عبـاس
سعيد حجاج
ملاحظات
للإخراج:
-
الديكور والملابس عبارة عن موتيفات
يمكن أن تحتويها حقيبة
-
يمكن فى بعض الأحيان أن يكون الممثل
عنصر هام فى عمل مؤثر صوتي أو تشكيلى أو معلق على حدث ما.
-
فى النص المسرحى ما يسمح بالارتجال
على ألا يكون معطلا لتماسك العرض المسرحى
-
من الضرورى إضافة أغانى درامية قصيرة.
-
فى بداية كل لوحة يظهر أحد الممثلين
حاملا اسم اللوحة على لافته معلقة على صدره.
لوحة 1
عينة عشوائية من المواطنين تدلى
برأيها فى فعلة المواطن عباس
(ساحة
فضاء خالية تماما من أى ديكورات. بعد لحظات يدخل الممثلون يغنون أغنيه مستوحاة من
روح النص. بعد الأغنية ينسحبون ليبقى الموسيقى الذى يعزف على الدرامز أو أى آلة
موسيقية ملائمة. يدخل ممثل بعد الآخر).
شناوى: لا لا لا.. أنا أول ما سمعت الكلام ده
ماصدقتوش. ماهو أنا لا مؤاخذة مش عبيط ولا مختوم على قفايا. عباس ده عشرة عمر.
وزميل قديم فى المصلحة. وكنا لا مؤاخذة بنقعد سوا على القهوة اهريه طاولة. كنا أول
ما أقول صلى على النبى تضيع منه العشرة. النية كانت صافية والواحد قاعد طاهر مش زى
اليومين دول. القصد عمره ما غلبنى. يووووه المهم يبقى معقول اكذب عشرة العمر واصدق
الحكومة؟ ليه؟ انهبلت ولا جرى لعقلى حاجة؟ هى الحكومة عمرها صدقت فى ايه علشان
نصدقها ونكذب عشرة القهوة؟ وبعدين الحكاية دى ما تدخلش راس واحد عاقل زى العبد لله..
وانا ولله الحمد عقلى اللى فى راسى يوزن بلد زى البلد اللى..... اللى جنبنا من أى
ناحية. هما يقولوا اللى يعجبهم. آه انما اللى انا أعرفه كويس. ما حدش يقدر يكدبنى
فيه. ده كلام تضيع فيه رقاب ووراك وأجنحة كمان. احنا موظفين اه بس شرفا. حراميه لأ.
فهلوية آه.. بس نصابين لأ. يعنى الفقر عمره ما يطول ايدينا ولا يخلى عنينا تبص للى
مش لينا. احنا اشرف ناس فى الوطن. وعباس اشرف واحد فينا. وانا أبصم بالعشرين ايد
ورجل على الكلام ده وعارف انه عمره لا ها يطلع فى التليفزيون ولا الراديو ولا المرسح
ولا السيما. انما ممكن نلاقيه فى المحمول لو حد معاه محمول م الغالى أبو كاميرا.
(فاصل موسيقى)
حنفى: عباس؟ يا ريت
يرجع يوم من أيامك يا عباس. يا شقيق. هو كان فيه راجل زى عباس؟ ياكش بس هو كان نتن
حبتين. بخيل شوية. حريص حبتين. تقدر تقول يعنى ما كانتش ايده فرطة. بس عمره ما مد
ايده وسرق لأ. كان يمدها عشان يستلف بس. الحقيقة لازم تنقال ولو على رقبتنا اللى
اتهرت من ضرب الرايح والجاى. عباس كان ابن خالتى من بعيد قبل مايتوه. بعد ما تاه
مش عارف غير موقفه ولا لأ؟ الحق لازم ينقال ولو علقوا لنا المشانق. لو غلوا السكر
والزيت. لو حطوا بدل الشاى نشارة. لو زودوا المواصلات جنيه بحاله لو شالو الدعم من
العيش وحطوا المسامير. لو فضلوا عاملين معاهدة وكل يوم يموت لنا ميه. عباس ها يفضل
شريف. احنا فلاحين ولاد فلاحين. أصلا. نعرف الخير من الشر. فجر الضمير كان هنا يا
عباس.. قاوم. ارمى الحكومة بحجر انت مش أقل من العيال. مش أقل من الشهدا فى فلسطين.
