فى الحمار . ده حمار زى بقية الحمير .
الشهبندر   : وانت ايش فهمك فى الحمير انتى . ؟
الزوجه     : هو انا لو ماكانش ليا فى الحمير كنت اتجوزتك ليه ؟
الشهبندر   : قصدك ايه بالكلام ده ؟ اوعى تكونى بتشتمينى .؟
الزوجه     : انا اشتمك ؟ ينقطع لسانى ان كنت شتمتك .. بس فهمنى ياسيد الناس . انا مراتك وسر بيتك .. يمكن اقدر اساعدك .. بس قولى .
الشهبندر   : ماهو انا لو قلت لك على السر مش هايبقى سر .
الزوجه     : ماهو انت حالك كده مابقاش يعجب حد .. انا ست وليا حقوق . وانت مدى كل وقتك للحمار ولا كان ليك زوجه فى البيت ده .
الشهبندر   : حقوق ايه اللى انتى عاوزاها ؟ انتى عاوزانى اسيب الحمار ماينبسطش وابسطك انتى .؟
الزوجه     .: انت اكيد اتجننت وانا لو ماعرفتش الحكاية من طقطق لسلامه عليكم .. هااسيب لك البيت واروح بيت اهلى .
الشهبندر   : هاتقولى لاهلك ايه ياست البنات ؟ هاتقولى لهم انك غيرانه من الحمار ؟
الزوجه     : ياراجل لم لسانك واعملك قفله .
الشهبندر   : اتلمى انتى واصطبحى وخلينى اشوف الحمار ده ايه حكايته . شاريه بقالى اسبوع دلوقت اعلف فيه واداديه وهو زى الحمار لا بينهق ولا بينزل الدهب دنانير دنانير .
الزوجه     : عليه العوض ومنه العوض فى نافوخك .
الشهبندر   : " يصرخ فيها " كله الا نافوخى .. انا لسه عاقل ونافوخى يوزن عيلتك كلها .
الزوجه     : انت بتشتمنى ياشهبندر ؟
الشهبندر   : انا اشتمك واشتم التخين فى عيلتك كمان .. سيبينى فى حالى ياستى وشوفى لك  مصيبه بعيد عنى .
الزوجه     : وكمان بتطردنى من بيتى ؟.
الشهبندر   : ايوة باشتمك وباطردك كمان . اذا كان عاجبك .
الزوجه     : لا انت ماينسكتش عليك ابدا .. انا هاالم هدومى واروح بيت اهلى لغاية مايرجع لك عقلك .والحمار ده يمشى من الدار .
                           ( تبدا فى تعبئة ملابسها فى حقيبة )
الشهبندر   : غور ى فى ستين داهية .. داهية لا ترجعك .. وانا هاافضل ورا الحمار الوسخ ده لغاية مايتبسط .
              اتبسط بقى الله لايسيئك " يظل يقوم بحركات بهلوانيه امام الحمار حتى تخفت الاضاءة تدريجيا .. بينما زوجته تخرج من المنزل )
                                       إظلام

( بينما تسطع الاضاءة على سفروت وسفروتة فى مقدمة المسرح)

سفروتة     : وادى اول بيت اصبح خراب ..
سفروت    :  بيت شهبندر التجار .اللى اشتغل للحمار بهلوان لاجل ينهق مبسوط .واللى دفع دم قلبه وجاب للحمار لعب ومراجيح وبرادع جديدة .. وكافة شىء .
سفروتة     : لا نهق ولا انبسط .
سفروت    : ولما الوحده طالت الشهبندر .. وادرك  ان الحمار لابينهق ولا بينبسط .
سفروته     : راح اشتكى لقاضى قضاة المدينه ..الغريب ومراته .
سفروت    : فما كان  من قاضى المدينه العادل الا انه راح بصحبة الشهبندر لغاية بيت الغريب شمعون و ....
سفروته     : احنا لسه هانحكى ؟ يلا نشوف ماجرى للقاضى والشهبندر فى بيت الغريب شمعون .
( موسيقى الانتقال لبيت الغريب )



اظلام





اللوحة الثالثة
لمنظر فى بيت الغريب . حيث يظهر عليه الثراء والأبهه .الذى يزيد فى كل مشهد عن الآخر )


-        المسرح خال تماما . بينما نسمع طرق عنيف على الباب . تجرى انيسه نحو الباب .
أنيسة      : حاضر ياللى بتخبط .
ص الشهبندر: افتحى الباب انا شهبندر التجار .ومعايا قاضى القضاه .
انيسة      : " تفتح الباب " ياألف اهلا وسهلا بالشهبندر وقاضى القضاه
القاضى   : جوزك فين ياست ,؟
انيسه      : اتفضل الاول ياسيدنا القاضى .. احنا بيتنا بيت كرم .
القاضى   : " مبتسما "  مايصحش ندخل بيت الراجل  والراجل مش موجود .
الشهبندر  : كلام ايه ده ؟ موجود مش موجود احنا نستناه وناخد حقنا    تالت ومتلت كمان .
انيسة      : اتفضلوا .. اتفضلوا وحالا نجيبه .
                            ( يدخلان )
القاضى   : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
انيسه      : وعليكم السلام والرحمة .. تشربوا ايه يااسياد الناس .
الشهبندر : احنا لا جايين نشرب ولا جايين نتضايف .. احنا جايين ناخد الحق والمستحق .
القاضى   : بالعدل والقسطاس .
انيسه      : اهلا وسهلا .. اهلا وسهلا .. واحنا خدامينكم .. واللى ليه حق ياخده على عينا وراسنا كمان .
القاضى   : بالعدل والقسطاس .
الشهبندر  : طب روحى نادى على  جوزك .وهاتيه من فين مايكون .
             الحمار اللى انا اخدته طلع لابينهق ولا بينبسط . وده شغل نصب واحتيال كمان .وانا لايمكن اسيب حقى ولا حد يستجرى يضربنى على قفايا .. اندهى له بسرعة ياست .
أنيسه      : حاضر .. من عيونى ." تدخل احدى الغرف وتخرج مصطحبة كلبا " اسمع يا جاك ... انت عارف مكان سيدك .. تروح تناديله وماتجيش الا وانت ديلك فى ايده .
                             ( يخرج الكلب بينما الشهبندر والقاضى فى            
                              دهشة واستغراب )
القاضى   : "  يوشوش الشهبندر " شايف اللى انا شايفه ؟ الوليه بتوشوش الكلب وتكلمه . يظهر اننا دخلنا بيت مجانين .
الشهبندر  : عجيب امر الناس دى قوى ياسيدنا القاضى .
القاضى   : الا عجب بقى لو الكلب كان بيفهم وراح ينده سيده .
الشهبندر  : قادر على كل شىء .
القاضى   : الا قولى لى ياست عدم المؤاخذه .. الكلب ده نوعه ايه ؟
انيسه      : الكلب ده  نوع نادر .. مافيش منه فى البلاد اتنين .
الشهبندر  : وده بيفهم الكلام ؟
انيسه      : بيفهم الكلام ويعقله كمان .. ده بيساعدنى كمان فى شغل البيت .
القاضى   :  بيعرف يحرس الدار كويس ؟
أنيسه      : ايه اللى يعرف  يحرس الدار .. ده كمان بيطبخ ويغسل وينضف  الدار .
القاضى   : وده تمنه كام ياست ؟
انيسه      : لا ياسيدنا القاضى .. الكلب مش للبيع . ده زى ابنى تمام .
الشهبندر  : اوعى يكون زى الحمار اللى انصبتوا عليا فيه ؟
أنيسة      : عيب لما تقول الكلام ده .. انت فى بيت محترم وعند ناس محترمين .
القاضى   : هو مايقصدش ياست الدار .. والنبى ماتزعلى منه . الشهبندر مايقصدش . هو بس زعلان حبتين م الحمار وعمايل الحمار
أنيسة      : ولا يقصد ياسيدنا القاضى .. راجل الدار زمانه فى الطريق وكل حى ياخد حقه .
القاضى   : بالعدل والقسطاس .
                    ( طرق على الباب .. تفتح انيسة الباب فيدخل الكلب
                    وخلفه تماما شمعون )
شمعون   : ياالف اهلا وسهلا .. نورتوا الدار. اتغديتوا ولا نعملكم غدا ؟
الشهبندر  : لاغدا ولا عشا .. احنا مش جايين نتضايف عندكم . وجبت معايا سيدنا القاضى مخصوص علشان يشوف له حل فى الموضوع ده ؟
شمعون   : اهلا وسهلا بالقاضى العادل وسيد الناس .. أامرونى .
القاضى   : الامر لله من قبل ومن بعد ..
الشهبندر : الموضوع ومافيه ان الحمار ....
القاضى   : " مقاطعا " حمار ايه بس وكلام فارغ ايه .؟ قولى ياسيد ..
شمعون   : " مقاطعا " محسوبك شمعون ياسيدنا القاضى .
القاضى   : وانت منين ياشمعون ؟
شمعون   : من بلاد الله الواسعه .
القاضى   : اهلا وسهلا ومرحبابك فى بلدنا .
شمعون   : الله يرحب بيك .
القاضى   : الا هو الكلب راح ندهلك ولا انت قابلته فى الطريق بالصدفة كده يعنى  ؟
شمعون   : وحياة راسك راح ندهنى من ع القهوة وانا باعمل شغل وسط الخلق والخلق كلهم استغربوا .وممكن يبقوا على كلامى شهود
القاضى   : ليهم حق يستغربوا .
شمعون   : قالى القاضى وشهبندر التجار قاعدين مستنينك فى قلب الدار . وانا ماكدبتش خبر وسبت اللى فى ايدى وجيت قوام ..
الشهبندر  : " جانبا للقاضى " قوله على موضوع الحمار .
القاضى   : والكلب ده بلدى ولا مستورد ياسيد شمعون ؟.
أنيسه      : ماانا قلت لعظمتك ياسيدنا القاضى .. كله الا الكلب .
القاضى   : اصبرى بس ياست .. دى قعدة رجاله وماينفعش فيها كلام ستات .
شمعون   : ادخلى جوا ياأنيسه واستهدى بالله .
أنيسة      : أمرك .. بس الكلب مش للبيع ياشمعون .. انا ماحلتيش غيره .. هو زى ابنى وزى ابنك كمان .خليك فاكر اننا دفعنا فيه دم قلوبنا ." تخرج "
القاضى   : الكلب ده انا عاوزه ياسيد شمعون .. والتمن اللى تعوزه فيه انا هاادفعه .
شمعون   : اديك سمعت مراتى ياسيدنا القاضى .. وانت ماتحبش خراب البيوت .
القاضى   : ربنا مايجبش خراب ولا غيره .. التمن اللى تعوزه فيه ازود لك عليه الف دينار كمان .
الشهبندر : خلينا فى موضوعنا ياسيدنا .
القاضى   : " صارخا فى وجه الشهبندر " موضوع ايه ونيلة ايه اللى انت بتتكلم فيه .. انا عاوز الكلب يعنى عاوز الكلب .يرضيك مراتى تخدم فى البيت بنفسها ؟
الشهبندر : لا طبعا مايرضنيش .
القاضى   : يبقى تنقطنا بسكاتك بقى ..
الشهبندر  : طب وفلوسى ودنانيرى ؟
القاضى   : انت لا ليك فلوس ولا دنانير .. وانا قلت هااشترى الكلب .. يعنى هااشترى الكلب حتى لو كلفنى نص ثروتى .. ها .. قلت ايه ياسيد شمعون؟  .
شمعون   : وهو حد يقدر يرد كلمه لسيدنا القاضى العادل . نوصلهولك لحد البيت ياسيدنا .
القاضى   : يعنى انت موافق .؟
شمعون   : على مضض وحياة عمتك وراسك الغاليه .
القاضى   : قول وخلصنى عاوز كام ؟
شمعون   : انا ان كان عليا مش ممكن اقبل منك دينار واحد .. لكن انت شايف الست متعلقه فى الكلب زى مايكون حتة من قلبها  ..
القاضى   : انا هاادفع اللى انت عاوزه وانت اتفاهم معاها بقى وراضيها بكلمتين .
شمعون   : هات اللى تجيبه ويرضى ضميرك ياسيادة القاضى .. واعتبر الكلب كلبك .
الشهبندر  : والحمار ياسيادة القاضى ؟
القاضى   : الحمار انت اشتريته بارادتك وماحدش غصبك تاخده .
الشهبندر  : يعنى ايه الكلام ده ؟
القاضى   : يعنى تستعوض ربك فى اللى دفعته . آدى 5000 دينار تمن الكلب .
شمعون   : والله ماانا راح ارد لك  كلمه .. حلال عليك الكلب ." يعطيه الكلب مربوطا "
القاضى   : شكرا جزيلا ياسيد شمعون .. ومن النهارده اعتبر العداله من ايدك دى لايدك دى .. واعتبرنى خدامك . يلا بينا على بيتك الجديد ياكلبى العزيز .. الا هو اسمه ايه ؟.
شمعون   : اسمه جاك ياسيدنا .. اسمه جاك .
القاضى   : لا جاك ماينفعش انا هااسميه اسم مسلم .. ده رايح بيت طاهر .
الشهبندر  : " باكيا " حسبى الله ونعم الوكيل .. حسبى الله ونعم الوكيل .. جبتك ياعبد معين تعينى لاقيتك ياعبد المعين بتحمرا وتسرقنى .