مش أقل من الثوار فى فرنسا. مش أقل من جيفارا فى امريكا اللاتينية. مش أقل من
المحاربين فى فيتنام. مش اقل من الجنود اللى دمها سال على رمل سينا. قاوم يا عباس.
واهرب. الحكومة لو قفشتك ها تبقى ليلتك زى الطين. ويبقى عليه العوض فى البطولة
والنضال. (صمت) انت شريف مهما قالوا ما تهوبش ناحية الحرام. ولا ناحية مال الحكومة.
وحتى لو هوبت ما هو مال الحكومة هو مال الشعب. من الضرايب اللى بيطلعوها كل 27
ثانية ع الميت والحى. تبقى فلوس الحكومة فلوسك.. وانت مش حرامى.
(فاصل موسيقى)
حسنية: يا سبعى.. يا
جملى. يا ابو عيالى الخمسة يا عباس. هو كان فيه راجل يملى العين زيه؟ ينخشش فى
النافوخ زيه؟ يسوى ضفره زيه؟ الله يرحمك لو كنت عايش ويسامحك لو كنت ميت، ويمسيك
بالخير لو كنت هربان يا سبعى. اقول ايه بس وانا وليه مكسورة الجناح لا ليا ولا
حواليا؟ كان يناغشنى لما آكل لقمة زيادة.. يقولى يا فجعانة. اقول له يا راجل انا
بآكل أكل نفرين. انا حبلى مش زيك فاضيه. وأهو انت السبب فى النفخة الكدابة دى. يرد
ويقولى احنا الإتنين السبب. احنا الإتنين كلاب مش عارفين نحدد النسل. والقهر شغال
من كل ناحية.. وبالليل كان يقوللى انا ها اتجوز تانى يا مرة. انتى خلفتى كتير وما عدتيش
نافعة. اقوله غور. اللى خدته القرعة تاخده ام الشعور. كان يضحك بعزم ما فيه
وياخدنى الاودة. ويطلع ع السرير. يقلع هدومه. أقول فرجت. ياما انت كريم يا رب.
يعدل المخدة وينام سطيحة (تندب) عشمتنى بالحلق قلعت أنا هدومى. لا جبت لى الحلق
ولا فضلت بهدومى. بس الأكادة انه كان راجل بصحيح آه.. والواحدة الأصيلة تحفظ سيرة
جوزها ولا تفضحهوش قدام الجمهور.
(فاصل موسيقى)
أمين: عباس ده
كان راجل نص كم. وسخ. أبدا ما كانش حد فى المصلحة يقبله ولا يعمل له اعتبار. كنا
آخر الشهر نعيش حالة انفصال فى الشخصية. سيزوفرانيا يعنى. يعنى نص الواحد يبقى
نازل الخزنة فرحان علشان ها يقبض والنص التانى متكدر وحزين علشان راح يبتلى بسحنة
عباس. انا عن نفسى ما شفتش منه غير كل ردى. أعوذ بالله. كان تنك.. طاووس. يقولى مش
عيب يا حاج أمين تفضل طول النهار فاتح درج المكتب وانت الزبيبة فى قورتك أد الصحن؟
اقوله اخرس قطع لسانك المهم الفريضة مش الدرج. وبعدين درج ايه اللى انا فاتحه؟
الدرج يا ابنى مزنوق والمجرى بايظة.. المكتب كله بايظ. اصلحه من جيبى؟ يقولى واللى
بيتحط ده ايه مش رشوة؟ اقوله اخرس دى اكراميه.. من أهل البر. واهل الشر اللى
عينيهم تندب فيها رصاصة هما اللى مبوظين الدرج. صلحه يا اخويا لو كان معاك حق
تصليحه. ساعتها بس ينكتم ويحط لسانه فى بقه ويغور. عباس كان زفت.. زباله. نافش
ريشه وماشى يتعايق بهدومه المرقعة وجزمته المخرومة. عباس كان حاقد ع الدرج. (صمت)
ياللا.. وكنا ساعة الصلا بقى ندعى من قلوبنا الطاهرة ونقول يا رب المدير يغير عباس
ويجيب موظف جديد نزيه يمسك الخزنه. جار مالوهش عيون. ساعتها آخر الشهر كان ها يبقى
عيد. (يغنى)
عيد سعيد علينا
وعيد سعيد عليك
والكل يبقى حاسس
ان حياتنــــــــا عيد
عيد ميلا د سعيـــــــــــد
وافتح درجى وتفتح درجك والدنيا
تزهزه حوالينا. ويظهر ان ربنا استجاب. وغار عباس وغارت أيامه السودا. ونظرة عينه
اللى خارمة الدرج.. وأنا قسما عظما بالله لأعمل حفلة فى قلب الخزنة واشرب فى صحة
عباس المنكر.. الحرام... اللى عمرى ما حطيته فى بقى. ها اشربه على روح عباس يوم ما
تطلع ولا الحكومة تقفشه.
(فاصل موسيقى)
لوحة 2
أوامر عليا صادرة بمهاجمة منزل عباس
فى الحى العشوائى
(فى
المنتصف تماما يوجد برافان قماشى ثنائى ذو نافذتين. الضابط يقف بعيدا ممسكا بكوز
صفيح. فى الناحية الأخرى يقف عسكرى، وكل منهما يعلق لافته على صدره برتبته)
الضابط : المكان محاصر يا عباس والشارع ملغم.
العسكرى : أضرب يا افندم؟
الضابط : لسه ما تضربش.. ناقص كام جمله نقولهم
واضرب. اخرج يا عباس ما تخليناش نستعمل العنف. ونهد البيت.
العسكرى : أهد يا افندم؟
الضابط : لسه ما تهدش.
العسكرى : "بعصبيه" بقالنا ساعتين
دلوقتى بنهاتى ما حدش معبرنا وانا بطنى بتمغص يمكن مش موجود ولا حاجة.. استهدى بالله كدة احنا نروح ونيجى له الفجر..
الصبح له عينين يا افندى
والضهر ها يدن.
الضابط : اسكت انت.. انا أدرى منك بالعالم دول
ما يظهروش الا الضهر.
العسكرى : حاضر يافندم. طب ايه رأيك لو تهجم انت
من الشباك وانا استناه هنا بالكوز وأول ما يخرج
اسوره فى ودنه؟
الضابط : دلوقتى لأ.
العسكرى : امتى يا افندم أمال انا سايب الحاجة فى
البلد وحديها وزمانها قلقت على.
الضابط : بعد تسع ساعات بالظبط من الحصار لو ما
جاتش اشارة من مجلس الأمن نهد البيت ويشيلوها
هما بقى.
العسكرى : هده يا افندى المجلس خربان ما فيهش حد له
لازمة.
الضابط : اسكت بقى.
العسكرى : يعنى ناقص كام ساعة؟
الضابط : ناقص دلوقتى ساعتين.
العسكرى : والله ده وقت المسرح بيجرى عال يا باشا..
هو ده الإيقاع الصح ولا بلاش.
"صمت"
همه الساعتين خلصوا ولا لسه؟
الضابط : لسه.. ما فيش فايده يا عباس. المكان
محاصر من كل ناحية.. سلم نفسك.
العسكرى : قوله يافندم.. سلم نفسك واخليك شاهد ملك.
وساعة ما يصدق نهجم عليه ونخلص منه.
الضابط : ونخلص منه ليه بقى؟
العسكرى : مش حمار وصدق الحكومة؟
الضابط : اخرس يا عسكرى.
العسكرى : خرست أهو.. وحطيت لسانى فى حنكى. كان
ايه اللى يخلينى اسيب بلدنا والأرض واجى
هنا اتغرب؟ انا كنت هناك فى المركز مرتاح.. لولا التار اللى على ماكنتش وطيت
راسى واشتغلت معاك.
الضابط : اخرس يا نيلة.
العسكرى : خرست يا افندى وشلت الطين.
(تطل امرأة من احدى النوافذ)
المرأة : عايزين مين يا افندى انت وهو؟
الضابط : عاوزين عباس عباس على عباس.. معانا
إذن من النيابه بقفشه.