            ( تخفت الاضاءة تدريجيا حتى الاظلام لتظر بقعة   الضوء على سفروت وسفروتة )

سفروتة  : وسحب القاضى الكلب لحد باب الدار ودخل على مراته يهاديها بيه..
سفروت  : وفرحت مرات القاضى العادل لما حكى لها على مزايا الكلب واعتبرته اجمل هدية فى عيد ميلادها .
سفروته  :بس اللى حصل بعد كده فى بيت القاضى .
سفروت  : لايتحكى ولا يتقال .
سفروته  : يتشاف وبس .
سفروت  : طب يلا نشوف .


                                           إظلام


















اللوحة الرابعة
( المنظر فى بيت القاضى وهو فى مستوى مرتفع  )

-        زوجة القاضى تبكى بكاء مرا بينما يدخل عليها القاضى بملابس نومه العجيبة .
القاضى : حصل ايه كفى الله الشر يازينب  بتعيطى ليه كده ؟
زينب    : اللى حصل لاينحكى ولا ينقال ياخايب الرجا . شوف كلبك عمل فيا ايه وبعدين اتكلم معايا .
القاضى : تعرفى تفهمينى من غير طولة لسان عمل لك ايه الكلب؟  .
زينب    : ده كلب قليل الادب والاحترام .
القاضى : قليل الادب والاحترام ؟ معناه ايه الكلام ده ؟.. وغوشتينى يازينب
زينب    : اولا لا بيطبخ ولا بيغسل زى ماقلت لى.ولا بيحرس البيت كمان.
القاضى : كل ده  لغاية دلوقت مافيهوش قلة ادب ولا عدم احترام .
زينب    : تانى هام ياخايب الرجا .. وانت برة البيت الكلب  بيتمسح فيا .
القاضى :ياسلام عليكى لما تكبرى الموضوع . الكلب بيولف عليكى ياست الناس .
زينب    : يوه ينيلك راجل .. هو انا لازم اتكلم بالمفتشر عشان تفهم .؟
القاضى : ماانتى  عارفه انى فهمى على ادى .. وضحى اكترشوية وربنا المستعان . يمكن افهم  .
زينب    : اوضح ايه ياراجل ياقليل الدين اكتر من كده ؟ الكلب كان عاوز منى اقلع هدومى .
القاضى : هى حصلت يقلعك هدومك ؟ وده كان عاوزك تقلعيها ليه ؟
زينب    : ياراجل انت مابتفهمش ؟
القاضى : لا ليه ؟
زينب    : كان عاوز يلاعبنى سيجة ياسيد الناس .
القاضى : طب والله ده طلع كلب ذكى وابن حلال .. ولا عبتيه سيجة ولا ماعرفتيش تلاعبيه وكسفتينى قدامه ؟
زينب    :الراجل ده عقله خلاص باش .
القاضى : الله يسامحك يازينب .. هو انتى فهمتينى بالراحه وانا مافهمتش ؟
زينب    : ياراجل انت عاوزنى اقولك ايه بالمفتشر ؟
القاضى : عاوزك تقولى لى هل الكلب ده ماسمعش كلامك فى حاجه ؟  ماطبخش كويس مثلا ولا ساب الاطباق مش نضيفة ف قلب المطبخ ؟ ولا عمل ايه بالظبط ؟
زينب    :  يااخويا قلت له دك النهار يروح يندهلك راح مارجعش .
القاضى : يانهار ابوه اسود .. مارجعش ؟ طب تفتكرى راح فين الكلب ابن الكلب ده ؟
زينب    : انت مخك تخين يادى الراجل للدرجادى ؟ .. كل اللى همك فى الموضوع انه راح مارجعش ؟.
القاضى : يروح مايرجعش ازاى وانا دافع فيه دم قلبى ؟  ده انا هااخرب بيت شمعون الكلب ده ومااخليش الدبان الازرق يعرف له  طريق جرة .. ده انا مش بعيد كمان انفيه بره البلد وارجعه متشرد فى بلاد الله الواسعه زى ماكان قبل مايجى هنا ونشيله فى عنينا ونكرمه .
زينب    : اسمعنى كويس بقى مادمت انت ده بس اللى يهمك فى الموضوع .. الكلب ابن الكلب ده كان عاوز ..... " توشوشه "
القاضى : يانهار ابوه اسود ؟ كمان ؟ ده لازم يتقتل حالا هو واللى باعهولى كمان . .. التار ولا العارياكلب شمعون .. التار ولا العار ياكلب شمعون .  " يخرج مرددا كلماته "
زينب    : " تتنفس الصعداء " اهو اخيرا فهم . روح داهية تاخدك .. قاضى خردة . قليل العقل والقيمة .. داهية تاخد اللى عينك .