المرأة : عباس مين اللى انتوا عاوزينه من
صباحية ربنا لحد الضهر؟ انا مش عارفة أغمض عينى
وانام يا ظلمة.
العسكرى : عرفتك يا باشا عرفتك.
المرأة : ودينى لأصحى جوزى يشوف له صرفه
معاكم ويرش ميه.
الضابط : جوزك عباس؟
المرأة : لأ يا خفيف جوزى خميس.
العسكرى : أمال فين جوزك خميس؟
المرأة : باقولكم ما فيش حد هنا بالأسم ده.
الضابط : مش هو ده شارع حنكش؟
المرأة : آه شارع حنكش.. بس ما فيش هنا عباس.
الضابط : أدخلى جو ا يا ست احسن اقبض عليكى.
المرأة : معاك إذن من النيابة يا حلو؟
الضابط : معانا قانون الطوارئ يا فالحة.
المرأة : انت يا جدع منك له جايين تقلقوا
منامنا وفى الآخر تقبضوا علينا؟ يا معلم خميس. انت يا
معلم خميس.. يا سيد الرجالة؟
خميس : "من النافذة الأخرى" ايوة
يا ام على الله. فيه حاجة.؟
المرأة : قوم يا معلم شوف الحكومة دى مين
اللى جابها هنا وعاوزة ايه؟
خميس :عاوز ايه يا أستاذ منك له؟
الضابط : احنا مباحث.
خميس : تشرفنا يا مباحث.. خوفتونا يا مباحث..
قلقتوا منام ابونا يا مباحث؟ والمطلوب ايه عدم المؤاخذة؟
الضابط : مش ده شارع حنكش؟
خميس : جايبين القوة دى كلها علشان تسألوا
على عنوان؟ هو يا سيدى شارع حنكش.
العسكرى : اهو احنا بقى جايين نقبض على عباس.
خميس : ما فيش عباس هنا بالاسم ده.
الضابط : أمال راح فين؟
خميس : ما تزعقش يا افندى.
العسكرى : ماتأخذوش يا حاج.. اصله شايف نفسه حبتين.
قوله بالراحة يا تامر.. قوله فين عباس يا حاج. هه.. قوله.. قوله.
الضابط : فين عباس يا حاج؟
خميس : فى الشارع اللى ورانا يا سيدى.
العسكرى : شفت؟ شفت الأدب حلو ازاى؟
المرأة : انت مالك يا معلم خميس؟ ما تقوله ما
أعرفش وخلاص.
خميس : اهو الواحد بيدل التايه يا ام على
الله واجره على الله. دى حكومة محتاجة مساعدة يا أم على
الله.
المرأة : وهى كانت ساعدتنا فى ايه يا خميس؟
مانت مرمى يا أخويا عيان بقالك
سنه زى
البيت الوقف ما حدش عبرك بجنيه دوا.. وهما دايرين علاج فى الفنانين والغوازى.
خميس : الفنانين دول ناس قيمة يا ام على
الله انما احنا جزم.. بنفيد البلد بإيه علشان
تعالجنا؟
توب القماش اللى بنغزله ولا شوية القمح اللى بيزرعهم الفلاح ولا التمثيليه أم تلاتين
حلقة؟ أنهى يا وليه اللى بيهلك الصحة؟ خليها على الله يا أم على الله.. دول ناس شقيانة
علشان تضحكنا.. الشارع اللى ورانا يا ابنى اسمه برضه حنكش. روح يا ابنى الله
يسهلك انت وحكومتك ويسامحكم.
المرأة : الا الدعوة دى يا معلم خميس لا يكون
باب سما مفتوح.
الضابط : انتى كدة يا ست بتضللى العدالة.
المرأة : حوش يا حواش.. العداله بقت مفتحة يا
سيدى وعارفة طريقها كويس
عارفه تروح
لمين وتسيب مين. انما احنا لينا ربنا
الضابط : العداله لسة بخير يا ست لسه عاميه وزى
الفل. احترمى نفسك وانت بتتكلمى عنها.
خميس : بالراحة ع الست يا سيدنا الأفندى..
ماسمعتش حديث رفقا بالقوارير؟
الضابط : وهى دى قوارير ياحاج؟
العسكرى : دى زير ياباشا.