                        ( تخفت الاضاءة تدريجيا حتى تظلم على بيت القاضى
                        لتسطع بقعة الضوء على سفروت وسفروتة اللذان

                        ينظران لبعضهما فى دهشة )
سفروت : هى حصلت لكده كمان ؟ الكلب كان عاوز ....
سفروتة : اسكت ماتكملش . الرقابه مابترحمش .
سفروت : طب كملى بقى .
سفروتة : لا هااكمل ولا انت كمان هاتكمل .. الموضوع مايحتملش كلام
سفروت : انا بس عاوز اعرف ايه اللى جرى بعد كده ؟
سفروتة : طب يلا بينا نشوف .
سفروت : يلا بينا نشوف .
                        ( تنزل اغنية كوميدية يغنيها المهرجان حتى

                         تخفت الاضاءة وبعدها يحدث )

                                                      إظلام


اللوحة الخامسة
( المنظر فى بيت شمعون وأنيسه وقد ازداد ابهة ورفعة )

-        القاضى والوزير يجلسان فى المنزل بينما انيسة تجلس امامهما .
القاضى : اسمعى الكلام ده منى واعقليه ياست انتى . احنا اكرمناكم فى بلدنا وعملنا كافة شىء يخليكم تعيشوا بينا زى ناسنا ومحروسين بعناية الحاكم نفسه . يعنى مايصحش بعد كده تخدعونا وتبعولنا كلب لا بيغسل ولا بيمسح ولا بيروح يندهنى  لما الست تقوله روح انده ع القاضى .. وغير كده وكده كان عاوز ي.... وانتى ست و فاهمه الباقى بقى . وحضرة وزير الدوله عارف كل حاجه

أنيسة    :  اهلا وسهلا بمعالى الوزير .
الوزير  : اهلا وسهلا بيكى .
أنيسة    : ها ماقلتليش ياسيد الناس عمل ايه الكلب بس .
القاضى : عمل اللى عمله بقى .. عموما مش ده الموضوع .
أنيسة    : امال ايه الموضوع بس فهمنى؟ .
القاضى : الكلب اللى خدناه منكم بحر مالنا رجع لكم تانى .
أنيسة    :  رجع ؟وحياة عمتك وراسك الغاليه لا رجعلنا ولاحد شافه من ساعة ماخدته مننا وسبتنى قلبى مجروح عليه ده كان   زى ابنى . وكان كل اللى يهمك تحرم ام من ابنها .. انت ماعندكش قلب ياسيدنا القاضى .
القاضى : اسمعى .. انا لا عندى قلب ولا كبد ولا حاجه خالص . بطنى فاضية ومخوخه . ومش عاوز غير فلوسى ودنانيرى
انيسة    :  انا ماليش دخل بده كله .. انا ليا راجل تقوله الكلام ده .
الوزير  : وهو فين الراجل ده ؟ احنا من ساعة ماقعدنا لا شوفنا راجل ولا غيره . ولا حتى ضايفتينا فى بيتك .
أنيسة    : الراجل زمانه جاى . وانا مابضايفش حد ولا باعمل حاجه لحد  .
القاضى : هى دى التربية والمعاملة الحسنه اللى عاملناكم بيها طوال اقامتكم بيننا ؟
                                 ( طرق على الباب تقوم لتفتح ليدخل زوجها )
انيسة    : اخيرا شرفت ؟
شمعون : فيه ايه ياانيسة ؟ وايه اللهجه اللى بتكلمينى بيها دى ؟ انتى اول مرة تكلمينى كده يابنت الناس .
أنيسة    : تعالى شوف الدواهى اللى عماله تتلقح علينا من ساعة ماجبتنا فى البلد اللى ناكرة الجميل دى .
الوزير  : من فضلك بلاش تغلطى فى البلد .
شمعون : لامؤاخذه ياسيدنا .. أنيسه ماتقصدش .. لكن  ماقلتليش مين الرجاله دول وعاوزين ايه فى ساعه زى دى ؟
القاضى : بقى مش عارفنى ياشمعون ؟
شمعون : اقعد انت .. انا عارفك بس مااتشرفتش بالاخ .
الوزير : انا الاخ وزير الشرطة  والامن ياسيد شمعون .
شمعون : ياالف اهلا والف سهلا .. جنابك شرفتنا وآنستنا ونورت بيتنا المتواضع ياسيد الناس .أنيسة احلى كوباية شاى لسيادة وزير الامن .
أنيسة    : انا لاهاجيب ولا هاودى .. انا داخلة انام واريح جتتى .
شمعون : أنيسة اسمعى الكلام وماتخليش الشياطين تتنطط قدامى . اكتر ماهى بتتنطط . انا مش ناقصك .. كفاية اللى بيجرالنا من ساعة مادخلنا بلد النحس دى .
أنيسة    : قلت مش جايبة يعنى مش جايبة .واللى فى ايدك تعمله اعمله وورينى جدعنتك قدام اللى يسوى و اللى مايسواش .
القاضى : عيب عليكى الكلام ده واحترمى نفسك شوية . احنا جايين ناخد حقنا مش جايين نستعطى منكم ولا نتضايف ولا كوباية شاى من ايدك هى اللى هاتبرد نارنا وترجع لنا حقنا . احنا جايين نطالب بحق ومستحق .
الوزير : بالعدل والقسطاس .
شمعون : بالعدل والقسطاس كل حى هياخد حقه .. بس الصبر حلو .. تاخدوا واجبكم الاول وبعدين نشوف اللى ليه حق .. ياخده .
القاضى : انت عارف ومدرك تماما انت عملت ايه معايا انا القاضى العادل اللى فتحت لك قلبى وبلدى .
شمعون : قلت لك هنتحاسب ياسيد الناس بعد ماتاخدوا واجبكم . اعملى الشاى ياانيسة .
أنيسة    : قلت لك مش عامله حاجه لا ليك ولا لضيوفك .
شمعون : قلت لك  ماتطلعيش زرابينى اكتر ماهى طالعه .
أنيسة    : هااطلع زرابينك واشوف زرابينك دى هاتعملى ايه .
شمعون : يقف " يبقى انتى كده اللى جنيتى على نفسك .. اصبرى عليا شوية ." يستخرج سكينا من بين طيات ملابسها ويطعن بها انيسة حتى ترتمى امام الجميع غارقة فى دماءها "
القاضى : انت عملت ايه يامجنون ؟
الوزير : لا انت كده تخطيت حدودك ياراجل انت ..
القاضى : انت مش محتال وبس .. انت كمان مجرم بتطعن مراتك قدام القاضى ووزير الشرطة .. يافجرك يااخى .
الوزير  : انت ليلتك مش فايتة ابدا ولا يمكن تفوت .
شمعون : مراتى وبادبها ياناس .. وماحدش له حكم على مراتى غيرى .
الوزير  : تادب مراتك تقوم تطعنها بالخنجر ياراجل يامجنون ؟
القاضى : مش قلت لك ده مجرم يامعالى الوزير ؟ قلت لك ولا صدقتنيش
الوزير  : لا.. دلوقت انا صدقتك  وبصمت بالعشرة على صدق كلامك وصفاء نيتك تجاه الناس المجانين دول .. وانت لازم تحكم عليه باقصى عقوبه ينالها مجرم محتال زى ده .
القاضى : يلا اتفضل معانا و انت حسابك عسير يابوز الاخص انت .
شمعون : ليه ؟ عملت ايه عشان تاخدونى معاكم ؟
الوزير انت كمان مابتحسش .. قتلت مراتك وتعديت على حرمة المجتمع
شمعون : مراتى وانا حر فيها .. مراتى اقتلها واصحيها .
القاضى : لا ده انت مش محتال ومجرم بس .. انت مجنون كمان .
الوزير  : تصحيها ازاى ياراجل يامجنون بعد ماقتلتها .؟
شمعون : " ببساطة شديده " اصحيها بده " يستخرج من طيات ملابسه مزمارا يزمر به فوق جثة زوجته فتستيقظ على الفور وهى تتلوى كأفعى حتى تقف على قدميها "
الوزير  : " مستغربا مايرى " لا حول ولا قوة الا بالله .
القاضى : والله انا ماامصدق عينى .
شمعون : انا قلت لك من الاول انى باربيها .. اتفضلى ياهانم ضايفى ضيوفنا .
أنيسة    : من عينى ياسيد الناس . على راسى انت وضيوفك الكرام  " تخرج من المسرح فورا "
شمعون : اهلا وسهلا نورتونا .
القاضى : اعوذ بالله من عمايلك دى .. اسمع ياسيدى انا خدت الكلب منك وبعدين ....
الوزير  : كلب ايه بس ياحضرة القاضى الكريم ؟ سيبك من الكلب دلوقتى وخلينا نشوف حكاية المزمار العجيب اللى بيصحى الميتين ده .
شمعون : ده اقل حاجه عندى وحياة راسك الغاليه يامعالى الوزير .
الوزير : معقول يكون عندك حاجات اغرب واعجب من كده ؟ زى ايه مثلا ؟
القاضى : " جانبا " يامعالى الوزير .. خلينا فى الكلب دلوقت وبعدين نبقى نشوف حكاية المزمار ده .
الوزير  : كلب ايه دلوقت ياراجل يامجنون ؟ خلينا نشوف الحاجات العجيبة الاول وبعدين نشوف حكاية الكلب والقرف اللى انت بتقوله ده .
                      ( تدخل أنيسة وهى تحمل اكواب الشاى وهى فى كامل
                        صحتها )
الوزير  : ياسبحان الله .. بسم الله ماشاء الله . دى رجعت احسن من الاول كمان .
أنيسة    : اتفضلوا يااسياد الناس .. انا خدامتكم ومجيتكم على راسى .. آنستونا وشرفتوا ديارنا اللى ماتليقش بمقامكم العالى .
الوزير  : ياسبحان الله .. دى رجعت أأدب من الاول كمان .
شمعون : مش انا قلت لك يامعالى الوزير .
الوزير  : انا فى الاول ماصدقتش .. ده فعل المزمار فعل ساحر .. والله ينفع المزمار ده مع مراتى قوى . دى مطلعه روحى وقربت اتجنن من عمايلها وحياتك ياسيد شمعون .
شمعون     : الف سلامه على معاليك من الجنون .
القاضى : خلينا فى الكلب دلوقت يامعالى الوزير .
الوزير  : كلب لما يبقى ينط فى رقبتك يهبرها .. ياراجل انت ماعندكش نظر خالص ؟ انت ماشوفتش ايه اللى حصل من المزمار ؟
القاضى : شوفت وحياتك شوفت .. بس حقى ..
الوزير  : انت لا ليك حق ولا مستحق فى البيت ده .. انت اشتريت كلب برضاك وطلع كلب خسران قليل الادب .. ربيه انت ياسيدى ولا قول لمراتك تحترم  نفسها وماتلبسش عريان قدام الكلب  .
القاضى : كلام ايه ده بس يامعالى الوزير ؟ انا مراتى اشرف من الشرف . وبنت اشراف الناس فى البلد دى والكلب هو المحقوق .
الوزير  : روح ياسيدى دور على كلبك وخد حقك منه .. مش جاى تاخده من واحد غلبان قاعد فى داره هو جماعته لا بيهم ولا عليهم .
          وبكام المزمار ده ياسيد شمعون ؟
شمعون : معاليك المزمار ده مش للبيع .
الوزير : ازاى الكلام ده ؟ اطلب تجاب والشرطه تبقى خدامتك كمان وعليها حمايتك وتحرس مالك ياسيد الناس .
شمعون : معلهش .. مكانش يتعز .. انا باربى بيه مراتى .
الوزير  : ياسيدى ادينى المزمار بالتمن اللى انت عاوزه ولما مراتك تتعوج ولا ترفض تطيعك ابعتلها انا  اتنين عساكر من عندى يوروها النجوم فى عز الضهر الاحمر .. انما المزمار انا قلت هااشتريه يعنى هااشتريه مهما كلفنى الامر .
شمعون : انا خدامك من غير حاجه .
الوزير : يبقى استبينا . وانا قبلت الهدية .
أنيسة    : واحنا مابنهاديش  حاجتنا لحد يامعاليك .
الوزير  : الله .. دى اتعوجت تانى ياشمعون .
شمعون : اصل المزمار عزيز قوى عليها ياسيد الناس . واحنا مش طالبين كتير .. اللى تقد ر عليه ادفعه .
القاضى : مش قلت لك دى ناس ماتختشيش .
الوزير  : اخرج منها انت بس وهما يختشوا . ها.. اتكلم , هاتبيعه بكام ؟
شمعون : 6000 الاف بس مش اكتر .
الوزير : انت طماع قوى ياشمعون .
شمعون : لما تجرب المزمار ياسيد الناس هاتعرف انك انت الكسبان وانا الخسران .
الوزير  : " يستخرج النقود ويلقيها امامه ." عد فلوسك وادينى المزمار .
شمعون : حلال عليك معاليك " يعطيه المزمار . ويعد النقود هو وزوجته بينما تخفت الاضاءة ." بس اسمع مافيناش ترجيع ولا لت وعجن .
الوزير  : اطمن .. انا لا بالت ولا باعجن .
القاضى : " باكيا فى حرقه " حسبى الله ونعم الوكيل فيك .. قال جبتك ياعبد المعين تعينى .

                      ( تظلم الاضاءة بينما تسطع على المهرجين اللذين
                        ينظران لبعض طويلا دون كلام بينما تعلو الموسيقى
                        ويتغير المشهد لينقلنا الى بيت الوزير )
اللوحة السادسة

( فى بيت وزير الشرطة .. وهو ذو مستوى اجتماعى عال جدا )
-        الوزير يجلس على احد المقاعد ممسكا فى يد سكينا وفى اليد الاخرى يمسك بالمزمار . ويفكر وحيدا .
الوزير : ياسبحان الله .. قادر على كل شىء . يعنى انا لوقتلتها بالسكينه دى عشان اادبها اقدر بعد كده اصحيها بالمزمار ده زى ماعمل شمعون .؟ دى حاجه تحير والله .. اهو الواحد يجرب ومش راح يخسر حاجه .. هى اللى لسانها طويل وماتترباش الا لما تشوف العين الحمرا .. يعنى ابقى انا وزير الشرطة فى طول البلاد وعرضها ومربى خلق الله كلهم اقوم احتار فى مراتى ؟ يبقى منظرى ايه قدام الناس لو حد شافها بتتجرا وترد عليا بدال الكلمة عشرة ؟ " ينادى عليها " ياسميحة .. انتى ياسميحة .
سميحة : عاوز ايه ياسبع الفلا .
الوزير : قومى اعملى لى كوباية شاى سكر مظبوط .
سميحة : اعملك ايه ؟
الوزير : ايه ؟ مش سامعانى ؟ باقولك كوباية شاى اظبط دماغى .
سميحة : المطبخ عندك قوم اعمل اللى انت عاوزه .
الوزير : النهارده بقى بالذات ماليش مزاج اعمل حاجه لنفسى .
سميحه : ليه كفى الله الشر ؟ اشمعنى النهارده ؟ ماانت كل يوم بتقوم تعمل لنفسك اللى انت عاوز تطفحه .
الوزير : النهارده غير كل الايام . وعاوزك انتى تسيبى اللى فى ايدك وتقومى تعملى لى شاى .
سميحه : انت اكيد اتجننت .
الوزير : اتجننت عشان عاوزك تعملى لى شاى .
سميحة : ومش اتجننت وبس .. انت برج من نافوخك طار .
الوزير : اخزى الشيطان  وقومى باقولك .
سميحة : ولو ماقمتش .
الوزير : يبقى ذنبك على جنبك وهاتتادبى ياسميحه .
سميحة       : ومين بقى اللى هيادبنى ان شاء الله .؟
الوزير : انا .. ان شاء الله .. هاادبك وهاأدب اللى خلفوكى وماعرفوش يربوكى .
سميحة : لا انت اكيد جرى لعقلك حاجه .
الوزير : هو كل شويه تقولى لى جرى لعقلك حاجه ؟ ماعندكيش غير الكلمتين دول .
سميحة : وانت ايه اللى غير احوالك كده ياسبع الفلا ؟
الوزير : هى احوالى كده اتغيرت لوحدها .. اقصرى الشر واسمعى الكلام .
سميحة : انت يظهر شارب حاجه .
الوزير : شارب المر من كيعانى منك ومن عمايلك السودا .. طول عمرك جلياطه وقليلة الذوق وماينفعش معاكى الطيب . اعملى حسابك من النهارده لازم اخلاقك الزفت دى تتغير والا ..
سميحة : انت بتهددنى ياراجل انت .
الوزير : لا مش باهددك . انا بانذرك .. وقد اعذر من انذر .. وعلى الباغى تدور الدوائر .
               ( يقوم شاهرا السكين فى وجهها )
سميحة : هاتعمل ايه يامجنون ؟
الوزير : هااقتلك واشرب من دمك .
سميحة : وانا هااصوت والم عليك الناس . " يقترب منها فتصرخ حتى يطبق على انفاسها " هاتموتنى ياابن المجانين .
الوزير : وهو انا هااموتك بس ؟ انا هااشفى غليلى منك .. عشت سنين معاكى موريانى المرار اشكال والوان . وانا اللى مطفح  الشعب كله الذل والهوان .. ومش عارف مستحملك انتى ليه ؟ وايه اللى مخلينى صابر عليكى لغاية دلوقت .. ولاد ؟ ابدا .. ربنا خلقك عقيمة لا جبتى لى عيل ولا تيل .ولا ريحتينى عمرك بكلمة حلوة وشوية حنان .  امال ايه اللى كان مخلينى طول المده دى .. سبع بره البيت وجوا البيت  فار .. انتى خلتينى فار .. ربنا ينتقم منك ياشيخة . " يأخذ فى طعنها عدة طعنات حتى تسقط على الارض مضرجة فى دماءها " انا فار .. فار .. ودمى منك فار .
الوزير :"  يعود الى مقعده بكل هدوء وينظر الى جثتها الممده على الارض . " اصحيها بنت الرفضى دى ولا استنى شويه لغاية ماتصفى شوية دم ؟ خليها احسن تصفى شوية الدم .. اهو على الاقل لما تفوق تفوق هفتانة ويمكن عقلها يرجع لها تانى ..  طب لو ماارجعش عقلها ياسبع الفلا .. هاتعمل ايه ؟ هااقتلها تانى وتالت ورابع وعاشر لحد مايرجع لها عقلها . شوفى يابنت الناس .. انا لولا مستعجل اجرب الزمارة اللى دفعت فيها دم قلبى دى .. ماكنتش فكرت اصحيكى من أساسه . لكن هو ده الدافع الوحيد اللى هايخلينى احييكى من تانى .. انى اجرب الزمارة . " يقترب منها ويزمر .. فلايحدث شىء " ايه مش عاوزة تصحى ليه ؟ حتى وانتى مقتوله غتيته ومابتسمعيش الكلام ؟ " يعاود الزمر مرة اخرى مرة عند رأسها ومرة عند قدميها فلايحدث شىء فيمسك يدها لتسقط جوارها " يانهار اسود .. الوليه قطعت النفس خالص .. لا بتنطق من فوق ولا من تحت ... يكونش شمعون الكلب عمل فيا ملعوب وادانى زمارة خربانه زى ماعمل مع القاضى .. ده انا اقتله واشرب من دمه " يعاود الزمر مرة اخرى حتى يتهالك جوار الجثة باكيا " يانهارك اسود ياشمعون . يانهارك الاسود ياوزير الشرطه .. الزمارة طلعت خربانه لا بتحى ولا بتنيل .. ضحك عليا ابن الشياطين والابالسه .. بعد العمر ده كله تخلينى قتال قتلة ..وتخلينى بايدى اقتل مراتى اللى كانت ماليه عليا البيت وماليه عليا حياتى . هى صحيح كانت غتيتة ولسانها زى الفرقلة لكن كانت عاملة حس لحياتى .كانت شمعة حياتى .. اعيش ازاى بعدك ياسميحة دلوقت ؟ وااقول للقاضى ايه اذا سألنى عن الزمارة ولا اقول ايه لشهبندر التجار .. الكل شمتان لا محاله .. وممكن الكلام ده يوصل للوالى وتبقى مشكلة المشاكل .. ساعتها هايعزلونى من منصبى ويحبسونى ويمرمطوا بكرامة اهلى الارض وبعدها مش بعيد يشنقونى ويعلقونى فوق شجرة وابقى عبرة لأصغر كلب من كلاب الشعب .. يانهارك مش فايت ياشملول .. " يفكر قليلا " احسن حاجه اعملها دلوقت انى اخفى الجثه دى تماما .. او احنطها واشيلها فى تابوت ازاز واذا سألنى حد على الزمارة .. هااقوله الزمارة تمام .. وشغاله زى الرهوان .. ومراتى بقى لسانها زى البلسم يطيب  الجروح " يهلوس " والمزمار شغال .. المزمار شغال المزمار شغال .