المرأة : إتلم يا واد وما تغلطش
الضابط : ها اسجنك ياست باقولك. قانون الطوارئ
مامتش.
خميس : خلاص يا باشا حقك على انا "
يحسس على قفاه " هتلاقى عباس انشاء الله فى
الشارع اللى ورانا.
الضابط : أروح له منين؟
خميس : تعالى يا باشا ادخل له من عندى واهو
بالمرة تشربوا شاى ونعمل معاكم واجب
العسكرى : طب اروح انا يا فندى واجي لك بكرة ع
الشارع التانى.
الضابط : إنصراف يا عسكرى.. لم الخندق والسلاح
ونادى القوة تشرب شاى.
العسكرى : تمام يافندم.
(فاصل موسيقى)
لوحة 3
حصار عباس رهيب
لكنه عدل فى ذات الوقت
(ثلاث
مقاعد وثلاث محققين وحسنيه محمد السيد)
محقق 1 : اسمك وسنك وعنوانك؟
حسنيه : حسنيه محمد السيد 35 سنه......
محقق 2 : " مقاطعا" بلاش لف
ودوران. اسمك الحقيقى؟
محقق 3 : اطلع من دول يا وله.. اقلع
الباروكة وامسح الروج.
حسنيه : ده شعرى مش باروكة يا بيه.
محقق 1 : الإنكار مش ها يفيدك يا عباس.
محقق 2 : الإنكار مش فى صالحك
حسنيه : وإيه اللى ها يخلينى انكر بس؟
محقق 3 : علشان تطلع من القضيه زى
الشعرة من العجين. واحنا نطلع أى كلام.
حسنيه : انا مش فاهمه حاجة خالص.
محقق 1 : الإختلاس ثابت فى الأوراق
وعندنا الف دليل ودليل.
محقق 2 : انت ساكن فى شارع حنكش. مش
كدة؟
حسنيه : أيوه.
محقق 3 : أمال بتنكر ليه انك عباس يا
عباس؟
حسنيه : أنا مرة يا باشا.
محقق 2 : ومين اللى قالك ان المختلس
فى نظرنا يبقى راجل.. اللى يسرق خير بلده
لازم يبقى
مرة.
حسنيه : طب انا ما سرقتش خير بلدى.
محقق 1 : آديك اعترفت بعضمة لسان.
محقق 2 : تبقى راجل ولا مش راجل؟
محقق 3 : تبقى ولا مش عباس؟
حسنيه : انا حسنيه مراته.
محقق 3 : التحريات اللى عندنا بتقول
ان عباس مش متجوز.
حسنيه : تبقى تحريات قديمة من أيام العزوبيه.
محقق 1 : التحريات بتاريخ امبارح بس.
محقق 2 : يبقى نصدقك ولا نصدق
التحريات والشهود؟
حسنيه : خلاص ودونى الطب الشرعى يكشف على.
محقق 3 : يبقى عملت العمليه يا نمس
وفاكرها ها تخيل علينا.
محقق 2 : سيد عملها وبقى سالى ورفدناه
من الجامعة.
محقق 1 : ومحمد على عملها وبقى ايمان واشتغل
رقاصة.
محقق 2 :مش هى دى صورتك؟ بص كويس.
حسنيه : هى صورتى.
محقق 3 : والاسم اللى ورا الصورة مش
هو اسمك؟
حسنيه : لأ انا ما اسميش عباس.
محقق 2 : قلنا بلاش لف ودوران.
حسنيه : انا مش عباس.
محقق 1 : عموما دى قضية تحسمها
المحكمة. خلينا احنا فى لب القضية.
محقق 2 : راحت فين الفلوس اللى
اختلستها من خزنة المصلحة؟
حسنيه : "تخبط على صدرها" عباس
طلع حرامى؟
محقق 3 : يا واد اطلع من دول.. انت
ممثل جامد قوى.
حسنيه : "بإصرار" انا مش عباس
محقق 2 : لو افترضنا جدلا يا سيد عباس
انك مش عباس.. تقدر تقولنا عباس فين دلوقت؟
حسنيه : انا نفسى ما اعرفش ونفسى أعرف.. انا
من ساعة الراجل ما غاب وانا متبهدله
ماحدش ادانى
ولا مليم.. انا لولا القرشين اللى كانوا تحت البلاطة مقطوعين
من قوت
العيال كان زمانى باشحت
محقق 1 : اطلع من دول يا وله."يشد
شعرها".