                ( يظل هكذا فى حالة الهلوسه بينما تخفت الاضاءة
                تدريجيا حتى الاظلام بينما تسطع بقعة الضوء الى
                المهرجين اللذين نجدهما مشدوهين لما حدث )

سفروتة: يانهارك اسود ومنيل  ياابن المتضايقة .
سفروت:  طب والعمل ياسفروتة ؟
سفروتة: العمل عمل ربنا ياسفروت .. واللى مقدره يكون .
سفروت: المهم بعد كده ماتعرفيش حصل ايه ؟
سفروتة: ازاى مااعرفش .. اعرف طبعا .
سفروت: طب فطمينا وكملى لنا الحكايه .
سفروتة: وزير الشرطة بعد ماعقله شت .. واحتار يرجعها ازاى
           طبعا مافضحش نفسه ولا اعترف انه انضحك عليه ومراته اتقتلت ولا صحيتش بالزمارة .. قام سلفها للفضوليين من زمايله الوزرا . وتم المراد من رب العباد .. ونسوانهم كلهم صاروا فى خبر كان . .
سفروت :الحكومة كلها مراتتهم لسانهم طويل ؟.
سفروتة  : حكومة محكومة بالحديد والنار .
سفروت  :كملى كملى .. دى احلوت ع الآخر
سفروتة  : طفح الكيل .. وشافوا الويل ..والبلبلة عمت فى البلاد .. فماكان من الحكومة كلها غير انها لمت بعضها واتجهوا لبيت شمعون وانيسة . كانت انيسة اختفت بفعل فاعل او بفعلها هى ذات نفسها .
سفروت : دى ولا حكايات الف ليلة وليلة .. كملى ياسفروتة .
سفروتة : عبوا شمعون فى شوال .. وهيلا بيلا شالوه لحد البحر وراحوا يرموه ويخلصوا من نصبه واحتياله .. ومن شروره
           اللى تجاوزت حدود الممكن والمعقول .
سفروت : وبعدين حصل ايه ؟
سفروتة : احنا هانقضيها حكايات ؟ تعالى نروح البحر وتشوف بنفسك حصل ايه ؟
سفروت : حصل وطحينة .. ويللاااااا بينا .

إظلام





















اللوحة السابعة

( على شاطىء البحر .. فى ساعة الغسق .. )
- القاضى والشهبندر ووزير الشرطة بالاضافه الى العديد من الوزراء  يجلسون على الارض وامامهم الجوال المحتوى على شمعون  . يعتزمون القاءه فى البحر .. ويبدو عليهم الارهاق الشديد .
الشهبندر : اخيرا ياشمعون الكلب هانخلص البلاد والعباد من شرورك .
الوزير  : الكلب يحتال على وزير الشرطة ذات نفسه ولا همه .
القاضى : اللى خلاه يحتال على القاضى مش هايحتال عليك انت ؟
الوزير  : بطل نغمة الشماتة اللى فى كلامك دى . احنا كلنا فى الهوا سوا .وبقينا كلنا مانساويش فلس .
وزير1  : الغلطة غلطتكم من الاول .. كان لازم تلجأوا لى وانا اعرف شغلى وياه .
الشهبندر : كنت هاتعمل ايه يعنى ؟
وزير    : كنت هااعمل اللى ماقدرتش تعمله انت ولا القاضى ولا وزير الشرطة ذات نفسه .
وزير2  : واضح اننا هانقعد نتكلم ومش راح نرمى الشوال ونخلص منه .
القاضى : مش راح نرمى الشوال قبل مانعذبه زى ماعذبنا ونهب حقوقنا ..
الوزير : انا هااقطعه جزل جزل .واقليه فى الزيت المغلى . واسيبه حى يشوف العذاب اللى اتعذبته نسوانا .وهى بتصرخ من غرس السكاكين فى جتتهم .
الشهبندر: انا نفسى أعلقه على اقرب شجرة هنا وابيعه بالكيلو .. ونخلى الشعب ياكل وينبسط .
وزير3  : لا لا .. انا عندى اقتراح تانى .. احنا نحرقه وناكله مشوى
القاضى : ناكل مين يامعالى الوزير ؟ احنا ناقصين قرف .؟ شوفوا له موته عرة زيه نخلص بيها القديم والجديد .
وزير1  : فكروا طيب خلونا نخلص ونرجع ديارنا .
          (  يبدأون فى التفكير وهم يسيرون كل شخص بمفرده حتى يتهاوون جميعا من التعب . ويناموا فى سكون تام )
ص شمعون : " من داخل الجوال " هما سكتوا ليه ؟ يكونوش قلبهم حن وسابونى لوحدى ؟ "ينادى على اى عابر سبيل ينقذه "
          ياللى هنا .. غيتونى ياناس .. غيتونى ياخلق هووو .

( يسمعه احد رعاة الغنم الذى كان ينوى العودة باغنامه فيهب لنجدته ويفك الجوال ليخرج شمعون  )
                
الراعى  : " ماخوذا " بسم الله الرحمن الرحيم .. انت ايه ؟ انس ولا جان ؟
شمعون : انس والله أنس .
الراعى : ولما انت انس ايه اللى حطك فى الشوال ده ؟
شمعون : " ينظر حوله ليجدهم جميعا يغطون فى النوم " اسمع يا ..
الراعى  : محسوبك محروس الراعى .
شمعون : اسمع ياعم يامحروس .. انا واقع فى عرضك .. مافيش غيرك هو اللى هاينقذنى من الورطه اللى انا فيها دى ؟
الراعى  : ورطة ايه كفى الله الشر ؟ ومين اللى نايمين حواليك دول ؟
شمعون : " يأخذه بعيدا عنهم " ماهما دول الورطه اللى عاوزين يخلصوا منى .وجايبينى هنا يتفاهموا معايا .. لكن انا مش موافق على كلامهم .
الراعى : انت وغوشتنى ياجدع انت . ايه اللى حاصل فهمنى .؟
شمعون : ماانا بافهمك اهو .. اللى نايمين دول كبرات عيلتى وعاوزين يجوزونى واحده غير اللى باحبها . وقضيت عمرى ولهان فى حبها .
الراعى  : برضه مش فاهم .
شمعون : ماتركز معايا شويه عشان افهمك .
الراعى : ماانا مركز على اخرى اهو .
شمعون  : الناس دول قرايبى وعاوزين يجوزونى بالعافية من بنت تاجر كبير من اغنى اغنياء البلد .ياإما كده يااما يخلصوا منى  ويرمونى فى البحر .. لكن ربنا بعتك ليا عشان انا ابن حلال .. وانت تغيتنى وتكسب فيا ثواب .

الراعى : طب ماتتجوزها وتخلص نفسك .
شمعون : طب والتانية اللى انا باحبها .. اسيبها ؟ اسيبها عشان شوية دنانير دهب وشوية الماظ .. مايستاهلوش .
الراعى : شوية دهب والماظ مايستاهلوش .. والنبى انت راجل فقرى ومالكش فى الطيب نصيب . انا لو منك اتفاهم معاهم واتجوزها وانجى براسى .
شمعون :  طب والحب ياعم محروس .. الحب ؟.
الراعى : حب ايه ياسيدنا وكلام فارغ ايه ؟ هو الحب هايجيب لك دهب ولا الماظ ولا هايعيشك بقية عمرك مرتاح متنغنغ فى النعيم ؟
شمعون : لا طبعا .. بس القلب ومايريد ياعم محروس .
الراعى  : اما انك فقرى بصحيح .
شمعون : انا عارف انى فقرى .. بس قلبى مش بيدى .
الراعى : انا قلبى بايدى ياسيدى .
شمعون : يعنى ايه ؟
الراعى  : يعنى انا هااعمل فيك خير وانت تعمل فيا برضه خير .
شمعون  :  ازاى فهمنى ؟.
الراعى : يعنى انت تفلت وتشوف حالك وانا هاادخل مكانك الشوال وهااوافق على المقايضة   ويجوزونى بنت التاجر .واتمرمغ انا فى النعيم اللى انت مش عاوزه ياسى فقرى .
شمعون : انت بتتكلم جد ؟
الراعى : جد الجد طبعا .
شمعون : يعنى انت ترغب فى الجواز من بنت التاجر الغنى وتسيبنى انا اروح لحال سبيلى .
الراعى : اتجوزها واتجوز امها كمان ولو ابوها مش متجوز اتجوزه راخر . انا واقع قوى .. 40 سنة ومن غير جواز لدلوقتى .
شمعون : والله فكرة .. بس انت هاتدفعلى كام فى التوافيق والتباديل دى ؟
الراعى : ادفع لك ؟ ادفع لك ايه وانا راعى فقير غلبان مااملكش من الدنيا غير كام راس غنم على الاد كده .. بادور بيهم ارعاهم من صباحية ربنا لغاية المغرب . باكل من لبنهم واكسى جسدى من صوفهم .
شمعون : يبقى اتفقنا .
الراعى : اتفقنا على ايه فهمنى ؟
شمعون : اتفقنا اسيبلك العروسه وانت تسيب لى الغنمات .
الراعى  : اسيب لك الغنمات كلهم ؟
شمعون : ايوه كلهم طبعا ؟ انت هاتعوزهم فى ايه بعد مابقيت متمرغ فى الدهب والالماظ والنعيم ؟
الراعى : استعنا على الشقا بالله .. حطنى فى قلب الشوال .. وحلال عليك الغنمات وانا حلال عليا العروسة ياابن الفقرية .
شمعون : حلال عليك .. فين الغنمات ؟
الراعى : لا انت تحطنى فى الشوال الاول وانا راح ادلك على الغنمات .
شمعون : اتفضل ادخل ..
الراعى : " مبتهجا وهو يدخل الشوال " الغنمات ورا التل اللى هناك ده .. يطلع لهم  خمسين راس وكام جدى ونعجه صغيرين رضع .. وكام نعجة عشر .
شمعون : رضا من ربنا الكريم . وفضل وعدل ياعم محروس
           مع الف سلامه ياغالى .. خلى بالك من نفسك .
            " يدخله الشوال ويربط الحبل جيدا ويعدو نحو التل "

( تخفت الاضاءة تدريجيا حتى تسطع بقعة الضوء على سفروت وسفروتة )
                     

سفروت : يانهار مش فايت . الطمع هو المحرك الاساسى فى حياة الشعوب العربيه .. عكس ماكان بيقول فرويد زمان .
سفروتة : وطبعا اللى جرى بعد كده اظن انت عارفه كويس .
سفروت : اعتقد .
سفروتة : شاطر ياسفروت . صحيت الحكومة من النوم .
سفروت : وشالو الشوال هيلا بيلا ..
سفروتة : وفى قلب البحر رموه . والراعى جوا عمال يصرخ .ويقول .
ص الراعى : انا موافق .. موافق اتجوزها .. موافق اتجوزها .
                      ( صدى صوت الراعى يرن فى المكان )
سفروت : اظن كده خلصت حكايتنا . توته توتة .. فرغت الحدوتة .
سفروتة : لا خلصت مين .؟
سفروت  : امال ايه ؟
سفروتة   : قول ابتدت الحدوتة .
سفروت لا انا مش قادر اكمل .. لغاية هنا وكفايه قوى كده .. هايعمل ايه تانى شمعون يعنى .
سفروتة : رجع البلد بالغنم وبقى اغنى واحد فى المدينه اكيد ..
سفروت : او اكيد اتصادر امواله .
سفروتة : صادروا  امواله مين ياسفروت .. انت خيالك  تعبان قوى .
سفروت  : امال عمل ايه ياام المفهومية ؟
سفروتة : ماتستعجلش على رزقك .. وتعالى نشوف ؟
سفروت  : تانى ؟
سفروتة : تانى وتالت والف ..

                                                  إظلام





اللوحة الثامنة
( المكان فى قصر الوالى .. حيث يجتمع الوزراء مع الوالى  وهم فى حالة غضب عارمة )
الوالى   : طبعا انتم مش مصدقين كلكم ان الجدع  اللى اسمه  شمعون ده  كل على قفاكم عيش وقرطسكم  وعمل فيكم اللى مايتعمل يابقر  . واللى رميتوه فى البحر رجع تانى حى يرزق .
الوزير    : يامولانا شمعون مايقدرش يقرطسنا .
الوالى     : والمصحف الشريف قرطسكم واحد واحد .ولا ايه رأيك ياقاضى القضاه ؟
القاضى   : انا من رأيى تستدعيه فورا ونعرف منه ازاى رجع من البحرولا اتبلش  ؟ زى مايكون العجل فى بطن امه .
وزير1   : ونعم الرأى رأى القاضى .
الشهبندر : لو سمح لى مولانا الوالى  اقوم انا بالمهمة دى واجيبه من زمارة رقبته واطلع فيه القديم والجديد .
الوالى     : مااسمحلكش طبعا .. شمعون ده واصل وممكن يألب علينا الدنيا كلها وندخل فى سين وجيم وحقوق الانسان وحقوق الحيوان ومااحناش خالصين فى ليلتكم السودا دى .
وزير2   : عندك حق يامولايا .. فعلا كل البلاد  المجاورة مستنيين هفوة مننا علشان يفرضوا علينا الحصار ومش بعيد لو جرونا لحرب ضروس ويفتحوا علينا باب  جهنم ومانقدرش نسده بعد كده ابدا .
الوالى     : ولذلك انا من رأيى نجيبه بالراحه ونداديه لغاية مانعرف منه الحكاية من طقطق ل..
الجميع    : سلامه عليكم
الوالى     : فالحين ياولاد الجزمة .. من طقطق لسلامه عليكم .. بس اللى انا مش قادر اصدقه لغاية دلوقتى ان واحد بس عمل فيكم كل ده وانتم لا عرفتوا تهشوا ولا تنشوا .ولا تهوبوا ناحيته .
الشهبندر : شمعون ماهزمناش يامولا يا بعقله ولا تفكيره . شمعون هزمنا بحيلته ومكره  لما كلنا هزمنا بعض بظلمنا لبعض .
القاضى   : مافيش داعى نفتح فى القديم ياشهبندر .انت نفسك طمعت فى حمار التاجر . زى ماانا طمعت فى كلب شمعون زى ماطمع الوزير فى الزمارة .
الوالى     : اما حكاية الزمارة دى كانت حكاية لوحدها ..
الوزير    : لعل فى الزمارة كل الخير يامولانا . واحنا ماادركناش الحكمة لغاية دلوقت .
الوالى     : طبعا كل الخير فى الزمارة اللى سلفتوها لبعض وقتلتوا كلكم زوجاتكم .. وانا بمزاجى صهينت وخليتهم يحفظوا الموضوع . بعد ماقيدوا كل الجرايم ضد مجهول .
الوزير    : ربنا هايسترك زى ماسترتنا .يامولانا .
الوالى     :  انا اللى حازز فى نفسى انى ماخدتش منك السكينه ولاالزمارة وفاتت عليا الحركة دهيا .. ومراتى نفدت بجلدها .
وزير     : قدر ولطف .. هو انت كنت هاتخلص من مين ولا من مين يامولايا ؟ انت متجوز اربعه وملك يمينك ستة وعشرين . يعنى ...
الوالى     : يعنى تنقطنا بسكاتك وحياة امك  وتبطل نق . ياحا جب .
الحاجب  : " داخلا " امر مولاى .
الوالى     : روح شوف لنا شمعون وهاته وتعالى . تعرفه ولا ابعت الشرطة تجيبه ؟
الحاجب  : ايه اللى اعرفه ؟ هو شمعون فيه حد فى المدينه يجهله يامولاى ؟
الوالى     : فضيحتكم  بقت بجلاجل ياقلل .. انت واقف ليه يابجم ؟ اتحرك .
الحاجب  : سمعا وطاعة يامولاى " يخرج "
الوالى     :على فكرة .. لما يجى شمعون مش عاوز اسمع صوت واحد فيكم .. انتوا كل اللى تعملوه تقفوا سكتم بكتم . مش عاوز اسمع نفس واحد لاشهيق ولا زفير ولا صنف حركة من الحركات الوسخه بتاعتكم  .
وزير2   : اللى تؤمر بيه ننفذه يامولانا .
الوالى     : اه عشان نبقى على نور من اولها ونفهم عمل الملعوب ده ازاى ؟
الشهبندر : احنا لا هاننطق لامن فوق ولا من تحت .
القاضى   : احنا كل اللى عاوزينه ان مولاى يجيب لنا حقنا من حبابى عينيه
الحاجب  : " يدخل وخلفه شمعون " السيد شمعون يامولاى . قابلته على الباب كان جاى يقابل مولاى .
الوالى     : اتفضل ياسيد شمعون . كنت جاى تقابلنى ليه .؟
شمعون   : انا تحت امر الوالى المعظم .
الوالى     : اتفضل استريح .واتكلم .
شمعون   : مش من الفطنه انى اقعد فى حضرة مولاى .
الوالى     : اقعد وبلاش غلبه .
شمعون   : اللى تؤمر بيه يكون .. " يجلس " وادى قعده .
الوالى     : قولى ياسيد شمعون .
شمعون   : " يقف " اامرنى يامولاى .
الوالى     : باقولك اتخمد اقعد واحكى لى كده بالظبط .. ايه اللى حصل ؟ ده بعد ماتقولى كنت جاى تقابلنى ليه ؟
شمعون   : كنت جاى اشتكى لسموك من رجالتك اللى عبونى فى شوال ورمونى فى البحر زى الزكيبة .
القاضى   : يانهار اسود .. بعد عمايلك السودا و اللى عملته فينا وجاى تشتكينا كمان للوالى ؟