حسنيه : " تصرخ "
محقق 2 : زارع شعر مش كده؟ زراعة
الشعر بقت متطورة قوى اليومين دول.. عصر العلم غير
حاجات كتير.. بس ما قدرش يغير الحكومة نفسها
محقق 3 ": " برقه " يا
عباس لو اعترفت انا ممكن أخليك شاهد وزير.
حسنيه : شاهد ملك يعنى؟
محقق 2 : لا.. شاهد ملك ده كان فى
العهد البائد.. زمان.. والعهد البائد اهو راح وجه عصر الديمقراطيه الإمبريالية الاستعمارية
الحقيقية.
محقق 1 : قوله اخليك شاهد رئيس.
محقق 2 : انت عاوز تودينا فى داهية
وخلاص؟ ما لناش دعوة بحد.
حسنيه : انا مش فاهمة حاجة.
محقق 3 : يعنى احنا اللى فاهمين؟
محقق 1 :
دلوقتى ها تفهم كل حاجة.. فرج.. خلى عباس يفهم كل حاجة زى السندريللا
فى فيلم
الكرنك.
(محقق 2
ومحقق 3 يرتديان موتيفة مخبرين ويبدآن مشهد تعذيب تعبيرى مع مؤثر صوتى)
حسنية : اقر وأعترف انا الموقع أدناه اننى
انا عباس عباس على عباس قد اختلست من
خزنة المصلحة
عدد واحد جنيه، واننى استاهل قطع رقبتى والحكومه على ما أقول
شهيدة.. المقر
بما فيه.
حسنيه محمد السيد
(فاصل موسيقى)
لوحة 4
نفى عباس حتمى وضرورى
فى هذا الظرف التاريخى العصيب
(قاعة
المحكمة. القاضى وحيدا على مقعده. خلف القضبان حسنية إلى اليسار المحامى الأبكم)
القاضى : الدفاع عاوز يقول حاجة؟
المحامى : "يترافع
بإشارات من يديه وصوته مرافعة لا تقل عن دقيقة"
القاضى : شكرا على حسن مرافعتك. وايضا على حسن
صياغتك اللغوية استطيع أن أقول من هنا ايها السادة. لقد عاد للغة العربيه
مجدها القديم وتأثيرها القوى. تحب تقول حاجة يا عباس؟
حسنيه : ايوه يا حضرة القاضى.
القاضى : اتفضل.
حسنيه : احب اقول انى مش عباس.
(يحدث هرج ومرج مما يستدعى القاضى للطرق بالمطرقة إلى أن يصمت الجميع)
القاضى : ده موضوع انتهت منه النيابة والطب
الشرعى من زمان يا سيد عباس وعيب نشكك فى بعضنا. كل واحد عمل اللى يرضى
ضميره الحكم بعد المداولة " صمت " حكمت المحكمة
حضوريا على المتهم عباس عباس على عباس بالنفى إلى مالطا الشقيقة يدن فيها
براحته. رفعت الجلسة.
أصوات
متداخلة : يحيا العدل.. يحيا العدل.
(فاصل موسيقى)
لوحة 5
هدوء عام يسود الوطن
(عدة أماكن متداخلة. الجميع يغنى أغنية الحياة بقى لونها بمبى)
امرأة السوق : خمسة بربع جنيه يا عيش.
رجل 1 : يااااااه كابوس وانزاح.
امرأة : كنا فين وبقينا فين. داهية لا
تعيدها أيام.
امرأة السوق : خمسة بنص جنيه يا عيش.
رجل 2 : مش لو كان عباس ده غار من زمان.. كنا
بقينا عال العال؟ ولا كناش بقينا عالم تالت ابدا؟
الواحد ما عادش شايل هم. الحمد والشكر لك يا رب.