الوالى     : قلت لك اكتم .. مش عاوز اسمع ولا كلمه .
القاضى   : امرك يامولاى .
الوالى     : ايه اللى حصل ياسيد شمعون ؟
شمعون   : اللى حصل امتى يامولاى ؟
الوالى     : الناس دى مش خدوك فى شوال لغاية البحر عشان يرموك ؟
شمعون   : حصل .
الوالى     : ورموك بالفعل فى قلب البحر ؟
شمعون   : برضه حصل .
الوالى     : لما هو حصل كل ده .. رجعت ازاى تانى المدينه وانت جارر وراك الغنم ده كله .؟
شمعون   : صلى على النبى يامولاى .
الوالى     : انهى نبى فيهم ؟ بتاعنا ولا بتاعكم .
شمعون   : بتاعنا وبتاعكم  واحد يامولاى . مافيش فرق بينهم .
الوالى     : ونعم الايمان اللى بيبظ من عينيك  . عليهم الصلاة والسلام .
شمعون   : انا اول مارجالتك  رمونى فى قلب البحر .. وكنت على وشك الغرق .. طلعت لى جنية .  نجدتنى من الموت  وقالت لى شبيك لبيك .. انا ملك يمينك وايديك .
الوالى     : ياراجل ؟ قالت لك شبيك لبيك .؟
شمعون   : وحياة شرف مولاى زى ماباقولك كده .
الوالى     : كمل ياخفيف من غير ماتجيب  سيرة شرفى .كمل .
شمعون   : انا فى الاول خفت .. وغرقت عرق من راسى لحد رجلى .
الوالى     : عرق وانت وسط البحر ؟
شمعون   : انت هاتكفر بقدرة ربنا يامولاى ولا حاجه ؟
الوالى     : لا مش هااكفر .. قادر على كل شىء .
شمعون   : حضنتنى وطمنتنى وقالت لى انا حبيتك  ياشمعون من كل قلبى .
الشهبندر : حبيتك ؟ يبقى ماتعرفكش .
الوالى     : اخرس ياشهبندر الغبرة . كمل ياشمعون .
شمعون   : رغم الاهانه اللى باتهانها فى حضرة مولاى وقرب كرسى عرشه انما هااكمل  وجنابك ابقى خد لى حقى بمعرفتك ..قالت لى اطلب تجاب من غير املاءات ولا شروط .  قلت لها اطلب انى ارجع لبيتى واهلى ومراتى . سليم معافى .
الوالى     : بس كده ؟
شمعون   : لا طبعا .. بس كده ازاى ؟.. قلت لها اطلب قصر وخدم وحشم ودهب دنانير دنانير .
الشهبندر : زى الحمار كده مانزلك ؟
شمعون   : شوف التريقة بقى يامولاى ؟
الوالى     : قلت لك اخرس ياشهبندر .. كلمه تانى وهاادخلك القفص .. كمل ياشمعون .
شمعون   : قالت  لى لا .. انا مش تخصصى القصور ولا الخدم ولا الحشم .. ده تخصص اختى الكبيرة اللى فى وسط البحر .
الوالى     : دول راخرين تخصصات ؟
شمعون   : امال سبهلله زى عندكم .  دى ناس بتفكر يامولاى وبتحسبها كويس
الوالى     : المهم . خليك فى المهم
شمعون   : المهم قلت لها امال يرضيكى ترجعينى ايد ورا وايد قدام .وادخل على مراتى زى مادخلت ؟ طبعا الجنيه ماخلصهاش . واديتنى شوية الغنم دول وقالت لى انا تخصص بهايم بس .. وربطت لى الغنم فى حبل طويل ووصلتنى لحد الشط .. سليم معافى .وادينى اهو فى حضرة مولاى بانعم بالنظر الى وجهه الكريم .
الوالى     : ياسلام . وبعدين ؟
شمعون   : ولا قبلين يامولاى .. وربنا رد كيدهم فى اعناقهم . ودلوقت انا عاوز حقى .
الوزير    : حق ايه ياراجل انت اللى عاوزه يتردلك ؟
شمعون   : عاوز تعويض ورد شرف .
الشهبندر  : شوف الراجل القارح . شرف ايه ياابو شرف انت ؟.
الوالى     : قلت لك اسكت ياشهبندر ومش هااعيد الكلام تانى .
شمعون   : هو انا لوكنت مت غرقان كانت مراتى المسكينه الغريبة هاتعمل ايه من غيرى وهى لاوراها ولا قدامها .
الوالى     : بس انت لامت ولاغرقت .
شمعون   : عشان قلبى وطيب .ونيتى  لاعمرى اذيت حد ولا خدت حق حد
وزير2   : انت ياراجل انت مجنون ؟ بعد كل اللى خدته مننا لا عملت ولا سويت .؟
الوالى     : انا قلت ايه منك له ؟ هو انا بقيت هفا للدرجادى وكلامى ماعادش يتسمع فى الحكومة دى ولا ايه الحكاية ؟
القاضى   : كلامك على عيننا وراسنا يامولانا بس اللى بيقوله الجدع ده ماحدش يبلعه ابدا .
الوالى     : ماتيجى انت تحكم  البلد ياروح امك وانا اسرح لى بمشنة فجل ولا صينية دندورمة .
الوزير2  : العفو يامولاى .. القاضى مايقصدش .
الوالى     : يبقى كل واحد يحط لسانه فى بقه  ولا اسمعش كلمه منك له .
الجميع    : " مقهورا " حاضر يامولاى . ادينا سكتنا اهو .
الوالى     : حكومة تخاف ولا تختشيش .كمل ياسيد شمعون
شمعون   : اكمل اقول ايه تانى يامولاى ؟ انا جاى واقع فى عرضك تحمينى من الناس دول واعيش فى سلام انا ومراتى .
الوالى     : انت فى حمايتى ياسيد شمعون . وسلامتك مضمونه .طول ماانت تحت ظل عرشى .
شمعون   : طب ورد الشرف يامولاى .
الوالى     : تعويضك هايوصلك لحد باب دارك .اتفضل انت دلوقت .
                              ( يخرج منحنيا دون ان يعطى ظهره للوالى بينما
                                  الجميع فى حالة ذهول )
وزير     : يعنى ايه الكلام ده يامولانا ؟
القاضى   : هاتسيبه يخرج كده من غير حساب ولا عتاب ؟
الوالى     : سنمهله الى حين يابقر .. اتفضلوا من غير مطرود وكل واحد يشوف شغله من سكات . ومش عاوز كلمه من اللى دارت فى الاجتماع ده تخرج برة باب القصر والا هايبقى التمن رقبتكم كلكم .
             اتفضلوا .
الجميع    : " فى اعتراض خفى " بس كده يامولاى ...
وزير2   : احنا بقت رقبتنا زى السمسمة .
القاضى   : الامر لله من قبل ومن بعد .
الشهبندر  : اكيد مولاى بحكمته وحنكته مش هايسيب  حقنا ياخده راجل مفترى  زى ده .
                  ( يخرجون جميعا .. بينما الوالى يذهب الى كرسى العرش
              وكأنه ينوى على شىء )
الوالى     : " صوته الداخلى " شمعون ده شيطان .. بس المشكله انى مصدقه ولازم اروح له لوحدى استفهم منه على حكاية الجنية دى . يمكن تحن علينا وعلى البلد  الغرقانه فى الديون دى ,لا تشوف لنا حاجه نستر بيها نفسنا بعد ماالدوله فلست وبقت الخزانه فاضية لاترضى عدو ولا حبيب .