رجل3 : المستقبل يا ولاد بقى مشرق. وانتوا
انشاء الله يا اولاد ها تتعلموا وتتعينوا وتتجوزوا وها
يبقى المستقبل قدام اولادكم مشرق برضة. لا ها يبقى فيه قعاد ع القهاوى. ولا فيديو
كليب فاسد واباحى.المسخرة اللى كانت على أيام عباس زالت يا اولاد.
امرأة السوق : خمسة بجنيه يا عيش.
امرأة : وأهم من ده وده. ان كفاح المرأة
سيثمر بلا شك ليزيل سطوة الرجل وعنجهيته. حرية المرأة بقت حقيقة مش خيال.
رجل 1 : الهى ما ترجع أيام عباس.
الجميع : آمين.
امرأة السوق : الرغيف بخمسة جنيه يا عيش.
الجميع يغنون : كنا فين وبقينا فين
كنا ايه
وبقينا ايه
كنا لا
وبقينا آه
كنا تيت
وبقينا توت
كنا عايشين
حالة الموت
كنا فين
وبقينا فين.
(فاصل موسيقى)
لوحة 6
عينة عشوائية تدلى برأيها
فى شجاعة إقدام صقور الوطن
(أمام شاشات
التليفزيون. وميكرفونات الإذاعة)
بسطاوى : الحكايه على حسب ما سمعتها من جيران
عباس فى حارة حنكش ان عباس وهو بيجرد الخزنه قبل 30/6 اللى فات لقى
جنيه مقطوع فيها قال ياخده يغيره من البنك وهو
مروح. وهو مروح كان بيفكر فى غدا العيال وامهم. كان بيفكر فى لبن الرضيع المدعم ها يلاقيه والا ها يشترى البديل.
كان بيفكر ازاى يرسم بسمة على وشه يقابل بيها أم عياله.
أول ما تفتح له الباب. وازاى يزيح الهم الرابض فوق صدره ومكلبش فيه كان بيفكر
يحكى لولاده حكاية مين. بعد ما خلصت حكايات الشطار وفضلت حكايات الخونة. القصد.. عباس وسط كل
ده نسى فى جيبه البنك وما راحش الجنيه. مراته بتانى يوم
غسلت البنطلون فى طشت غسيلها. والمرة دى كانت المرة الوحيدة اللى كانت حسنية
ما تحطش فى دماغها ما تفتش جيوب عباس. مش عارف ليه. المفتش تانى يوم جه
يعمل جرد فى خزنة عباس لقى عدد واحد جنيه ناقص منها. على طول ضميره ما سكتش
وفضل يصرخ جواه بصوت عالى. على نيابة الأموال العامة قام طالع رهوان بلغ
عنه. إتحول عباس للتحقيق س وج س وج. فى الآخر قال يتصالح واستأذن قال يستلف من واحد صاحبه جنيه ويسوى المشكل.
الحكومة مش عبيطة.. الحكومة أذكى من خيال البعيد مصرة ومصممة كانت
عاوزة فلوسها هى فلوسها مش بديل من جيب أصحاب عباس. الحكومة ما ترضاش الظلم.
(فاصل موسيقى )
جمعة : الحمار فاكر ان اى جنيه يساوى جنيه
الحكومة. جنيه الحكومة دهب. فرخة الحكومة جمل. قطر الحكومة تابوت.. العبارات فى
البحر مراكب شمس واصلة للآخرة طوالى. الحكومة
ريحت الشعب خلاص من تلاكيك عباس. والحياه رجعت بمبى. رجعت خضرة.
الحياه بقى لونها روز. الحياه بقت حاجة تانيه. واحنا بقينا فى ملكوت الله وفى ذمة
التاريخ يا عباس.
(فاصل موسيقى )
مدحت : وهى دى حكاية تتنسى؟ الحكومة دخلت
زى الصقر بيت عباس وهو فى قلب الدولاب. بعد ساعتين كشفوه.
فتحوا الدولاب نط منه زى الغضنفر ساعتين كمان يعافر معاها
وتعافر معاه. انما مين دى حكومة يا عباس وانت مش اكتر من خرقة دايبه بين ايديهم..
كلنا خرق دايبه بين ايديهم والحكومة ابدا ما تسيبش حق مواطنينها الشرفا ولا تفرط
فيه. القصد عباس كان آخر مطافه فوق الدولاب.. سهيت عنه طرفة عين كان فى الشارع.