                                          اظلام



                                                 
                                
                     



















اللوحة  التاسعة

( المنظر داخل منزل شمعون وزوجته  )
-        شمعون يتحدث الى زوجته بينما هى تعد له كوب شاى .
شمعون : وهو ده كل اللى حصل عند الوالى  بالتمام والكمال .
انيسة    : انا بقيت خايفة عليك اكتر من الاول ياشمعون .
شمعون : تخافى عليا من ايه بس ياأنيسة ؟ احنا ربنا سترها علينا قوى وجينا بلد مايعلم بيها الا ربنا .
أنيسة    : مش فاهمة .
شمعون : اهو انتى بقيتى زيهم بالظبط .. مش فاهمة ايه ؟ البلد دى لولا واكله ناسها قبل ماحد ياكلهم .. ماكانش بقى لنا عيش هنا .
أنيسة    : احط لك كام معلقة سكر؟ .
شمعون : ماتحطيش سكر .. كفاية انك تقلبى الشاى بصباعك وهو يبقى شهد مصفى . عارفة يأنيسة انا باحلم بأيه ؟
أنيسة    :  اوعى يكون حلمك هو نفس حلمى .؟
شمعون : وانتى بتحلمى بأيه ياست الستات .
أنيسه    : بأحلم ربنا يسترها معانا ونخرج منها سالمين وبس .
شمعون : تبقى عبيطه .. وانا مش ممكن أكون فى البلد دى واحلامى مكسحه زي احلامك .
أنيسه    : ليه .. انت بتحلم بأيه ؟
شمعون : باحلم احكم البلد دى ياأنيسة .
أنيسة    : انت أكيد اتجننت .
شمعون : اللى اتجنن هو اللى يسيب البد دى بالخير اللى فيها ويروح حتة تانية ولا يدور على بلد غيرها . طول ماالجهل معشش هنا والخلق بتظلم بعضها بالشكل ده يبقى هو ده البلد اللى الواحد يقدر يعيش فيها بسلام قوى .
أنيسة    : برضه مش فهماك .
شمعون : من عاشر القوم .. عاوزة تفهمى ايه تانى ؟
أنيسة    : انا عاوزة ترسينى على اللى فى دماغك .. احنا مع بعض ع الحلوة والمرة .
شمعون : ماتقلقيش مش هايبقى فيه مره بعد كده ابدا . " طرق على الباب "
شمعون : قومى افتحى الباب .
أنيسة    : " فى قلق " مين اللى جاى لنا الساعادى ؟ انا خايفة ياشمعون .
شمعون : " يقوم ليفتح الباب لكن بتوجس " مين ؟ مين اللى بيخبط .
ص الوالى : افتح ياشمعون .. انا الوالى .
شمعون : " مستغربا " الوالى ؟
انيسة    : جالك الموت ياتارك الصلاة . مش قلت لك هانروح فى داهية .
شمعون : ادخلى جوا وبلاش قلق  " يشير لزوجته بالدخول ويفتح الباب " اهلا وسهلا .. احنا زارنا النبى . ايه اللى جابك الساعادى ؟
الوالى   : " متنكرا " وسع يااخى كده . انت هاتحقق معايا ؟" نرى الوالى ملثما ومتنكرا فى ملابس فقيرة "
شمعون : اتفضل يامولانا .. ايه اللى عمل فيك كده ؟
الوالى   : امال عاوزنى اجى لك وانا عادى كده ؟ لازم اتنكر .
شمعون : تتنكر ليه بس ؟ انت هربان من حاجه ولا حد بيطاردك . اعملى للوالى فنجان قهوة بن تقيل ياانيسة .
أنيسة    : " تدخل " الوالى ؟ خير ياسيدنا الوالى ايه اللى جابك؟  .
الوالى   : شوف الوليه .. ده بدل ماترحبى بيا بتسألينى؟ .
شمعون : اعملى لنا فنجانين قهوة خلينا نظبط دماغنا . دخلة الوالى علينا اكيد وراها سر . " تدخل أنيسة "
الوالى   : اسمع ياشمعون .. انا عاوزك ضرورى .
شمعون : انا خدامك يامولايا .. خاتم فى صباعك البنصر .
الوالى   : ومش عاوز حد ياخد خبر انى جيت لك هنا خالص .
شمعون : انا نفسى مااعرفش انك جيت لى هنا خالص .
الوالى   : عفارم عليك .
شمعون : أأمرنى ياسيدنا الوالى .
الوالى   : الناس اللى انت قرطستهم وكلت على  قفاهم عيش دول كلهم كوم وانا كوم تانى خالص .
شمعون : انت كمان هاتظلمنى يامولانا ؟.
الوالى   : اسمع الكلام وانت ساكت .
شمعون : حاضر .. ادينى سكت  .
الوالى   : كل اللى الكلام اللى قلتهولى هناك ده كان بجد ولا كان بهزار .
شمعون : انا مااقدرش اهزر فى حضرة مولاى الوالى اللى جاعلنا فى بلده معززين مكرمين .
الوالى   : يبقى تصارحنى بقى بكل حاجه وتقولى . جبت الغنم دى كلها منين وازاى ؟
انيسة    : " تدخل حاملة فناجين القهوة على صينية مذهبة " اتفضل يامولانا .. يااهلا وسهلا يامرحبا .
الوالى   : شكرا ياست الستات . بس سيبينا لوحدنا شوية الله لايسيئك .
شمعون : أنيسة مايتخافش منها يامولاى .. ماتقلقش .
الوالى   : يعنى نخليها والسر فى بير .؟
أنيسة    : فى بير ياسيدنا .
الوالى   : الكلام اللى هااقوله ماينفعش حد يعرفه غيرك انت وبس .
شمعون : طب ادخلى انتى ياانيسة دلوقتى .
أنيسة    : بس تبقى تفطمنى بقى انت .
شمعون : طبعا ياحياتى .. روحى انتى بقى " تدخل أنيسة تتسمع من خلف الستار " قول يامولاى .  كلى اذان صاغية .
الوالى   : رسينى ياشمعون .. بيت المال على وشك الافلاس .. ومش هنلاقى نصرف على الغيلان دى لو مااتصرفناش .انا نفسى فلست ومابقيتش عارف اصرف على الحكومة دى ازاى .
شمعون : طب ماترسينى انت يامولاى وقولى عاوز ايه من الاخر .
الوالى   : عاوزك تعرفنى على الجنية .
شمعون : بتاعة المعيز ؟
الوالى   : معيز ايه يااخى؟ .. اختها بتاعة الالماظ .
شمعون : اختها بتاعة الالماظ بعيدة يامولانا قوى .
الوالى   : بعيد بعيد ماتقلقش .. هااخد لى أد مركبين تلاته واروح لها .لو كانت فى سابع بحر ,
شمعون : لا فى سابع بحر ولا عاشر بحر ,, بس ماينفعش تاخد مركبين ولا تلاته وتروح لها .
الوالى   : يعنى ايه ؟ وهو انا هاارجع شايل الدهب والالماظ فى جيبى .
شمعون : " ضاحكا " ههههه. لا طبعا يامولاى .. النقل عليهم هما مادام حملك تقيل .
الوالى   : ياراجل .
شمعون : الناس دى غيرنا احنا البنى ادمين يامولاى .. يعنى يخدموا لله فى لله كده ومش عاوزين مننا حاجه ابدا .
الوالى   : ونعم التربية صحيح . ادينى العنوان .
شمعون : عنوان ايه يامولانا ؟.
الوالى   : عنوان الجنية .
شمعون : " ضاحكا " لا عنوان ولا غيره . انا هااوصلك لغاية الشط  وانت بقى تكمل المشوار لغاية عندها فى وسط البحر .
الوالى   : بس كده ؟
شمعون : بس كده ؟
الوالى   : يبقى تيجى معايا ورجلى على رجلك لوسط البحر .وتركب معايا نفس المركب وانت  اللى تجدف . انا ماعادش فيا صحة .
شمعون : جنابك فاهم غلط .
الوالى   : ازاى .؟
شمعون : ماينفعش تروح فى مركب .
الوالى   : بس انا مااعرفش اعوم .
شمعون : مش لازم تكون بتعرف تعوم .
الوالى   : طب ماانا كده هااغرق ياخفيف .
شمعون :  من الجهادى ماتقلقش . انت بس تنوى على الخير وهى هاتشيلك على كفوف الراحه .
الوالى   : انت بتخرف تقول ايه ؟
شمعون : زى ماباقولك كده .. الحكايه دى مافيش اسهل منها .. طالما بتتوكل على الله وانت كلك ايمان يبقى هاترجع سالم غانم . ومافيش خوف .
الوالى   : مش حكاية خوف .
شمعون : امال ايه الحكاية ؟
الوالى : خايف يكون ده ملعوب من ملاعيبك اللى عملتها فى الرجاله .
شمعون : انت قلت يامولانا انك انهم كوم وانت كوم تانى خالص .
الوالى   : اكيد .
شمعون : يبقى ماينفعش اعمل معاك حركات نقص .
الوالى   : يبقى استبينا .. هانروح المشوار ده امتى ؟
شمعون : من الصبح لو حبيت .
الوالى   : لا صبح ايه ؟ انا مش عاوز حد يشوفنى لا وانا رايح ولا وانا راجع بالالماظ .
شمعون : يبقى بكرة بالليل .
الوالى   : توكالنا على الله . سلم لى بقى على مراتك .. قلها لو حفظت السر هايبقى لها مكافاة كبيرة . اشوف وشكم بخير " يخرج "
            ( تخفت الاضاءة لتسطع على سفروت وسفروتة )
سفروت : لا بقى .. انا مش قادر استحمل اكتر من كده .
سفروتة : مش قادر تستحمل ايه بالظبط ؟
سفروت : هى حصلت الوالى كمان .
سفروتة : الوالى واللى اتخن من الوالى كمان .
سفروت : طب فطمينى على اللى هايحصل .
سفروتة :قابل الوالى شمعون تانى يوم فى نص الليل .. والاتنين اتنكروا لغاية ماوصلوا شط البحر .  .
           قابل الوالى شمعون .. والاتنين اتنكروالكن المفاجأة العظيمة اللى حصلت بعد كده كانت اغرب من الخيال .
سفروت : حصل ايه ياسفروتة كفى الله الشر .
سفروتة : الحكايه ماتتحكيش .. تعالى نشوف .

         
                      اظلام











ا







اللوحة العاشرة

(المنظر على شاطىء البحر حيث الصحراء و الافق الازرق )
-        الوالى وشمعون ملثمان . الوالى يبدو خائفا بينما يحفزه شمعون .
شمعون  : يامولاى انت مش مكفيك انى حلفت لك بشرفى اكتر من مرة ؟
الوالى   : ماهو انا مش هااثق فى حلفانك ولا هااصدق كلامك الا اذا كانت رجلك على رجلى ودخلنا سوا .
شمعون : والله انا تعبت معاك يامولاى . واخر حاجه هااقولهالك اللى يعجبك اعمله . انا هاارجع بيتى من سكات .
الوالى   : يعنى هاتسيبنى  ياجبان ؟
شمعون : انت اللى عاوز الالماظ مش انا .
الوالى   : وانت ايه اللى مخليك مش عاوز ؟
شمعون : انا مستور وعندى اللى مكفينى . لا عايز الماظ ولا غيره .
الوالى   : يعنى ايه ؟
شمعون : يعنى الغاوى ينقط بطاقيته .
الوالى   : هى بقت كده ؟
شمعون : انا ماليش صالح باللى انت عاوزه . انا دليتك على الخير وطريقه وانت عليك الباقى . الجنية عند البراميل الحمر اللى هناك دى .
الوالى   :  استعنا ع الشقا بالله " يبدأ فى خلع ملابسه "
شمعون :وبعدين انت لو نزلت وانا نزلت زعاك مين اللى هايحرس الهدوم؟
الوالى   : عندك حق .. طب لو حصل حاجه انجدنى .
شمعون : ان شاء الله مش هايحصلك مكروه .
الوالى   : توكلنا على الله ." يبدا فى النزول فى البحر وبينما يحرس شمعون ملابسه .. يظهر اهل المدينه جميعهم من وزراء واعيان وغيرهم  يعدون خلف الوالى فى البحر "
الجميع  : خدنا معاك يامولاى
-        : استنانا يامولانا .
-        : الطمع قل ماجمع لازم ينوبنا من الحب جانب
( ومالى ذلك من كلمات بينما شمعون على الشاطىء
 يضحك وهو يلملم ملابس الجميع ويحملها وتخفت
الاضاء بينما ينبعث صوته الداخلى )
شمعون   : عفارم عليكى ياانيسة .. قال السر فى بير قال . مع السلامه يارجاله .
            ( تخفت الاضاءة تدريجيا مع نزول اغنية معبرة عن غرق الجميع بينما يعود شمعون محملا بالملابس ليحكم هو المدينة )

                                        إظلام  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من برنامج المسرح فى الصعيد ---قناة طيبة

من برنامج المسرح فى الصعيد تجربة مسرح المقهورين باسوان اخراج سحر جروبى . برنامج المسرح فى الصعيد رابط المشاهدة   ...