(فاصل موسيقى)
المسئول : فى الحقيقة طلعت إشاعات كتير. اللى يقول
ان عباس كان فوق الدولاب ونط فى الشارع رغم الحصار. وهرب. واللى يقول مافيش عباس من أصله وده
كلام مغرض من أغراضه يعطل المسيرة الديمقراطيه. الحكومة مش زى ما
الناس فاهمة. لأ الحكومة لو بقت مفهومة تضيع. الحقيقة انا ها أقولها
كامله الحقيقة ان عباس كان راجع بطن امه. آه امه ست كبيره وعايشة معاه.
ست كبيرة ما حبيناش نبهدلها. السن هنا له عامل كبير فى الحكايه دى الست
الكبيرة قبل ما تخفى ابنها عباس وتقفل رجليها. كان عسكرى حويط من رجالنا الشرفا مركز مع
امه مش عارف ليه. مد ايديه وجابه.. الحقيقة
عباس مش سهل ولا طيب زى ما بعض الناس فاهمين. عباس ليه الف وش و35
سابقة وحكم بالنفاذ. والعدل كان لازم ياخد مجراه. وقد آلينا على انفسنا أن نضرب الفساد
فى عقر داره وفى عقر دولابه وفى عقر أمه. سوف نضرب الفساد وسوف نضرب
انفلونزا الدجاج وانفلونزا الحيوانات.. وشرور عباس.
(فاصل موسيقى)
أمينه : عباس ده ايه اللى يخلى شعر الحكومه
يشيب ولا يقف.. الحكومة خلت كل شيء نايم ومرتاح. عباس ده حتة صراف كحيان نسى
فى جيبه مبلغ كده مش عارفة كام. ما انتوا عارفين الحكايه. واحنا شعب الحضارة 7
الاف سنه والعالم يشهد لنا.. نعمل من الحبة قبة.
وم الحجارة كام هرم بيتحدوا الزمان. واهو الجرايد كتبت عن عباس والراديو ذاع والفضائيات
الفاضية اتملت وبقت زى الفل.. لكن لو كان طلع براءة كفى الله الشر. لا حد
كان ها يكتب ولا ها يقول.. وها يفضل عباس زى ماهو فى ذاكرة الوطن.. حرامى كبير.
(فاصل موسيقى)
الواعظ : أما بعد.. قد طلب منى أن أدلو بدلوى
فى موضوع عباس.. وانا أرى انه موضوع شائك وانا ما احبش اشوك حد.. دى أعراض ناس لا يجب الخوض فيها.
"ملتفتا " حاضر حاضر ها اكمل..
عباس ده والعياذ بالله تسانده قوى كافرة مش عاوزة الوطن يقوم
على حيله. هذه القوى تدفع عباس دفعا نحو الفساد. والدين لا يقبل هذا. اذن لابد من
ضرب عباس والقوى المساندة له.. لأنهم يبغون أهل الوطن الطيبين. البررة الذين لا يهشون
ولا ينشون ولهم الله من قبل ومن بعد.. والله على ما أقول شهيد واستغفر الله العظيم.
كفايه بقى.
(فاصل موسيقى)
لوحه 7
احتفال مهيب لتسليم أنواط الشجاعة
لقادة عملية اسود الدواليب
(مشهد
حركى. حيث أربعة من الهياكل ترتدى زيا رسميا. تصطف فى العمق لحظات من الضجيج
والغناء. والتصفيق. يدخل السيد المسئول وجواره شخص يحمل على صينيه أنواط الشجاعة
المسئول يسلم على الهياكل ويعلق فى رقابهم الأوسمة حتى آخرهم. ويحيي كلا منهم وأخيرا
يحيي الشعب الذى يعلو تصفيقه).
(فاصل موسيقى)
لوحة 8
عباس خالد
(المكان
خال تماما. يظهر احد الأشخاص آتيا من العمق ممسكا بلافتة مكتوب عليها بالخط الواضح
(عباس) يمر بها من وسط الجمهور، محدقا فى وجوههم طويلا، ثم يخرج.
(موسيقى وأغنية الختام )
سعيد
حجاج
Saeid_hagag2000@ yahoo.com